أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - حمد يرث حمد يرث وحمد ما يرث














المزيد.....

حمد يرث حمد يرث وحمد ما يرث


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 7148 - 2022 / 1 / 29 - 22:28
المحور: الادب والفن
    


قصة من التراث العراقي
يحكى ان
كان هناك شيخ حكيم يدعى الشيخ حمد
كان يملك كثير من المواشي وبيوت وله ثلاثة نساء ومن كل امرأة انجب ولداً اسماهُ حمد على اسمه واسم جدهِ وعندما رقد على فراش الموت طلب من ساعده الايمن رجل يدعى (حجي حُميد)
ان يحفظ الوصية التي سيوصي بها وطلب حضور رجل الدين القرية ونساءه الثلاث قال لساعدهِ الايمن وصتي هي
حمديرث
وحمد يرث
وحمد مايرث
ثم اسلم روحه الى الباري عز وجل تعجب الحاضرين من الوصية الغريبة والوصية واضحة إذ تقول إن احد من ابناءه الثلاث حرم من الورث ولكن المصيبةاي من اولاده الثلاث يجب ان يرث ابيهم واحتجت نساءهِ وكل واحدة اقرت ان ابنها هو الذي سيرث وابناء الشيخ حمد هم رجال بمعنى الكلمة اشداء اذكياء والثلاث لهم الحق في ورث ابيهم غير ان وصية الاب اوقعت الحجي حُميد في حيرة ولكنه قرر ان يجمع اولاد الشيخ حمد ويذهب بيهم الى شيخ حكيم وصلت صيته الى اخر بقعة من الارض ومن باب الصدف كان ايضاً يدعى (الشيخ حمد الكاغد)
واشتهر ذلك الشيخ بفهمهِ ببصيرته وعدله ويشخص الانسان بنظراته الثاقبة ويعرف كيف يرد الحق لأهل الحق.والشيخ يبعد عن ديرتهم قرابة يومين وهم على الجمال هكذا شد الرحال متوجهين الى الشيخ حمد واثناء سيرهم في الطريق المتعرج الطويل قال الابن الاكبر هو يعاين الطريق لقد مر من هنا بعيرً يبدو انهُ اعرج
اجاب الاخ الاوسط انه اعور ايضاً ثم رد الاخ الاصغر يبدو انه محمل سمناً وعسلاُ واستمر في السير والشيخ حُميد يصغي بكل اهتمام متعجباً من قوة ذكاءهم فجأة خرج عليهم رجل تاجر وهو يستنجد بهم يا اهل الخير من منكم من رأى بعيري قال الاخ الاكبر هل كان يعرج
اجاب التاجر اجل
ثم قال الاخ الاوسط
هل كان اعوراً اجاب اي والله
ثم اضاف الثالث
هل كان محملاً سمناً وعسلاً
اجاب التاجر ايالله انه هو بعينه ردوا بصوت واحد معاً نأسف لن نراهُ استغرب الشيخ حُميد قائلاً اذن كيف عرفتموهُ اجاب الاول لان لان البعير كان بوله متعرجاً هذا يدل على انه كان اعرجاً ثم اجاب الثاني لانه كان يأكل العاكول من طرف واحد هذا يدل على انه اعور اجاب الثالث كانت طيلة الطريق سيرهَ النمل تسير بخط مستقيم خلفه هذا يدل على ان البعير كان محملاً معه عسلا وسمنا ويبدو كانت بعض البضاعة قد اعدمت لعدم كفاءة البعير او هناك ثقبُ ما في جربة السمن.قالوا للتاجر اتبعب خيد النمل هي سترشدك الى مكان بعيرك واستمر في السير .هنا خاطب حُميد نفسهُ قائلاً انهم اذكياء جداً كيف لشيخ حمد ان يعرف اي من الحمد لا يحق لهُ الورث ثم اكمل قائلاً ليكن الله في عوننا وان نحل قضية هؤلاء الرجال بالعدل وبعد مسيرة طويلة وصل عند الشيخ حمد الكاغد وعند وصولهم رحب بهم ذلك الشيخ الكريم والحكيم وامر أهل بيته بأحضار الوليمة بعد ان استراحوا من مشقة السفر
وقف الشيخ خلف الخيمة وهو يصغي اليهم ليعرف ماذا سيقولون عن الطعام الذي سيحضر لهم وعندما احضروا الطعام قال الابن الاكبر هذا الخبز به دم
ثم قال الثاني هذا اللحم لحم الكلاب
ثم قال الاصغر منهياً كلام اخوته
صاحب هذه الوليمة(نغل)
استغرب الشيخ من كلامهم وقرر التأكد من كلامهم قبل الدخول اليهم ذهب الى زوجتهِ محلفاً إياها هل صحيح هناك دم في الخبز ردت وهي خائفة ومتعجبة كيف فضح امرها يا زوجي العزيز انا في فترة الحيض ثم ذهب الى زوجته الثانية هيا اخبريني هل صحيح هذا اللحم لحم كلاب
اجابت الزوجة الثانية اي الله يا شيخ العرب لاني لم اود ان اخجلك امام ضيوفك كما تعلم القطيع في البراري ولم يكن هناك سوى كلب الحظيرة الاعرج لذا امرتُ بذبحه وتقديمه طعاماً لضيوفك الكرام وهذا مما زادهُ اصراراً على معرفة اخر ما قال الاخ الاصغر ذهب الى امهِ العجوز ماسكاً اياها من رقبتها وهو قائلا هيا اخبريني الحقيقة هل انا ابن ابي ام انني نغل هنا بدأت الام تبكي وتتوسل وترجو من ابنها ان يتركها بسلام وان يعطيها منديل الامان
قال اليك منديل الامان وصارحيني بالحقيقة
قالت له يا ولدي
في يوم كان ابيك في رحلة بعيدة وكنت وحدى في البيت جاءني الراعي ليعطيني مبلغاً من المال بعد ان كان قد باع بعضا من المواشي وهنا دخل الشيطان بيننا وحبلت بك في ذلك اليوم وهذا كل ما في الامر اجاب مخاطباً نفسه اذن انا نغل انا ابن الراعي
اجابت الام وهي تبكي بحرقة يا ولدي ابوك قد مات والراعي مات لماذا تتعب نفسك وانا وانت لازلنا احياء نرزق والله غفور رحيم ولكن اخبرني من الذي اخبرك لا احد يعلم بالسر سواي حتى الراعي مات دون ان يعرف انت ابنه.
لم يجب الشيخ حمد الكاغد تركها وعاد الى ضيوفهِ بعد ان كانوا قد اكلوا وشربوا وهيئت القهوة لهم جلس في صدر الخيمة وهو ساكت منتظراً سبب وجودهم عندهُ
وبماذا يخدمهم قال له حجي حُميد يا شيخنا العزيز لقد حضرنا لكي تحل لنا هذه الاحجية لقد ترك الشيخ حمد وصية لابناءه تقول حمد يرث وحمد يرث وحمد ما يرث
ونحن لا نعلم اي من حمد الثلاث لا يحق له الورث وجئنا اليك لتكن انت الحكم
فكر الشيخ حمد الكاغد وهو يرتشفُ قهوته بهدوء ويمعن النظر في الاخوة الثلاث بدقة ثم سأل قائلاً
من منكم قال الخبز به دم
اجاب الاخ الاكبر انا
رد الشيخ صدقت انت ترث
ثم قال من منكم قال هذا اللحم لحم الكلاب
اجاب الثاني
انا قال صدقت انت ترث
ومن منكم قال صاحب الوليمة نغل
رد الاخ الثالث انا
قال صدقت
اذن انت لا ترث لان لا يعرف النغل إلا النغل
وهكذا استطاع الشيخ يحكم بالعدل ومن يومها يطلق هذا المثل
ما يعرف النغل إلا النغل..!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أياً كان ذلك الذي أحببتهُ
- فزاعة في حقل جدب
- هوم سيك
- سوري بابا سوري ماما
- تصور عدت..
- هذه مدينتي
- لانهُ وفي
- من مذكرات اول فنان على البسيطة
- يوميات مواطن حر
- جئتك 2
- اخرجي ايتها المتقوقعة
- فارس لا يبارح الحلم
- طريق العودة
- زواج فؤادة من عتريس باطل
- لدي إعتراض
- كل ما تملكهُ هو معطفاً أخضر لا غير
- انا وضيف قطتي
- لجدي عادة غريبة
- شكوى
- انتظار


المزيد.....




- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - حمد يرث حمد يرث وحمد ما يرث