أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منهل السراج - خبر عاجل وجميل














المزيد.....

خبر عاجل وجميل


منهل السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1635 - 2006 / 8 / 7 - 04:36
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


خبر عاجل.. اعتقال الكاتبة السعودية وجيهة الحويدر.
حملت وجيهة يافطة تطالب بحقوق المرأة السعودية، فاعتقلوها.
مشاعر كثيرة تناهبتني حين قرأت الخبر. لكن لم ينتبني أي إحساس بالحزن او الأسف. شعرت بحماس وانفعال ورغبة بالذهاب إلى هناك كي أحمل معها تلك اليافطة.
أن تخرج امرأة وتمشي في شوارع السعودية بيافطة مكتوب فيها رأيها، فإنك ستصدق حدوث زلزال ولاتصدق أن هذا ممكن الحدوث. ماأكاد أجزم به أن هذه المرأة التي خرجت وحدها بيافطتها، قد نهضت ببلدها خمسين عاماً إلى الأمام.
ربما قامت وجيهة بهذا الفعل الفردي والشجاع بحق، لأنها امتلأت يأساً، من أثر الكلمة المكتوبة في الصحف والمجلات. فكرت: علني بجملة واحدة وبأحرف كبيرة بين عارضتين منتصبتين أحرك أذهاناً متيبسة وأوقظ ضمائر على وشك الموت.

أفهمها، وأفهم لغتها المندفعة. فمازال في بلادها مطاوع يهرول حاملاً عصاه شديدة العصبية، مقطباً بوجوه النساء غير المغطاة بالمنديل. يفتش عمن لم يغلق محله وقت الصلاة.
من يعش في السعودية يعرف ترف عيش بعض النساء في البيوت وضنك عيشهن كلهن خارج البيوت. داخل البيوت عطور وبخور وقهوة خضراء بالهال الثقيل ووشاحات شفافة وبشرة سمراء حنطية ونقية، وحلي كثيرة، في اليدين والقدمين، وكل ماحاولت المرأة أن تأتي به خارج إطار بيتها وطاعة زوجها مكروه. كم كنت أسمع هذه الكلمات، أمر مكروه.. خروج المرأة، عقل المرأة، حوار المرأة، صوتها، رائحتها، كله مكروه خارج البيت.
وصراعات، لاتشبه أبداً صراعات النساء في بقية بلدان المنطقة.
ربما زيارتي القصيرة التي لم تتجاوز الشهرين لأرض السعودية لاتوضح لي كل مايعتمل في وجدان نسائها، لكني استطعت أن أشهد حقها المستلب في العلم والعمل والحياة. وأذكر تماماً ومنذ عشرين عاماً.. كيف كان مرفوضاً بشدة أن توقف امرأة تاكسياً وتصعد، وهي إن اضطرت للصعود بالباص فسيكون من الخلف حيث يوجد مقعدان ضمن مقصورة محجوبة تماماً عن بقية المقاعد. كذلك ركن المرأة في المطاعم، خيمة تحيط بطاولتها وتسترها بالكامل. أرصفة هذه الأرض الفارغة من قدمي فتاة تخرج وحدها، لجامعتها أو مدرستها أوعملها، رسخت في ذاكرتي وجعلت هذه الأرض قريبة مني لأنها مثقلة بالألم وبالإكراه.
وصرت أشعر بالفخر كلما سمعت بإصدار جديد لكاتبة سعودية. ذلك لأن رصيد العالم من الجمال والحق قد زاد.
نساء هذه الأرض، سلالة خديجة وعائشة، وسلالة الخنساء أيضاً أحرار بحق. هل تعرفون لماذا؟ لأن النظريات والعقائد لم تمسح رؤوسهن.
حتى عقيدة الإسلام لم تمسح رؤوسهن. كانت بالنسبة إليهن قدراً شديداً مثل شدة الطقس، دين وهابي قاتم ويومي على الرجل قبل المرأة.

نظافة الفكر وصدق المشاعر والإرادة، كل هذا جعلها حرة. لذلك وحين هيئت فسحة الانترنيت كسحت أقلامهن ساحة الإبداع بشكل مدهش ومفاجئ.
الآن بدأ مشوارهن الطويل والصعب ودائما للحرية أثمان وأظن أنه لابد من تسديدها.
حين قال لي صديق ضاحكاً، مشيرا لمنع روايتي من النشر: المهم.. هناك من قامت بهذه الخطوة. وأضاف مع ضحكة: إن قتلوك أو اعتقلوك فلا مشكلة، للحرية ضحايا.
وقتها تضايقت من استهزائه بأمني ومستقبلي. لكن حقاً حين سمعت بخروج هذه المرأة لتفضح التاريخ والقانون، لم أقف طويلاً عند مصيرها، وقفت طويلاً وباحترام حقيقي عند فعلها كثير الصدق كثير الإيجابية. هكذا تكون الحرية. أفراد حين لايجدون نصيراً، يسعى كل منهم بوسيلته الخاصة، لم تبحث وجيهة عن جمعيات نسائية تستقوي بها، جمعيات تحشد أكبر عدد من النساء لتحشو أدمغتهن بنوداً ووصايا. وجيهة الحويدر قامت بفعل مابرأسها من قناعات، ولوحدها. وفكرت أنه.. !
ليكن مايكون.



#منهل_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قنابل تسيّل الدموع
- احتشمي بيروت
- دونية ومسحوقة أيضاً
- مي شدياق .. أنا أنا لم أتغير
- اعترافات عن عارف دليلة
- كما ينبغي لنهر
- تمرين صعب من اجل السلام
- بين الضفتين
- حقيبة فاتح جاموس
- وصفة لشهرة. وصفة للسترة
- جمعيات سقط عتب
- ترى... من هو عريس الليلة!
- أما أنا فأفهمك يانجيب
- بترحلك مشوار؟
- بأي حق يغتالون الصداقة


المزيد.....




- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء
- عُمان: اعتقال 3 أشخاص وعشرات السيدات بينهن مصريات وإيرانيات ...
- اجمل اغاني الاطفال.. تردد قناة كراميش الجديد بجودة مميزة.. ا ...
- من بيتك.. خطوات وشروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ...
- بريطانيا: تعيين أول امرأة على رأس جهاز الاستخبارات الخارجية- ...
- شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت بالجزائر وكيفية ا ...
- طهران: العدوان الصهيوني أسفر عن استشهاد 45 امرأة وطفلا حتى ا ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منهل السراج - خبر عاجل وجميل