أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - حديث قديم يفضح وقائع جديدة














المزيد.....

حديث قديم يفضح وقائع جديدة


عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي


الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 23:14
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في لقاء تلفزيوني أجري معها عام 2005 تحدثت غونداليزا رايس، مستشارة الأمن القومي ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، عن أهداف واشنطن من أفتعال الأزمة الأوكرانية الحالية، مختصرة تلك الأهداف، بالحيلولة دون إعتماد أوربا على الطاقة الروسية الرخيصة، وجعل الأوربيين يعتمدون على ما أسمته بمنصة الطاقة في أمريكا الشمالية. رايس أكتفت بالحديث عن الهدف المباشر وهو وقف خطوط الطاقة الروسية التي تزود أوربا بالغاز الرخيص، دون أن تكشف عن الوسيلة التي ستتبع لتنفيذ الهدف المذكور، ودون أن تكشف كذلك عن الأهداف الأخرى الأكثر عمقا من الهدف المباشر.

وها هي مجريات المواجهة الأمريكية ـ الروسية في أوكرانيا تكشف عن ما لم تفصح عنه رايس، وهو تقويض قدرات طرفين ناهضين، يحمل كل منهما بذور تشكيل قطب دولي يشكل خطرا على تفرد أمريكا بموقع القطب الأوحد، وهما الاتحاد الروسي والإتحاد الأوربي.

روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي نهضت من كبوة الأنهيار، وأرتقى أقتصادها ليحتل المرتبة الحادية عشرة في تسلسل البلدان الأقوى أقتصاديا، فإلى جانب مكانهتا الكبرى في مجال الطاقة، تحولت روسيا من بلد مستورد للحبوب إلى مصدر لها، وطورت صناعاتها العسكرية لتتفوق في بعض منها على الصناعات العسكرية الأمريكية، وهي بهذا تنافس الولايات المتحدة في سوق الطاقة وسوق الغذاء، وسوق الأنتاج الحربي، فضلا عن استعادة بعض من دورها في مجال علوم وتكنلوجيا الفضاء. وهي أسباب أربع تضعف على المستوى البعيد وربما المتوسط، أمكانية الحيلولة دون حصول روسيا على مكانة سياسية تناسب قدراتها الأقتصادية والعلمية، بما يجعلها تتطلع الى تغيير النظام العالمي باتجاه التعددية القطبية.

وإذا كانت رايس قد اكتفت بالحديث عن الأسباب الأقتصادية التي تحتم سد الطرق أمام روسيا لتحقيق أهدافها، فان خيلفتها في وزارة الخارجية هيلاري كلينتون، قد عبرت بشكل صريح عن الجوانب السياسية للمسعى الأمريكي بالقول: ((أن روسيا كبيرة أكثر مما ينبغي))، أي أن الاتحاد الروسي ينبغي أن يفكك، كما فكك الإتحاد السوفييتي، بما يقضي على حلم المنافسة الروسي.

أما الاتحاد الأوربي الذي مكنه رخص أسعار الطاقة الروسية، من تطوير اقتصاد مزدهر، شكل منافسا حقيقيا للولايات المتحدة في مختلف الأسواق العالمية، واتجه، عبر أصدار عملته الموحدة (اليورو) الى سياسة نقدية يمكن أن تهدد مكانة الدولار، الحاسمة في الأقتصاد العالمي، فهو رغم تحالفه السياسي والعسكري مع الولايات المتحدة ينطوي على (خطر) السعي في وقت غير بعيد الى احتلال موقع قطب دولي منافس.

والخطة الأمثل للقضاء على خطر المنافسين المحتملين، هي ضربهم ببعضهم، أي ضرب روسيا بأوربا لأستنزاف الطرفين، بما يوصلهما لوضع يسهل التحكم به من قبل واشنطن، والأنفراد ليس فقط بالموقع السياسي والعسكري الأقوى، بل كذلك زيادة الهيمنة الأقتصادية على العالم، بتحويل روسيا وأوربا من منافسين أقتصاديين، إلى تابعين يمكن التحكم بمسار تطورهما الأقتصادي عبر إضعاف موقعهما في الأسواق العالمية.

واختيرت أوكرانيا لتكون مسرحا لتنفيذ الخطة، وهي من أكبر بلدان أوربا مساحة، وذات ثقل ديموغرافي كبير نسبيا ـ أكثر من أربعين مليون نسمة ـ وتحتزن نزعات معادية لروسيا، يمكن تأجيجها عبر تسعير العداء لسكان الأقاليم الأوكرانية التي يتكون سكانها من غالبية روسية، بما يستدرج روسيا الى التدخل في النزاع الداخلي الأوكراني. ليكون ذلك بدوره سببا لدفع بلدان الاتحاد الأوربي الى الوقوف الى جانب أوكرانيا ضد التدخل الروسي. أمر لابد أن يؤدي الى تدمير علاقة الاتحاد الأوربي بالأتحاد الروسي، ونقلها من دائرة التعاون الى دائرة العداء.

وجرى التمهيد لهذه العملية بتلغيم الإتحاد الأوربي وحلف الناتو، ببولندا وبلدان البطيق الثلاث ـ استونيا، ليتوانيا ولاتيفيا ـ التي تمتلك النفوذ فيها نخب شديدة العداء لروسيا من منطلقات تأريخية، نخب تشعر أنها مدينة بنفوذها في بلدانها إلى الدعم الأمريكي، وترى أن من مهامها لتدعيم ذلك النفوذ الوقوف الى جانب التوجهات والمواقف الأمريكية داخل الاتحاد والحلف. كما جرى التمهيد لهذه الخطة بخلخلة الاتحاد الأوربي عن طريق تشجيع بريطانيا على الأنسحاب منه. وجرها الى تحالف مضاد للصين، مكون منها ومن استراليا بقيادة الولايات المتحدة.

كان استدراج روسيا الى العمل العسكري ضد أوكرانيا بعد توجه الأخيرة الى الأنضمام الى حلف الناتو، بما يتيح لها جر الحلف الى دعمها في استخدام القوة لأعادة فرض سيطرتها على الأقاليم المتمردة ذات الأغلبية الروسية، وكذلك استعادة شبه جزيرة القرم التي أصبحت جزءا من الاتحاد الروسي بعد أن صوت سكانها في استفتاء أجري عام 2014، على الأستقلال عن أوكرانيا والأنضمام الى روسيا.

العملية الأستباقية الروسية كانت فرصة ستراتيجية لتنفيد خطة ضرب الاتحاد الروسي بالأتحاد الأوربي بما يضع نهاية للتعاون بين الجانبين، ويحرم أوربا من موارد الطاقة الروسية رخيصة السعر، وتحقيق الهدف الذي حددته غونداليدا رايس بنقل أعتماد أوربا الى ما أسمته بمنصة الطاقة الأمريكية الشمالية، وبأسعار باهضة تضعف من القدرة التنافسية للبضائع الأوربية أمام البضائع الأمريكية. وفي ذات الوقت خلق ظروف تؤدي الى تفكيك الإتحاد الروسي. لتتفرغ الولايات المتحدة بعدها لمواجهة الصين، التي أعتبرتها الإستراتيجية الأمريكية المعتمدة: ((أكبر تهديد للنظام العالمي)).



#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تآكل ديمقراطية السويدية
- بوتين وشحة الخيارات
- الجدل حول الزعيم
- القضية الفلسطينية ضحية الإحباط العربي
- نظرة متأنبة لنتائج الانتخابات السويدية الأخيرة
- الأنتخابات السويدية: إلى اليمين در
- مالذي يؤلمني ويشدني للعراق؟
- الصدر جاد هذه المرة
- دور العامل الثقافي في التحولات الاجتماعية
- جبهة الإستنارة والموقف من الدين
- مآخذ الحسين على يزيد
- صراع الحيتان الإسلاموية الشيعية الحالي في العراق
- الديمقراطيات عرضة للإرتكاس
- بعض أسباب فشل التجربة القاسمية
- في رثاء تجربة إنسانية أكثر عدلا
- كردستان والعراق .. أية علاقة؟
- فانتازيا عاصي ومنصور الرحباني
- تنويريون يكيلون بمكيالين
- متحاربون تحت راية أيديولوجية واحدة ... ولكن
- هل الحوار المتمدن موقع يساري علماني حقا؟


المزيد.....




- على وقع مظاهرات حاشدة.. نتنياهو يواجه مهلة غانتس ودعوة لبيد ...
- -صندوق أسود مظلم-.. عائلة في تكساس تكشف مصير -الأب- في سوريا ...
- بالفيديو.. الأمطار تتساقط داخل طائرة متجهة إلى نيويورك
- ما تأثير الحيوانات الأليفة على الإصابة بالخرف؟
- أطعمة ومشروبات تسبب التورم
- استخباراتي أمريكي سابق يحلل ما سيفعله ترامب بعد فوزه لرأب ال ...
- تركيا.. أردوغان يصدر عفوا عن جنرالات متقاعدين مدانين في انقل ...
- فقدان 3 بحارة سوريين بعد غرق سفينة شحن قبالة رومانيا
- المرصد: مخلفات الحرب تقتل وتصيب عدة أشخاص بسوريا
- -سيارات إسعاف محمَّلة بأسلحة ثقيلة-.. مصر توضح حقيقة المنشور ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية شناوة - حديث قديم يفضح وقائع جديدة