أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - إدارة الدولة والبرنامج الحكومي وبناء الدكتاتوريّة التنمويّة في العراق(الممكنات- التحديّات- السياسات)














المزيد.....

إدارة الدولة والبرنامج الحكومي وبناء الدكتاتوريّة التنمويّة في العراق(الممكنات- التحديّات- السياسات)


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 14:11
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


ليسَ من السهلِ، بل يكادُ يكون من المستحيل، إعادةُ بناءِ بلدٍ مزّقتهُ الصراعات والانقسامات، بوجود "نماذج"سياسية تتوزّعُ على السُلُطات الثلاث في هذا البلد، كهؤلاء"السيّداتِ" و"السادة".
لذا ما على السيد رئيس مجلس وزراء العراق القادم سوى تجاوز هذا اللغو الشاسعِ والعقيمِ، وهذه المناكفات والمهاترات التي كلّفت هذا البلد الكثير من المال والجُهدِ والدمِ طيلة عشرينَ عاماً.
ما عليهِ سوى أن يبقى بعيداً عن هذه "المزابل" الشاسعة، وأن يسلَخَ نفسهُ بعُمق،عن هذه العلاقاتِ "التخادميّةِ"سيّئةِ السُمعة، وعن هذه "المقاولات" المُشينةِ، و"الجُنَحِ" المُخِلّةِ بالشرف الوطنيّ، وأن يتركَ كلّ هذا الهراء العظيم خلف ظهره، و يمضي قُدُماً في بناء"دكتاتورية تنمويّة" Development Dictatorship ، نحنُ أحوجُ ما نكونُ اليها الآن أكثر من أيّ وقتٍ و ظَرفٍ آخر .
الهدف الرئيس للدكتاتورية التنموية هو: أقصى تعبئة و"تحشيد"، وأكفأ تخصيص للموارد المُتاحة Maximum Mobilization and Efficient Allocation of Resources .
تقوم هذه "الدكتاتوريّة التنمويّة"على ثلاث ركائز أساسيّة لتحقيق التنمية الاقتصادية، هي:
1- خطّة تنمية وطنيّة مُصمّمة بشكلِ جيّد..
2- و حكومة من ذوي الاختصاص قادرة على تنفيذ هذه الخطّة..
3- وبرنامج حكومي واضح وصارم يُتيح للحكومة"الاستحواذ"على(أو تدبير وتأمين) رأس المال الضروري لتنفيذ هذه الخطّة .
وأرجو أن لا يُصابَ السيد رئيس الوزراء القادم بالفزع منْ صراخ الذين لا همّ لهم سوى تحويل كلّ المُمكِنات الى مستحيلات. فهذه "الدكتاتورية التنمويّة" هي في كلّ الأحوالِ أسهلُ وأقلّ كُلفةً من "دكتاتورية"مهاتير محمد التنمويّة، التي لم تكن تملكُ من المقوّمات والموارد غير شجرة زيتِ النخيل، والفقر والجهل والانقسام العِرقيّ الذي كان يفتكُ بماليزيا.. وأسهل وأقلُّ كلفة من"دكتاتوريّة" لي كوان يو التنمويّة، التي لم تجد في حوزتها من المقوّمات والموارد سوى المستنقعات والبعوض والفساد الذي كان يفتكُ بسنغافورة.. وأسهل وأقلُّ كلفة من "دكتاتوريّة" بارك جونغ هي، التي لم تجِد في كوريا الجنوبيّة كلّها لا نفط، ولا موارد أخرى، بل لم تجِد لا مراعٍ ولا أراضٍ صالحةٍ للزراعة، ولا تملِكُ غير تاريخٍ مُمتَدٍ من الحروب "العقائديّة"، والخوف من الجوع الدائم.
وأتمنى من السيد رئيس مجلس الوزراء القادم أن لا يخشى من"دسائس"الأهل قبل"مؤامرات"الغرباء، ومن حروب الاصدقاء قبل معارك الأعداء، ومن"ألغام" الأقربين قبل "خنادق"الأبعدين. ففي الحرب الكوريّة وحدها تم احتلال وتخريب العاصمة (سول) ثلاث مرّات.. ورغم ذلك ها هيَ (سول) الآن، واحدةً من أجمل مدن العالم وأكثرها أمناً وصلاحيّةً للعيش، مع أنّها لا تبعدُ عن الحدود مع كوريا الشماليّة بأكثر من 60 كيلومتراً، و تتطايرُ صواريخ كيم إيل جونغ الباليستيّة- النوويّة فوقها وحولها بينَ حينٍ وحين.. وبوسعِ جيشهِ أن يَصِلَ اليها بالدرّاجات الهوائيّة، وأنْ يُعيدَ احتلالها في أيّةِ لحظة.
وألتَمِسُ من السيّد رئيس مجلس الوزراء القادم أن لا يستنكِفَ من التعلِّم من الآخرين. لقد أرسلَت كوريا الجنوبية نساءها الى مستشفيات المانيا لتعلّم أصول التمريض.. وأرسلت عمّالها الى مدن الشرق الأوسط لتعلّم أصول البناء في أقسى الظروف.. وأرسلَت طلاّبها واساتذتها الى أفضل البلدان والجامعات في العالم، ليستنسِخوا وينقلوا ويطَوّروا أفضل ما فيها، ويُسهموا في نهضة كوريا بزمنٍ قياسيّ.
و لا تجفَل سيدي رئيس الوزراء من "بروباغندا"الداخل والخارج، ولا تيأس بسبب العويل.. فمجلة Foreign Affairs الرصينة جدّاً كانت قد ذكَرَت جازمةً جدّاً في عام 1960 بأنّ: "ليس هناك من فرصةٍ لتحقيق مُعجزةٍ اقتصاديّة في كوريا".. وبعدَ عقدٍ واحدٍ من هذه"المقولة" بدأت هذه "المعجزة" بالتحقّق، و ها هو اقتصاد كوريا الجنوبية الآن،هو الاقتصاد الرابع في آسيا، ومن بين الاقتصادات العشرين الكبرى على مستوى العالم .
أخيراً .. لا تأبه سيدي رئيس مجلس الوزراء القادم لمن يقولُ لك: أنتَ وحيد، وليس هناك من "كتلةٍ برلمانيةٍ" تدعمك. في هذا الأمر أرجو أن تكونَ على ثقةٍ من أنَ العقول الجميلة لدى خيرة شباب هذا البلد، اضافةً لـ "شيوخِ" الخبرةِ فيه ستقفُ معك، وتشدُّ أزرك.. وأرجو أن لا تشُكّ لحظةً واحدةً أنَ الملايينَ من العراقيّينَ، ممن يحبّون هذا البلد حبّاً جمّاً، سيعملونً معك بإخلاصٍ، دون صخَبٍ أو مِنّة .
بوسعكَ أن تفعلَ ذلك.. عندما تقرّرَ أن تفعلَ ذلك .
إن لم تستَطِع ذلك، لا تقبل"التكليف"، وتُجلِّل نفسكَ بالعار.
أنتَ بطبيعةِ الحال ستحتاجُ الى مكنسةٍ هائلة، ولا شيء آخرَ غير مكنسةٍ هائلة.. عندما تَسُدُّ "الأزبالُ" الأفاقَ كلّها، كما هو حالُ العراق الآن.
واجبكَ أنتَ.. أن تبحثَ عن هذه"المكنسة ".
وواجبنا نحنُ.. أن نكنُسَ معك ..
عندما تحينُ لحظة "الكَنسِ" العظيمة هذه.

المصدر :
Joong -Kyung Choi : Upside-Down Success Story. Koryas Economic Development. Translated by christy Hyun -Joo Lee .Daewon Publishing Co.Republic of Corea. First Edition 2013.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الويلُ لنا من قادماتِ الحوادث
- عن جائزة نوبل في الإقتصاد لعام 2022
- في أوّلِ يومٍ لكَ بعد السبعين
- النساءُ الحزينات.. جميلاتُ جدّاً
- سيدتي العزيزة جينين بلاسخارت.
- هذا مايحدثُ عندما تكونُ سعيداً في عيدكّ الوطنيّ
- يوميّات آخر الوقت
- حقائقُ النفط العراقيّة السبعِ الراسخة
- أنا تشبَهُ الليلَ روحي
- أُمّي وتحالفات بحر قزوين
- اللهُ والحزنُ والتمرُ الزهدِيّ
- العراق.. كوليرا
- مبدأ الإنفاق إلى الأبد في العراق، على وفق قاعدة الصرف 1/12
- الأصدافُ واسعةٌ والناسُ تَنسى
- موتُ الكلابِ الرديئةِ في البلادِ الرديئة
- عن جنود أيلول.. وأشياءَ أخرى-4- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِن ...
- ثلاثةُ آلافِ عامٍ من الحنين Three Thousand Years of Longing
- عن جنود أيلول وأشياء أخرى -3- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ. ...
- عن واقعة التعليق بين صحابة الفيسبوك
- التوصيف الريعي لمجلس الوزراء القادم


المزيد.....




- مسؤول يتحدث عن مشروع ضخم للحبوب الروسية في الإمارات
- سناتور روسي: القوى الاقتصادية الجديدة ستغير الوضع الجيوسياسي ...
- -روساتوم- تسجل إيرادات قياسية في 2023
- شركات عالمية تتنافس على 30 مشروعا للطاقة في العراق.. ما أهمي ...
- تويوتا تحقق مستويات إنتاج ومبيعات قياسية
- الين بأدنى مستوى في 34 عاما وبنك اليابان المركزي يتدخل
- دراسة تحدد سلعة التصدير الرئيسية من الهند إلى روسيا
- شركة تعدين روسية عملاقة تنقل بعض إنتاجها إلى الصين
- شح السيولة النقدية يفاقم معاناة سكان قطاع غزة
- اشتريه وأنت مغمض وعلى ضمنتي!!.. مواصفات ومميزات هاتفRealme ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد عبد اللطيف سالم - إدارة الدولة والبرنامج الحكومي وبناء الدكتاتوريّة التنمويّة في العراق(الممكنات- التحديّات- السياسات)