أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منهل السراج - ما يطلبه الجمهور














المزيد.....

ما يطلبه الجمهور


منهل السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 07:02
المحور: الصحافة والاعلام
    


ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذا، ذلك خشية أن يفهموا مقالي غيرة وحسداً من هيفاء أو نانسي أو مي أو روبي.. ولكني، بشجاعة، قررت أخيراًً أن لا أعبأ بما سيتهمونني به، ذلك لأنني حين واجهت نفسي بجرأة وصراحة تامتين، أيقنت أنها ليست غيرة، لأنه ببساطة، أين أنا من نجومهن؟.
علينا الاعتراف بهذه الحقيقة، أذن الجمهور وعينه ووجدانه وكله معهن، بينما أنا ومن مثلي على قول نجيب محفوظ، فدائيو الأدب، إن ضحكت لنا صفحة الجرائد ونشرت ماكتبناه، فإن عدد القراء لايتجاوز واحداً بالألف ممن يقرؤون أخبارهن. ولست أدين الجمهور أيضاً لانصرافه عن المقالات وعن الأدب، لأن العين لاتعبأ بالثقافة، فهي تذهب وحدها إليهن إلى صورهن الحلوة شديدة الجاذبية.
حين تطل صورة هيفاء في التلفزيون، تخفّض أمي رأسها وتتمتم:
ـ كيف مابتستحي؟.
ثم تلتفت تلقائياً لتراقب وجه أخي الباش للطلة المثيرة، فتقول:
ـ شوفي أخوك كيف انبل قلبو.
بينما زوجته تحذره بعصبية من نار جهنم.
فكرت بالجاذب الذي يصدرنه للعيون. لم أجد جواباً شافياً. جمعت صبايا ومراهقات العيلة وبحيلة هيأت لها، فتحت سيرة الفنانات.
سيرة وانفتحت، ولم يعد بالإمكان إغلاقها: ثياب مي وحركات روبي وجمال هيفا ونعومة نانسي. تحدثت الفتيات بمتعة هائلة عن الفنانات المفضلات، واسمحوا لي أن أتحفظ على كلمة الفنانات. بحثت عن كلمة تعبر عن حالتهن لم أجد، فاستعرت لقب الإعلام لهن.
استخدمت البنات أسماءهن مجردة، لم تستخدم اي منهن كلمة فنانة. اعتبرن عمليات التجميل أمراً عاديا جداً، غير مستهجن، على العكس، أحسست برغبة عميقة عند كل الفتيات، أن يخضعن لعمليات تجميل ليصبحن شبه النجمة المفضلة.
سألت في لحظة انفعال ناسية مخطط المكر:
ـ حتى الآن لم أستطع أن أمنع نفسي من الاستغراب حين أفتح موقع الأغاني على الانترنيت وأجد ألبوم فيروز بين ألبومات الفنانات الجدد رقمه 16 مثلاً، وفي كل مرة أتساءل، كيف استطاع مصمم الموقع وضع فيروز بينهن؟.
أجابتني ابنة الثالثة عشرة:
ـ أذواق.
وكدت أصيح غاضبة:
ـ أذواق؟ وهل تخضع فيروز للأذواق؟.
تراجعت حين تذكرت الديموقراطية وحرية الرأي، واحترام رغبات الجمهور.
ترى ألم يخطر ببال فيروز أن تحتج على هذه الظاهرة وتسحب ألبوماتها من كل المحلات التي تبيع أغنياتها إلى جانب ألبومات هيفاء أو روبي أو غيرهن؟.
أشعر بلهفة شديدة لمعرفة جواب السؤال التالي: لماذا اخترن أن يكن مغنيات أو مؤديات لما يشبه الغناء؟. لِمَ لايجدن منبراً آخر، تحت بند آخر؟ مثلاً فن السحب، أو فن جذب الجماهير.
والواحدة حين تُسأل وكثيراً جداً ما يُسألن، وهنا لاأخفي غيرتي منهن، إذ قلما يسألوننا، تجيب من خلال دموعها:
ـ عشان الفن.
وهي فعلاً تجيد أداء الإخلاص لدورها في الفن لحد البكاء، ذلك لأنها في تلك اللحظة تستحضر نقمتها الباطنية الشديدة من نجاح الألبوم الأخير لمنافستها.
لماذا اخترن الغناء وسيلة لجذب الجمهور؟.
لو أن هيفاء أو روبي أو دانة، يقرأن مقالي هذا ويفكرن لبعض الثواني وأعرف كم وقتهن ثمين بأن يجدن حلولاً أخرى لجذب الجمهور غير الغناء. أفلاماً خاصة، أعمالاً تهتم بالاستعراض، فيديو كليب يختص بعرض البطلة المثيرة، يعني يخترن منفذاً آخر لتنفيس رغباتهن غير الغناء بأصواتهن.
حين خصت نانسي إحدى القنوات ببث مسلسل زيارتها لأمريكا، كانت بظني أكثر حلاوة، لم تغن. كانت تتمشى وتضحك وتحكي مايخطر ببالها، واسمحوا لي هنا أن أقول: لقد كانت كلماتها فارغة من أي معنى. تقول: ـ أنا أطل من جبل، يصورون الجبل وإطلالتها. ـ أنا أمشي في الساحة، يصورون الساحة. ـ أمامي تمثال الحرية، يصورون التمثال. ـ في طريقنا إلى مانهاتن، يصورون البحر وشعر نانسي. تشير للكاميرا وترسل ضحكة. تلتفت للعابرين وتغمز غمزة، وهكذا..
لم ينتظر جمهورها أي معنى، الجمهور لايحب المعاني، المعاني في شكلها وسهولة جاذبيتها. كانوا مشدودين لأنفها، لضحكتها، لدلعها. لكن حقا وجدت أنه الحل الأكثر صدقاً. ليخصصوا ثلاثة أرباع وقت التلفزيون، لعرض حياتهن، في الشوارع يرتدين ثيابهن أو يخلعنها يفعلن مايرغبن به ومايرغب به الجمهور ويسحر به، مسلسل يومي، لامشكلة، المهم أن يوضعن في حيز آخر، في رف آخر، رجاؤنا أن يتركن الغناء بحاله، حتى لاأصدم بألبوم فيروز محشوراً بين ألبوماتهن. يخترن لفعلهن بيتاً آخر.. بيت فيروز غير بيوتهن.

هل رأيتم بيت فيروز الصغير في كندا؟.
لم يعرف طريقه حدا، فيه العصافير والعلية والقرميد. والمرأة تنتظر الحبيب، الغيم حين يليه الربيع. باب البيت بلا مفتاح، والبال مرتاح.. هل سمعتوها تقول: لشو دوّر بهالكون، وبعرف السعادة هون بقلب بيتي الصغير بكندا..؟.

قال لي صديق: هل تحبين زيارتها؟.
أجبت بالنفي، لأني لا أعرف أبداً كيف أقول لها.. شكراً.



#منهل_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين ثياب البعثية وثياب التهريب
- عمنا نجيب.. نحبك كثيراً
- شيطنات اللغة
- بحصات في الحلق
- خبر عاجل وجميل
- قنابل تسيّل الدموع
- احتشمي بيروت
- دونية ومسحوقة أيضاً
- مي شدياق .. أنا أنا لم أتغير
- اعترافات عن عارف دليلة
- كما ينبغي لنهر
- تمرين صعب من اجل السلام
- بين الضفتين
- حقيبة فاتح جاموس
- وصفة لشهرة. وصفة للسترة
- جمعيات سقط عتب
- ترى... من هو عريس الليلة!
- أما أنا فأفهمك يانجيب
- بترحلك مشوار؟
- بأي حق يغتالون الصداقة


المزيد.....




- -تحرّض الأطفال على الدعارة أو البغاء-.. قرار بحبس مطربي -راب ...
- محكمة في نيويورك تغرم ترامب 9 آلاف دولار وتهدد بسجنه بسبب -ا ...
- تحقيق صحفي يكشف: العصابات في السويد تجند عناصر من الشرطة للو ...
- ما فرص التطبيع الإسرائيلي السعودي في ظل الحرب الدائرة في غزة ...
- البيت الأبيض يمتنع عن التعليق على تدمير الدفاع الجوي الروسي ...
- محكمة نيويورك تغرم ترامب بـ9 آلاف دولار بتهمة إهانته المحكمة ...
- -الصواريخ أصابتها وانفجرت فيها-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استه ...
- بالفيديو.. انتشار رقعة الحرائق في أولان-أوديه الروسية
- لفوفا-بيلوفا: لقاء الدوحة أسقط الأسطورة الأوكرانية بوجود أطف ...
- -حزب الله- ينصب كمينا ‏ضد آلية عسكرية إسرائيلية ويؤكد تدمير ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - منهل السراج - ما يطلبه الجمهور