أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - هل تهتمّ الملائكة برغبات الرجل الجنسيّة














المزيد.....

هل تهتمّ الملائكة برغبات الرجل الجنسيّة


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7403 - 2022 / 10 / 16 - 17:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جاء في صحيح البخاري "إِذَا دعَا الرَّجُلُ امْرأَتَهُ إِلَى فِرَاشِهِ فلَمْ تَأْتِهِ فَبَات غَضْبانَ عَلَيْهَا, لَعَنتهَا الملائكَةُ حَتَّى تُصْبحَ"فحسب هذا الحديث "الصحيح" إذا أراد الرجل أن يجامع زوجته ويمارس معها الجنس، ثمّ رفضتْ، فغضب زوجها، فإنّ الملائكة تظلّ تلعنها حتى الصباح.
نلاحظ أنّ الملائكة تهتمّ أيضا بالرغبات الجنسيّة للزوج و تغضب لغضبه وتلعن زوجته التي رفضتْ بسبب صداع أو حتّى بسبب أن لا رغبة لها في ذلك الحين، لكنّ الملائكة لا يهمّها هذا كلّه فرضاء الزوج ورغبته فوق كلّ إعتبار وتظلّ تلعن هذه الزوجة "العاصية" حتى الصباح.
لا شكّ أنّ القارئ سيلاحظ أنّ هذا الحديث غير معقول و يخالف الطبيعة البشريّة وتأباه النفوس السويّة، رغم أنّه مذكور في صحيح البخاري.
والأحاديث الذكوريّة كثيرة في كتب الحديث، وهي في الحقيقة تدخل في باب العقليّة السائدة في القديم، ولا يكاد يخلو منها مجتمع أو دين في ذلك الزمان، ففي المسيحية مثلا فإنّ المرأة عليها أن تطيع زوجها كطاعة الله فيقول بولس في الرسالة إلى أهل أفسس" :أيّتها الزوجات إخضعن لأزواجكنّ مثل خضوعكنّ للربّ" وإنتقل هذا المعنى إلى الحديث حيث أخرج ابن ماجة أن النبيّ قال: " لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِغَيْرِ اللَّهِ ، لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا"
وفي المسيحية كذلك فإن صوت المرأة عورة، فيقول بولس في رسالة كورنثوس الأولى:" لتصمت النساء في الكنائس فليس مسموحا لهنّ أن يتكلّمن، بل عليهنّ أن يكنّ خاضعات وإذا رغبن في تعلّم شيء فليسألن أزواجهنّ في البيت، لأنّه عار على المرأة أن تتكلّم وسط الناس".
أمّا في اليهوديّة فوضعيّة المرأة أمرّ وأقسى، وقد تقرأ الأعاجيب في التلمود، فيكفي أن تعلم أنّ المرأة لا يحقّ لها أن ترث مطلقا بوجود ذكر معها، وإنّما هي نفسها تُورَثُ مع متاع البيت.
إذن وحتّى لا أطيل فإنّ الكثير من الأحاديث "الذكوريّة" قد تسلّلت إلى كتب الحديث، سواء تسلّلتْ من المفاهيم والأديان المعاصرة لواضعي الحديث وقتها، كالأمثلة التي سقتها أعلاه، أو سواء من إختراعهم هم بأنفسهم كالحديث "الصحيح" في البخاري الذي يقول: "يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة" أو الحديث في صحيح مسلم " إنّ المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان"
وبصفة عامة فإنّ المسيحيّة إستطاعت أن تقطع مع تراثها الذي يتعارض مع حقوق الإنسان والقيم الحديثة وأبقتْ فقط على ما تقبله الفطرة السليمة، وقد بذلتْ في ذلك دماء كثيرة أهدرتها الكنيسة والمسيحيون المتطرّفون على مدى قرون، وتصدّى لهم رجال ونساء حملوا مشعل التنوير ثمّ سياسيون آمنوا بالإنسان وفرضوه على أرض الواقع.
لكنّ المسلمين مازالوا في خطواتهم الأولى في تنقية تراثهم، رغم جهود مفكرين ومصلحين من هنا وهناك، والكثير يرفضون تعريته وكشفه ومن ثمّ غربلته، بدعوى أنّ هذا طعن في السنة، بل ويتّهمونك بعداء الإسلام، وهذا أدى إلى تفاقم ظاهرة التطرّف، وما داعش عنّا ببعيدة فإنّما تستمدّ أحكامها و تأويلاتها من النصوص التراثيّة وخاصة من الأحاديث التي يعتقدون أنّها صحيحة دون أدنى شك.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أنت
- مرح الشيطان
- أتدري ما يفسد جمال الكون من حولك
- يصعب أن يكتمل شيء للإنسان تنقصه روحه
- لا تنظر إلى صورنا، بل إلى مانرسل إليك
- أصل الإنسان ومزايدات أنبياء الأنترنت
- لا تحدث أعمى البصيرة عن الشمس
- كل شئ يتعالى عليك حلق فوقه
- الشغف هو ما يُبقيك على قيد الحياة
- عالمنا مجرد مصفوفة أوجدها كيان وهمي
- حوار مع دهموش العفريت
- إنتكاسة البرمجة الكهنوتية
- أنت هو عدو نفسك
- الأرخون the archons
- رسالة المستنير
- عندما يطلب منك أن تشهد على شيء لم تره
- ليس هناك شيء موجود صدفة
- لاشيء يميزك أبدا سوى أن تكون أنت
- الوصول إلى الإستنارة الروحية الكاملة
- قد يكرهونك لأنك رجل حر


المزيد.....




- ترامب: لن أحصل على جائزة نوبل للسلام مهما فعلت
- حرب إسرائيل وإيران في يومها التاسع.. هجمات متبادلة وتل أبيب ...
- إسرائيل تحذّر من مخاطر كاميرات المراقبة المنزلية وسط تصاعد ا ...
- نعي كاتب وشاعر كبير..
- إسرائيل تقصف موقعا لحزب الله وتحذره من القتال مع إيران
- إسرائيليون عالقون تحت الأنقاض إثر هجوم إيراني واسع بالمسيّرا ...
- هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
- قرار بإخلاء منزلين مطلين على الأقصى لصالح مستوطنين
- قاضية أميركية تعلق حظر ترامب التحاق الطلاب الأجانب بهارفارد ...
- محللون إسرائيليون: الحرب على إيران لم تحقق أهدافها


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - هل تهتمّ الملائكة برغبات الرجل الجنسيّة