أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منهل السراج - أما أنا فأفهمك يانجيب














المزيد.....

أما أنا فأفهمك يانجيب


منهل السراج

الحوار المتمدن-العدد: 1461 - 2006 / 2 / 14 - 04:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أما أنا فأفهمك يانجييب.
فهمته لأني أفهم ان الفائز بالجوائز العالمية لم يتجاهل واقع البلد ولم يتنكر لهذه السلطة. لست أقصد أحقية الأزهر بإصدار فتاواه في الشؤون الكتابية. لكن لأني أفهم أن تواضع نجيب محفوظ يدفعه أن يسأل الطفل ابن جارهم قبل أن ينشر كتابه:
ـ هل أنت موافق أن أنشر كتابي؟.
هؤلاء الذين غرزوا سكينهم في عنق نجيب محفوظ، لم يعيشوا في حاراته، ولو فعلوا لقرؤوا القرآن بتأن أكثر وعندها مؤكد لن ينفذوا.
أظن أن نجيب محفوظ رغب أن يقابل هذا الشاب الذي حاول قتله كي يحاوره وفي النهاية يسأله:
ـ هل تمانع أن أطبع روايتي مرة جديدة؟
فإن قال:
ـ طبعاً أمانع وسوف أحاول قتلك مرة ثانية.
سيجيبه:
ـ ولكن هناك من يسيء أكثر مني.
وربما بعد هذا الحوار يجعله في رواية جديدة أحد أبطاله الخالدين. البطل الإنسان الذي يقتل ويحب ويسامح ويتألم ويحقد.. فعل نجيب محفوظ هذا ليقول للعالم أجمع أن لامكان للعداوات لديه ولايوافق على أحكام الإعدام حتى لمن حاول قتله. وربما يفهم أيضاً أن كم البؤس الذي يتراكم يومياً في نفوس الجيل يدفع لعمليات انتحارية وإيقاف الحياة بكل سبيل ممكنة.. ولأنه يريد أن يعيش للكتابة وليس للمواقف الحياتية، فهو يدرك بإنسانيته العالية أن هذه المشاعر التي تدفع هؤلاء الشباب لقتل أنفسهم أو قتل الآخرين ماهي إلا محصلة يأس تاريخي تملؤهم وتملأ الآباء ومن قبلهم الأجداد، أمام حياة طاحنة يسمونها الدنيا، يفعلون هذا كي يمضوا إلى حياة أقل قبحاً. ربما واحد ممن يفعل هذا يشتهي حبة الفاكهة وفتاة تحبه وسريراً مريحاً وهذه هي الجنة في وعود معلميهم.
لم يواجه نجيب محفوظ التكفير بالتكفير. واجهه بطريقة الكاتب الإلهية. كثير من الترفع وقليل من الحقد.
لهم هيمنتهم وهم حوله. لم يغير من لغته ولم يقلب منهجه كما أرادوا لكنه أيضاً أحب أن يقول للعالم هناك سبل جديدة للحوار.
لكم دوركم من أدنتم خطوة نجيب وله دوره وسيسألكم في المرة القادمة إن كنتم ستوافقون على أن يأخذ إذن الأزهر في...
علمونا أن نصرخ بكلمات الغضب ونصرخ بكلمات الفخر ولم نتعلم كيف نعيش بأقل مايمكن من الغضب والفخر.. لأن الفخر فيه تعال على الآخر والغضب فيه رفض للآخر المسبب..
متى نتنازل عن عقولنا ونحاول ابتكار مفاهيم جديدة ومعان جديدة للكلمات: التنازل، الكرامة، الحق، الهوان.. علنا نكتشف أن الاستسلام إيجابي والندم إيجابي والتردد إيجابي..



#منهل_السراج (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بترحلك مشوار؟
- بأي حق يغتالون الصداقة


المزيد.....




- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام
- أكسيوس: فوز ممداني جعل نبرة كراهية الإسلام عادية في أميركا و ...
- انتخابات الصوفية بمصر.. تجديد بالقيادة وانتظار لبعث الدور ال ...
- حاخام يهودي دراغ.. صوت يرتفع دفاعا عن الإنسانية
- ثبتها حالاً تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - منهل السراج - أما أنا فأفهمك يانجيب