أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - الزمن الجميل














المزيد.....

الزمن الجميل


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 02:28
المحور: الادب والفن
    


قالت
مخاطبة نفسها
آه كم كانت جميلة ايام زمان واغاني ايام زمان
الله على ايام زمان .. تكررها مرارا وتكرارا
بهذه طريقة كانت تضحك على كل الذين حولها وعلى ونفسها ولكن الحقيقة ليست كما كانت تدعيها.
وعبارة على طرف لسانها اعتادت تكرارها بينها وبين نفسها
ليت الزمن يعود الى الوراء
واليوم تعريها نفسها تماما وتفتح كل ابوابها المغلقة
ساخطة تقف قبالتها .
كما تقف المرأة المنسية امام مرآتها الممحية
التي بالكاد ترى نفسها بها معاتبة الوقت الذي لم يحذرها من تبذيرهِ
واعلنت فجأة للمرآة كم كانت مخطئة وتقول مخاطبة الجدران
انا المدجنة اعلاه التي عاشت لسنين طويلة في قنناً للدجاج اقصد للديكة
لا يهم المهم كان قناً
كيف كانت حياتي المملة تمضي الوقت الذي كان يمضي ثقيلاً امضيهِ بلحس مناقير أجدادي المحنطة المعلقة بجانب حدوة حصان لتقينا من الحسد الغرباء
وانا ارقب الداخلين والخارجين طيلة الوقت بحذر وخوف بدون سبب مقنع .كيف كنت اظن وإن بعض الظن بمحلهِ
أنهم تركوا العالم بأسره وتفرغوا فقط ليحسدونني ولا اعرف على ماذا يحسدونني..! كيف كنت اعدُ زلاتي التي ورثتها عنهم
على اي حال لم اعد اتذكر على ماذا كنت أحسد. وقتها
كل ما أتذكرهُ هو ذلك الفراغ الذي كان يحيط بي كما تحيط السحابة بقرص الشمس بعز الظهيرة وكل ما كنتُ املكه في ذلك الزمن الجميل هو حفنة قش وسلة من البيض الفاسد وكما قلت آنفاً مناقير محنطة اما كيف كنت امضي و قتي الثمين في ذلك الزمن الجميل كنت امضيه بأشياء مضحكة
أي بعد أعواد الثقاب قبل اشعالها اعد اعواد القش الرفيعة الدقيقة الناعمة كجلد بعض الاحبة .
من باب قتل الوقت لا اكثر
كان القش يلمع طيلة تحت قرص الشمس مبهرا اياي كم كانت تبهرني الاشياء التي تلمع.
بعكس هذه الايام . كلما ارى شيء يلمع من بعيد اصلي فزعة تذكرني بأيام الحرب التي علمتنا ليس كل ما يلمع يسر القلب.كي ابدد الوحشة عني
أتأمل مرور ضوء ضئيل يمر عبر الكوة في زاوية ذلك القن الجميل كأيام الزمن الجميل كما كنت ادعي
ورائحة الرطوبة التي كانت تنبعث لا زالت عالقة بأنفي الطويل رغم اني لست بارعة في الكذب.
لا اعرف إن كانت تنبعثُ مني ام من ذلك القن الجميل
واليوم بهذا الزمن المثقل بالخيبات اجد نفسي باتت بارعة في العد وانا التي كنت بالكاد اعد على اصابع يدي اعد اي شيء اصادفه في طريقي اعد الدرج التي ارتقيها والتي اهبط منها اعد عدد القناديل المعلقة في الشوارع التي اتسكع بها كأمرأة مسنة يحيطها فراغ يصعب ملئهِ
اعد حتى عدد اسناني المتساقطة
وصل هوس بي ان اعدُ حتى النوافذ التي اصادفها في طريقي
المفتوحة والمغلقة والمواربة واحيانا اعد حتى قرميد الارصيفة .
والمشكلة لا اخطأ في العد كل هذا نتيجة تراكمات العد القديم في الزمن الجميل واليوم وبكل وقاحة احيانا اجد نفسي تتغنى بالزمن الجميل و ايام لم تكن يوماًجميلة لا اعرف مالذي كان بها جميلاً ابحثُ بين طيات ايام العمر باحثة عن لحظة جميلة مُييزة مرت في حياتي عبثاً هذا الذي تشتاقه نفسي التي اتلفتها الغربة وفهم سوء الاخر لي و هذا الذي القبه بالماضي الجميل اقولها بكل امانة لم يكن يوماً جميلاً واعتذر لصراحتي وحتى لم اعد اتذكرهُ ماذا كان يحوي كل ما اتذكرهُ وعلق في البال هي المناقير المنحنطة لا غير. وافقُ مصدومة هلعة اهرع الى غلق ابوابي التي فتحتها معتقدة إن الامن يعمُ من حولي اجدني اقع في دوامة الخوف مجددا
اجد ني ازيد الاقفال على الابواب المخلوعة وكل ضني انها مقفلة بأحكام. ارتدي ملابسي في العتمة وادير المذياع على اذاعة اغاني الزمن الجميل اقصد اغاني الماضي الجميل واستمع بحزن ولكن لا أعرف على ماذا حزينة أنا...!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار بين أمرأتين الاولى خبلة والثانية عمياء
- غرور نعمانة
- شيمة الألوان
- وصية أُم
- الرؤيا
- عصير طمامة
- مابالنا ما دام النفط لنا
- سبع حبات سمسم
- قاطع التذاكر
- يدك الانانية
- حمد يرث حمد يرث وحمد ما يرث
- أياً كان ذلك الذي أحببتهُ
- فزاعة في حقل جدب
- هوم سيك
- سوري بابا سوري ماما
- تصور عدت..
- هذه مدينتي
- لانهُ وفي
- من مذكرات اول فنان على البسيطة
- يوميات مواطن حر


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - الزمن الجميل