أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - مابالنا ما دام النفط لنا














المزيد.....

مابالنا ما دام النفط لنا


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 7236 - 2022 / 5 / 2 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


مابالنا ما دام النفط لنا؟
في تأريخ 2004-4-19-كركوك
دار هذا الحوار المؤلم
وانا احتفظت به الى اليوم واليوم انقله لكم بأمانه
دردشة مؤلمة
كان الحوار اعتياديا يدور حول كيفية توزيع مبيعات النفط (العراقي) على الشعب وعن اعادة الاعمار (هذا البلد)وان من حق كل مواطن العراقي في الحصول على حصته من عائدات النفط وان كا ن في السابق كله يذهب الى جيوب الحكام في والتسلح وما يتبقى يذهب الى اعوانه وكما اننا لا ننسى ترميم القصور الرئاسية التي كسرت ظهر المواطن وظهر اقتصاده
والان اختلف الوضع وان الخير سيعم هذا البلد الغني بخيراته الكثيرة وسنتحول كلمة الدمار الى كلمات كثيرة مثل الاستثمار والاعمار والخ والخ
فمن خلال خطة بعيدة المدى سيكون كل شيء على ما يرام وكما تصبو نفس المواطن العراقي وهناك لقمة رغد وعيش بالرفاهية بانتظار هذا الشعب التعب
حتى هذه اللحظة كان كلاما جميلا وعاديا ومقنعا ولكن ككل قناعاتنا مشكوك بها
وكانت حلقة الحوار هذه تدور بين ضابطة اميركية ورجل يدعي انه معارض رغم لم اجده معارضا بقدر ما كان سعيدا لانه استطاع ان يحصل على مالا يستحقه وامرأةعراقية التي هي انا ورجل من بلد عربي يدعي انه جاء لخدمة الشعب العراقي الشقيق ورجل عراقي قدم من الريف وهو يحمل معه كل هموم بلده وطيبته (التي ما توكل خبز ) ورجل عراقي اخر يدعي انه منفتح وعلماني (ويفهمها وهي طايرة )طيلة الوقت انا صامتة استمع اليهم إلتقط كلمة كلمة واغرزها بأبرة والخيط كمن تدخل حبات خرز واحدة تلو الاخرى ى كي اصنع منها قلادة وهمية و لأرتديها في المناسبات السياسية والاعياد الوطنية هكذا كنت اتابع هذا الحوار الشيق والمؤلم بآن واحد
فجأةباغتني تلك الضابطة بسؤاال قائلة
هل لك ان تخبريني قبل دخول اميركا اقصد قبل ان تحرر اميركا بلدك ماذا كنتم تفعلون بالنفط وبتلك الاموال الهائلة في حوزة بلدك اتعرفين كلها كانت تذهب سداوهباءا و هل كنت تعلمين ان النظام السابق كان يغذي الارهابيين باموال شعبه ويطعم الدول الفقيرة التي كانت تسانده فقط لانها مستفادة منه ودون حساب كان يوزع بأموالكم هنا وهناك وانتم جوعة
قلت بصراحة اننا لا نعرف اي شيء عن الذي قلته ولا نريد ان نعرف حالياً لان المستقبل يبدو لنا مبهماً وكأن الغد سيكوم امر مناليوم او قد يكون العكس الغد هو الذي سيجيب عليك وعلينا
كما اننا لا نعرف مصير النفط بعد السقوط الى من سؤول وانا لم اعد اهتم طالما انتم حققتم مآربكم
وكل ما اعرفه عن النفط كان وما يزاال وسيبقى صديقا مخلصا للمرأة العراقية
لانه الحل القاطع لحل مشاكلها في هذا البلد اي ا لمعقدة السهلة فانا كوني ممرضة وعملت في قسم للحروق لسنين توصلت الى هذه النتيجة المؤلمة وبأمكاني منحك شهادة مصدقة بأقوالي وان اكثر حالات انتحار التي كانت تأتينا هي عن طريق صب (جليكان )من النفط على نفسها وشعل عود ثقاب وينتهي كل شيء
فهذا كل ما اعرفه عن النفط وانه وسيلة الاحتجاج الوحيدة التي تمتلكه المرأة هنا وتعبيراً عن سخطها
جفلت الضابطة
رغم هي عسكرية اي يعني قوية ولكن كلامي جعلها تفز من مكانها
وهي قائلة يا آلهي
هل هذا معقول كيف يحصل هذا وهل من ممكن ان تحر ق المرأة نفسها لاجل الرجل
قلت لا اجل قضية خاسرة سلفا سيدتي
واليك بعض من حوادثها اي اذا غصبت المرأة على الزواج وهي صغيرة ولانها تعجز عن بتحقيق حلمها ولم يوافقوها الرأي
فتضطر الى اللجوء الى صديقها الوفي النفط
او اذا اتهمت في شرفها
عن طريق زوج حقود تجدينها تلجأ اليه كحل وحيد لها واو الخ الخ
فالنفط هنا هو اليسد القرار لذلك انا لا تهمني واردات النفط لان المرأة في بلدي تعاني من مشكلة
عدم ضبط النفس او بالاحرى عدم فهم النفس
وعندما تفهمها بعد فوات الاوان تهرب من نفسها تنفر منها
بعد ان تبهرها هذه الاكتشافات التي كانت غافلة عنها لذا من شدة الانبهار تجدينها تلجأ الى اليسد النفط
هذا كل ما اعرفه عن النفط اللعين في بلدي
ولا اعرف ان كان سيغير نظرتها اليه بعد ان تغير الوضع
ام سيقودها الى تدمير ذاتها وسوء الظن بالحرية
الموبطنة بالخوف والحشمة المبالغ بها ويا خوفي من القادم
لان المتشدودن شدو الخناق عليها بحجة الحفاظ على التقاليد
والاعراف والتراث كأن هي التي اسست كل هذا الكون وهي المسؤولة عن هدمه
صمت الجميع وكل ينظر الي بأستغراب عاجزين عن التعليق
وانا ارتديت قلادتي المثيرة للجدل ومضيت غير مبالية باحلامهم
في بناء هذا الوطن لان هذا الوطن عنده اهله ورجاله
وشبابه ليس بحاجة الى من هم من امثالهم
التي ثقافتهم تقتصر على سعر الدولار وسعر الذي سيدر النفط في جيوبهم ...!
كركوك



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبع حبات سمسم
- قاطع التذاكر
- يدك الانانية
- حمد يرث حمد يرث وحمد ما يرث
- أياً كان ذلك الذي أحببتهُ
- فزاعة في حقل جدب
- هوم سيك
- سوري بابا سوري ماما
- تصور عدت..
- هذه مدينتي
- لانهُ وفي
- من مذكرات اول فنان على البسيطة
- يوميات مواطن حر
- جئتك 2
- اخرجي ايتها المتقوقعة
- فارس لا يبارح الحلم
- طريق العودة
- زواج فؤادة من عتريس باطل
- لدي إعتراض
- كل ما تملكهُ هو معطفاً أخضر لا غير


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - مابالنا ما دام النفط لنا