أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - ما القذارة؟














المزيد.....

ما القذارة؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7415 - 2022 / 10 / 28 - 17:04
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


«إننا نقضي عامين كاملين من حياتنا في الاستحمام.. ترى كم من الوقت والمال والماء نخسر؟». قائل هذه العبارة أستاذ جامعي في كلية الصحة العامة بجامعة يال وطبيب مختص في الطب الوقائي، ووردت في مقال له، قبل سنوات، بعنوان: «أقلعت عن الاستحمام واستمرت الحياة».

يبلغ هذا الطبيب سبعة وثلاثين عاماً من عمره، واسمه هامبلين، ونشر في العام 2020 كتاباً بعنوان: «النظافة: العلم الجديد للبشرة وجمالية القيام بفعل القليل»، عرض فيه لتجربته ورؤيته حول عدم الاستحمام، ومع أنه أكد على أنه لا ينبغي التوقف عن غسل أيدينا بالصابون وتنظيف أسناننا، لكننا، حسب رأيه، لسنا بحاجة إلى أن نكون بهذا الثبات مع بقية أجزاء أجسادنا، وفي نوع من طمأنة من سيستهجنون دعوته هذه يقول: «بمرور الوقت، يعتاد جسمك أكثر فأكثر، لذا لا تنبعث منه رائحة كريهة إذا لم تستخدم مزيل العرق والصابون».

هناك رجل آخر، من إيران هذه المرة، ليس طبيباً ولا خبيراً ولا مؤلف كتب، وليس لديه ما يقوله أو يشرحه عن سبب توقفه عن الاستحمام لمدة خمسين عاماً متواصلة، سوى أنه تعرض لانتكاسات عاطفية في شبابه، جعلته يزهد الحياة ويتنازل عما يراه أوجه الترف فيها، ولا يقتصر الأمر على عدم استحمامه كل هذه العقود، وإنما يشمل نظامه الغذائي الغريب، فيأكل لحوماً فاسدة ويشرب مياهاً غير صحية، ووجبته المفضلة كانت «الدعلج» (نوع من القوارض)، وعاش بين حفرة في الأرض وكوخ من الطوب بناه جيرانه.

الرجل ويطلق عليه أهل قريته اسم «عمو حجي»، توفي مؤخراً عن 94 عاماً، وسنفاجأ حين نقرأ أنه توفي بعد اغتساله لأول مرة قبل أشهر، وهو ما كان يتجنبه لأكثر من نصف قرن خوفاً من إصابته بالمرض، وهذا ما حدث بالفعل.. استحمّ ثم مرض ومات.

لم تجد وسائل الإعلام وهي تبث خبر وفاته سوى هذا العنوان المستفز: «وفاة أقذر رجل في العالم». كيف لإنسان مهزوم، منسحب من الحياة، غير مؤذ لأحد أن يكون أقذر رجل، فالقذارة ليست وسخ الجسد وحده، إنما هي الفعل القبيح، فكيف يصبح «الغلبان» عمو حجي هو الأقذر في عالمٍ يضج بصناع الحروب والفتن وسرقة الأموال العامة ونهب ثروات الشعوب، واضطهاد البشر، ممن تليق بهم صفة القذارة بامتياز؟



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصنيع (كورونا) أشدّ فتكاً
- هل دخلنا القرن الحادي والعشرين؟
- الثّقافة العالمة والثّقافة الشّعبيّة
- التّحليل النفسي للتاريخ
- الحديقة والأدغال
- الحقيقة في مكانٍ ما
- أهواء جائزة نوبل
- أوروبا التّائهة
- حتى الصور غير محايدة
- إلى اليمين دُر
- اللا أمكنة
- التمييز حتى في الإنترنت
- كل أربع ثوانٍ
- (شانغهاي) تقول كلمتها
- في أوروبا.. اليمين قادم
- هشام وإدوارد
- العالم يتراجع ولا يتقدّم
- محمد دكروب
- لماذا صمت نجيب محفوظ؟
- جين فوندا جامعة الصفات


المزيد.....




- ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل وعليها إبرام اتفاق قبل ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لتدميره مقاتلات إيرانية في مطار ...
- -إيرباص- تفتتح معرض باريس بصفقة ضخمة مع السعودية
- معدلات تخصيب اليورانيوم في إيران: من نسبة 3.67 في المئة إلى ...
- ترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إ ...
- بينهم رضيع.. مقتل 48 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي جديد شمال غزة ...
- ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوان
- العمل لساعات طويلة -يغير من بنية الدماغ-.. فما آثار ذلك؟
- بمسدسات مائية..إسبان يحتجون على -غزو- السياح!
- ألمانياـ فريق الأزمات الحكومي يناقش إجلاء الألمان من إسرائيل ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - ما القذارة؟