تصنيع (كورونا) أشدّ فتكاً

حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7411 - 2022 / 10 / 24 - 10:01
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    

لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد اكتساح موجات «كورونا» لمختلف أطراف الأرض، حتى يأتينا خبر صاعق، لا في صورة تحذير للناس، وإنما في صيغة تباهٍ بأن باحثين أمريكيين يعلنون نجاحهم في تطوير سلالة جديدة من «كوفيد-19» داخل المختبر، والأخطر من ذلك أنها «تتمتع» بقدرة على القتل تصل إلى 80%.

«كورونا» التي عرفناها بمتحوراتها المختبئة لم تغادرنا تماماً، لكن البشر نجحوا في محاصرتها في أضيق الزوايا، على الرغم من أن شبحها ما زال يتربص، منتظراً الفرصة، لكن لم يخطر في البال أن هناك من هو مستعد لتقديمها، عبر تصنيع نسخة أشد فتكاً ورعباً منها؛ بل والتفاخر بذلك علناً كما لو أن الأمر يتصل بإنجاز علمي يرتقي بالخدمات الطبية مثلاً.

الجهة التي أعلنت النبأ، أشارت إلى أن السلالة المصنعة التي أطلق عليها مسمى: «أوميكرون إس» عبارة عن مزيج من متحور «أوميكرون» والفيروس الذي ظهر لأول مرة قبل عامين، وأكدوا أنه تمكن من قتل 80 في المئة من الفئران المصابة به، ومن أجل إنشاء السلالة الجديدة من «كورونا» الأشد فتكاً، استخرج فريق البحث المكوّن من «علماء» من فلوريدا وبوسطن «بروتين السنبلة من «أوميكرون» وربطوه بالسلالة المكتشفة لأول مرة في بداية الوباء، ثم بعد ذلك قاموا بتوثيق كيف تفاعلت الفئران مع السلالة الهجينة»، وخلصوا إلى أنه بينما تسبب «أوميكرون» بمفرده في إصابة فئران المختبر بعدوى خفيفة وغير مميتة، فإن الفيروس الحامل لـ«أوميكرون إس» يسبب مرضاً شديداً بمعدل وفيات يبلغ 80%.

ما زلنا نذكر السجال الذي دار، على المستوى العالمي، عند ظهور وانتشار «كوفيد – 19»، عما إذا كان الوباء مصنعاً، وليس نتاج الطبيعة، وحاول الغرب إلقاء التهمة على الصين، كون الفيروس ظهر أول مرة فيها، على الرغم من أن المختبرات البيولوجية التي طالها الاتهام هي أمريكية تعمل في الصين، لذا كان من الطبيعي أن تقابل الإعلان الأخير عن «تصنيع» السلالة الفتّاكة باستهجان وانتقادات من جانب الخبراء، الذين اتهموا أفراد الجهة المصنعة بأنهم «يلعبون بالنار».

لم يعد الأمر محصوراً في التخمينات والتكهنات حول حقيقة أن الكثير من الفيروسات والأوبئة هي صناعة بشرية شريرة، فها هم من يسمون أنفسهم «علماء»، يجاهرون بذلك، وبه أيضاً يفاخرون.

#حسن_مدن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل