|
الفصل الرابع _ منعطف جديد تكملة
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 13:49
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
الفصل الرابع الواقع _ منعطف جديد
1 ما هو الواقع ؟ تذكير سريع بالمواقف الثلاثة ، الأبرز من الواقع : نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . هايدغر : يجب تحليل الحضور ، كيف يحضر الانسان في العالم هو الأهم . .... في الثقافة القديمة كان الواقع بسيطا ، ويتصل مباشرة بالحواس . وفي زمننا لا يجهل قارئ _ة التقسيم الرباعي ، للواقع وللطبع الفردي ، المنسوب إلى سقراط : الماء والهواء والتراب والنار ، عناصره ومكوناته الأساسية . في العصور الحديثة استبدل الواقع الرباعي ، بتصنيف مندليف الجديد للعناصر ، على أساس المكونات والروابط الكيمائية العميقة . على حد علمي ، ما يزال الموقف الثقافي العالمي من الواقع ، ينوس بين تصنيف أرسطو الأولي _ غير الدقيق وغير الصحيح _ وبين تصنيف مندليف الدقيق والصحيح ( العلمي ) لكن غير الشعبي ، وشبه المنسي . 2 الواقع بدلالة النظرية الجديدة ثلاثي البعد : زمن ومكان وحياة . لكل من الأبعاد الثلاثة حركته الخاصة به ، وهي منفصلة ومتصلة بالتزامن ، وتشكل معا الواقع الموضوعي والمباشر على السواء . .... حركة الزمن أو الوقت : تبدأ من المستقبل إلى الحاضر بالمرحلة الثانية ، والماضي أخيرا . حركة الحياة بعكس حركة الزمن : تبدأ من الماضي إلى الحاضر بالمرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا . حركة المكان أو الكون ( أو الاحداثية ) : تبدأ من الداخل إلى الحاضر بالمرحلة الثانية ، والسطح ( الخارج ) أخيرا . الحركات الثلاثة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . ( ناقشتها سابقا بشكل مفصل ، عبر نصوص عديدة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن ، لمن يهمهن _م الأمر ) . 3 المشكلة المزمنة ، والمعلقة منذ قرون ، طبيعة الزمن وماهيته ؟! إذا كان الزمن هو الوقت ، الذي تقيسه الساعة فقط ، تصير المشكلة شبه محلولة وتتمحور حول اللغة والبحث اللغوي ، وتكون بطريقها إلى الحل . لكن ، ربما يكون الزمن وجد قبل الوقت وقبل الانسان وقبل اللغة ؟! وهذا ما أرجحه ، وأعتقد أنه الاحتمال الأقرب للمنطق والحقيقة . ولكن يبقى الاحتمال الثالث ، أن يكون الزمن اكتشاف والوقت اختراع ، وفي هذه الحالة لن تحسم مسألة طبيعة الزمن ( وماهيته ) إلا عبر قفزة معرفية _ علمية ، لا يمكن التكهن بها بشكل مسبق . .... الاحتمال الأول : الزمن اختراع . يكون الزمن بهذه الحالة نفسه الوقت ، وهو اختراع انساني ولغوي ، يشبه الكمبيوتر والديمقراطية وحقوق الانسان والشعر والعلم والفلسفة . الاحتمال الثاني ، أو الثالث : الزمن اكتشاف . بهذه الحالة يكون الزمن موجودا قبل الانسان واللغة وحدث اكتشافه ، مثل اكتشاف أمريكا والفضاء الخارجي وفيزياء الكم ونواة الذرة ومكوناتها . سوف أناقش كل الاحتمالات ، لو حالفني الحظ ، ربما في كتاب مستقل . وأكتفي في هذا النص ، بتفسير تفضيلي للاحتمال الثاني الزمن اكتشاف . ( وأدعو المثقف _ة إلى المشاركة ، العلماء والفلاسفة خاصة إن كان لهم وجود حقيقي في الثقافة العربية ؟! ) . 4 الاحتمال الأول : الزمن فكرة ، اخترعها الانسان . الاحتمال الثاني : الزمن موجود قبل الانسان ، وربما يستمر بعده . والاحتمال الثالث ، يتضمن الاختراع والاكتشاف معا . .... مشكلة الوجود ( الأزل والأبد ) المزمنة والمعلقة ، ربما تبقى معلقة خلال هذا القرن ، وبعد مئة سنة ! أعتقد أن حل مشكلة الزمن ، تمثل نصف حل مشكلة الواقع . وحل مشكلة الواقع ، هي حل لمشكلة الوجود نفسها بشكل علمي وصحيح . .... النظرية الجديدة تقفز فوق مشكلة " طبيعة الزمن " أيضا ، لكن بشكل إيجابي أو مبرر منطقيا ، كما أعتقد . حتى يتم الحسم العلمي ، المنطقي والتجريبي بالتزامن ، في مسألة الزمن والوقت _ ربما يستغرق ذلك طوال القرن الحالي ، وحتى القرن القادم وبعده _ لكن ، تبقى مشكلات اتجاه مرور الزمن أو الوقت والسرعة والعلاقة بين الوقت والحياة ، منفصلة وتقبل الحل المنطقي في الحد الأدنى . 5 الزمن فكرة ثقافية ، ولغوية ، اخترعها الانسان ؟! توجد العديد من الظواهر الثقافية واللغوية ، المشتركة أيضا ، التي تدل وترجح أن الزمن اكتشاف وليس اختراعا ( لا تؤكد ولا تصلح كبراهين وأدلة علمية ، لكنها بمستوى البرهان المنطقي بالفعل ) . دليل 1 ظاهرة العمر ، تظهر ، وتفسر ، العلاقة بين الزمن والحياة : في اللغة العربية والإنكليزية والفرنسية ، وغيرها ربما ، فكرة مشتركة تتمحور حول ظاهرة العمر ( الثنائية ) والمزدوجة بين الحياة والزمن . يبدأ فيلم ، مترجم عن الانكليزية جمال أمريكي ، كما أتذكر ، بالعبارة : " كل يوم ينقص من بقية العمر باستثناء اليوم الأخير " . صدمتني العبارة ، وشغلتني مئات الساعات ، خلال القراءة والحوار الذاتي أو المفتوح ... والخلاصة : يولد الانسان في العمر صفر ، يتزايد العمر ، ويموت في العمر الكامل . والعكس بقية العمر ، يولد الانسان مع بقية العمر الكاملة ، ثم تتناقص ، ويموت عندما تنتهي بقية العمر للصفر . بعبارة ثانية ، يولد الانسان بعمر الصفر وبقية العمر الكاملة ، ويموت بالعكس ، حيث تتناقص بقية العمر إلى الصفر والعمر يكتمل مع الموت . هذه الفكرة ، الحقيقة الثقافية واللغوية ، تقبل عدة تفسيرات : 1 _ يوجد ( شيء ما ) اسمه الزمن ، وهو الذي نشعر به أحيانا . وأنا أرجح هذا الاحتمال . 2 _ بالصدفة اكتشف البشر ، على اختلاف لغاتهم ومجتمعاتهم الزمن . هذا الاحتمال ضعيف ، وبالنسبة لي اعتقد أنه غير مقبول . 3 _ اللغة _ كل لغة _ بطبيعتها ذكية ، وتدمج بين الاكتشاف والاختراع . هذا الاحتمال ممكن ، ومنطقي . ولكن يبقى الاحتمال الأول هو المرجح ، والأقوى برأيي . .... دليل 2 العلاقة بين الأزمنة الحقيقية ، الحاضر والماضي والمستقبل ... اليوم الحالي كمثال : يوجد اليوم الحالي في الحاضر بالنسبة للأحياء ، بلا استثناء . ويوجد في المستقبل بالنسبة للموتى . ويوجد في الماضي بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . هذا المثال أيضا ، يرجح أن الزمن اكتشاف وليس اختراعا . يوجد مثال شبيه ويتكرر بشكل يومي في عصر الأنترنيت ، خلال محادثة مشتركة بين عدة أشخاص ، بأماكن متباعدة : تكون المحادثة نفسها في الحاضر بالنسبة لجميع المشاركين ، وبنفس الوقت يكون الزمن مختلفا بينهم بحسب التواقيت ، ويحدث الحاضر والماضي والمستقبل بالتزامن . .... والدليل 3 أصل الفرد : قبل ولادة الانسان بقرن مثلا ، يكون في وضع ثنائي ومدهش : جسده ومورثاته ( حياته ) في الماضي ، بالتزامن ، بقية عمره وزمنه ( أو وقته الشخصي ) في المستقبل . لنتخيل من سوف يولدون بعد قرن ، سنة 2122 مثلا : أجسادهم ومورثاتهم _ الآن _ في الماضي عبر سلاسل الأجداد . بالتزامن أعمارهم وزمنهم _ الآن _ في المستقبل ، لا بالحاضر ولا بالماضي . .... توجد أمثلة ثقافية وأدبية خصوصا ، في مختلف الثقافات ، تدل على العلاقة ( العكسية ) بين الحياة والزمن : شكسبير بترجمة أدونيس : أنت التقيت بما يموت وأنا التقيت بما يولد . جبران خليل جبران : أولادكم ليسوا لكم أولادكم أبناء الحياة والحياة لا تقيم في منازل الأمس . أيضا العبارة المنسوبة إلى الخليفة الرابع علي بن ابي طالب : لا تقسروا أولادكم على أخلاقكم ، فقد خلقوا لزمن غير زمنكم . أكتفي بهذه الأمثلة ، والفكرة نفسها ناقشتها سابقا بشكل تفصيلي ، عبر نصوص منشورة على الحوار المتمدن . .... .... الجزء الثاني المنعطف الحقيقي سوف أقدم فكرتين ، أعتقد أنهما الأكثر جرأة ومغامرة ، في كتابتي الفكرية كلها _ وربما الأهم مستقبلا ؟! الفكرة الأولى : المصلحة الإنسانية واحدة ، سواء للفرد أو للمجتمع . الفكرة الثانية : تعريف ثلاثي البعد للواقع ، زمن وحياة ومكان . .... فكرة ثالثة : أعتقد أن الفيزياء النظرية الحالية ومعها الفلسفة منذ أكثر من قرن ، في موقف لا تحسد عليه . وهي عبارة عن خليط ، من الأفكار والتصورات المختلفة ، والتفسيرات ، ومثالها التناقض بين فيزياء الكم وفيزياء الفلك . من أبرز الأمثلة : التمدد الكوني ، أو الانفجار الكبير ... هي أفكار وتصورات أولية ، تتناقض مع المنطق السليم كما أعتقد . .... المكان والزمن والحياة تمثل ، وتجسد ، ثلاثة أنواع من الطاقة . المكان يمثل عامل التوازن والاستقرار الكوني . المكان يمثل الطاقة المحايدة . الحياة تتحرك ، وتتوسع بداية من أصغر من أصغر شيء ( الماضي والداخل ) إلى المستقبل والخارج أو أكبر من أكبر شيء ، عبر الحاضر وبدلالته . الحياة تمثل الطاقة الإيجابية ، أو المتزايدة . الزمن يتحرك ، ويتناقص بداية من أكبر من أكبر شيء ( المستقبل والخارج ) إلى الماضي والداخل أو اصغر من اصغر شيء ، عبر الحاضر . يمثل الزمن الطاقة السلبية ، أو المتناقصة . هذه إحدى الفكرتين ، وسوف أتوسع بمناقشتها لاحقا . والفكرة الجديدة أيضا ، وربما تكون قفزة طيش ؟! التمييز بين المصلحة الفردية ، والاجتماعية ، والإنسانية ، زائف وخطأ . المصلحة الفردية ( الحقيقية ) ، تتضمن المصلحتين الاجتماعية والإنسانية . وهذه الفكرة أيضا ، سوف أناقشها بشكل موسع خلال النصوص القادمة . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفصل الرابع _ منعطف جديد
-
الكتاب السابع _ الفصل الثالث
-
الحركة التعاقبية للزمن ، أو للحياة ، طبيعتها وماهيتها
-
العلاقة بين الحركتين الانتقالية والتعاقبية
-
القسم السابع _ الفصل 3
-
القسم السابع _ الفصل الأول والثاني
-
الفصل الثاني _ القسم 1 و 2
-
القسم الثاني _ الفصل الثاني
-
مقدمة القسم الثاني _ الكتاب السادس
-
الكتاب السادس _ مقدمة الفصل الثاني
-
القسم السابع _ الفصل الأول
-
الكتاب السادس ج _ الفصل الثاني
-
القسم السادس ، تكملة
-
القسم السادس
-
مقدمة القسم السادس
-
القسم الخامس _ مع التكملة والتعديل
-
القسم الخامس _ الكتاب السابع
-
القسم الرابع _ تكملة
-
القسم الرابع _ الكتاب السايع
-
الكتاب السابع _ القسم الأول والثاني والثالث
المزيد.....
-
أمير الكويت بـ-هدوء ولطف- يشعل تفاعلا بأسلوب تصحيح مسؤولة نط
...
-
لماذا قلل الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بشكل ضخم؟.. استمع إ
...
-
قبل التوجه إلى نيويورك... الرئيس الفلسطيني في مدريد لشكر إسب
...
-
نتيجة التصويت على قرار إنهاء -الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين- ي
...
-
-في كل مكان-.. ماسك يتهم السلطات الأمريكية بممارسة الرقابة
-
سلوفاكيا: أضرار واسعة في براتيسلافا مع ارتفاع منسوب مياه الد
...
-
المفوضية الأوروبية.. هيكليتها وطريقة توزيع المناصب فيها
-
نائب أوكراني: الإطاحة بزيلينسكي واردة
-
قبل يومين من انفجار أجهزة بيجر بلبنان.. سلجوق بيرقدار يحذر (
...
-
فولودين يدعو إلى إجراء تحقيق شامل في سلسلة الانفجارات التي ش
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|