أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - كل ما تملكهُ هو معطفاً أخضر لا غير














المزيد.....

كل ما تملكهُ هو معطفاً أخضر لا غير


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 7039 - 2021 / 10 / 6 - 12:30
المحور: الادب والفن
    


صاحبة معطف الاخضر



سماء ها مكفهرة
هذه المراة المفكرة
متدثرة بمعطفها الاخضر
تسير بالقرب من مسكن خليلها
الذي كان يوما كل عالمها وعندما اتسعت الرقعة غادرته الى الابد وهي غير نادمة
لم تكن مجبرة ولا مرغمة ان تتحمل غروره مرت بمحاذات ذلك القصر حتى لم تلتفت اليه ولو من باب الذكرى التي تربطها به
اومن اجل ايام الخوالي كما يقولون
انها لم تعد تهتم بماضيها فلم يعد ملكها انه بات الان ملك للتاريخ وله
. تحاول ان تصقله ليبدو يستحق الذكر ولكن عبثاً
تصقلها كما تصقل الحكومات تأريخ بلدانهم حسب
كي رغم الاكاذيب يبدون كأهلها الاصليون حتى اذا اضطروا الى محو ما تبقى من الاصليون طالما هم الاغلبية والاقوى فهم اصحاب التاريخ يصقلون الامس القريب حسب أذواقهم واهواءهم ومصالحهم الثقلية ..
تسير بتؤدة وهي تراقب المارة بعينيها المنكسرتين متتجنبةً المتسكعين والفضولين المتزلفون
تخاف المارة كقطة الشارع منذ ان اكتشفت هي اصدق ممن اتعبتهم اهواءهم والغت الشهوات براءتهم ..
يتناهى الى سمعها صوت سعال ناعم عبر نافذة القصر المطلة على الشارع العام
قالت في نفسها .
لعله صوت سعال خليلته الجديدة إلتفتت كي تتأكد من حدسها وكي ترميها بنظرة انتصارولكنها نسيت كل شيء حتى وجه خليلها لم تعد تتذكره فهي بعيدة عن التملك وحب السيطرة..
فهي الان حرة ولم يعد ذلك العالم ينفعها بشيء لقد خلفت كل تلك التناقضات خلفها وصلت الى ما تريده وما لا يريده هو
وما تريده ما لا يرريده احداً
فكل ما تحلم به في هذه اللحظة هو السير تحت المطر وشم رائحة الزهور التي تتوسط الحدائق العامة انها تمطر بهدوء
والتحملق في والوجوه الغريبة التي ملئت المدينة وقراءة ما يجول في اذهانهم قراءة افكار لغرباء يعتقدون انهم قادرون على اخفاء ما يجول بخاطرهم واخفاء ما يخططيون له في سبيل تحقيق احلام مدفونة و بإشياء تراها سطحية ولا تستحق ذلك الجهد لتتعبهم الى هذا الحد. لان البلد الذي كان محاطاً بحزام الامان قطع بسكين الطمع
وحلم الإستلاء كل على ما يريد تحقق من تلقاء نفسه.
والعيون الشهوانية التي لا هم لها سوى صيد الضحايا والنيل ممن اضعف منهم ومن ضنهم هي الكل يعتقدها تليق به وحدهُكلِ يريدها بطريقته الخاصة كل يؤكد لغروره المطعم بالخوف هي
من صميم خصوصياته



هم لهم عالمهم الخاص بهم ويعشقون التكتم والسرية التامة وهي تتأسف لهم وتسأل نفسها هل هي ايضا عاشت فترة من الزمن مثلهم ام ان صراحتها كانت متعبة لها وللمحيطين بها هل وجهها مثل وجوههم ام بعد تحررها تغيرت بات وجوهها ناصعا مصقولاً وان ما يعكس على وجهها هو الفراغ الذي تعيشه الان وأكيد لا احد يرضى بها لقد غيرها الوجود فمنذ ان اكتشفت جماله اقتحم الصدق قلبها و زرعت الفرحة في داخلها فهي الان سعيدة بوجودها حرة ولها معطف اخضر
هذه التي كانت يوما خليلة لرجل كل ضنه انه محورالكون وجرفه حب الغرور بعيداً عن الحقيقة حتى اصيب بالجنون
الخلاصة هناك امرأتان لا اكثر في هذا الجو العصف
امرأةتسير تحت المطر
وامرأةغافيا فوق كرسيهالهزاز
والسما ء مكفهرة انها تمطر بغزارة فوق راسهاوهي تستنشق الهواء الطلق
دون ان تأسف على التي تركتها تهز نفسها بكسل على كرسها الهزاز فهي اسعد امرأة في هذه اللحظة طالما تملك معطفاً اخضرا ونفسها التعبة والطرقات كلها لها...!
وللقصة بقية..



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا وضيف قطتي
- لجدي عادة غريبة
- شكوى
- انتظار
- اسئلة محيرة
- طردت لانك صاحب الملكية
- اطمئن
- ذكرى
- مخاوف ريفية
- مضى راضياً ومرضياً
- سر علني
- بعدك لم اعد اتلذذ بالوقت
- قال لها
- لا اريد
- صديقتي جميلة جداً
- من اين لكم هذا
- سفرة امي
- في دار المسنين
- قفاعات جدتي التركية
- المقارنة توجع


المزيد.....




- -سيارتك غرزت-..كاريكاتير سفارة أميركا في اليمن يثير التكهنات ...
- -السياسة والحكم في النُّظم التسلطية- لسفوليك.. مقاربة لفهم آ ...
- كيف تحوّلت الممثلة المصرية ياسمين صبري إلى أيقونة موضة في أق ...
- تفكيك مشهد السلطة في الجزيرة السورية
- تفاصيل حوار بوتين ولوكاشينكو باللغة الإنجليزية في الكرملين ( ...
- الخارجية الألمانية تنشر بيانا باللغة الروسية في الذكرى السنو ...
- الجيش الباكستاني ينتقد تصريحات نيودلهي: متى ستنتقل الهند من ...
- انطلاق فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الدوحة الدولي ...
- -الصليب الملتوي-: الرواية المفقودة التي وجّهت تحذيراً من أهو ...
- بعد 80 عامًا من وفاة موسوليني ماذا نتعلم من صعود الفاشية؟


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - كل ما تملكهُ هو معطفاً أخضر لا غير