أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - عن جنود أيلول وأشياء أخرى -3- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ.. من بقايا الحرب العراقيّةِ – الأيرانيّة)














المزيد.....

عن جنود أيلول وأشياء أخرى -3- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ.. من بقايا الحرب العراقيّةِ – الأيرانيّة)


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7372 - 2022 / 9 / 15 - 23:33
المحور: سيرة ذاتية
    


مَسَحتُ الدَمَ عن علبة"الأرزاق الجافّة"
وشربتُ نخب أنتصارِ القادة الأفذاذ
على أعداءٍ لهُم أوّلٌ
وليس لهم آخِر.
***
صاح أسيرٌ جريح
لم تتضِّح لهُ بعدُ، هوية آسريه:
عاش العراق
عاشت إيران
عاشت الحربُ العراقيّةِ الأيرانية.
***
ماتَ نصفُ العراق
وما يزالُ الجنودُ النبيلون
يسألون بعضهم بعضاً
لماذا أندلعت هذه الحرب أصلاً ؟
***
قال قائد الفرقة:
هاجِموا خطوط العدوّ
فأذا لم تُلحِقوا به الهزيمة
لاأريدُ لأحدٍ منكم أن يعود.
هاجَمْنا خطوطَ العدوّ
ولم يعد منّا أحد
ليُخبرَ القائدَ بما حدث
خلف خطوط العدو .
***
"أكرم هلال".. إبنُ خالتي.
طيلة ستِّ سنواتٍ من الحرب
كان أكرمُ يذهبُ ويجيءُ من"الجبهة"
ولاعنوانَ لهُ .. لنراسِلُهُ عليه.
قلنا له.. بحقّ الجحيمِ يا أكرم.. وبحقِّ السماواتِ السبعِ أيضاً
إسأَلْ جندياً من أقرانكَ عن عنوانِ"الوحدةِ".. وأكتبهُ إلينا.
عاد "أكرمُ" إلى الجبهاتِ الصفيقةِ
وأرسلَ إلى خالتي"وفيّة"
سرّهُ الأبديّ:
إذا أردتم مراسلتي
فأنا في"لهيب النار..
قرب الجبل".
لم يعُد بعدها "أكرمُ" من الحربِ أبداً
وماتت خالتي
وحتّى هذه اللحظة
لم نعرف أين كان "لهيب النار" بالضبط
وقربَ أيّ "جبل".
وحدها خالتي"وفيّة"
كانت تعرفُ ذلك.
***
مُدّةُ الأجازةِ الدوريّة
سبعةُ أيام.
كان الجنودُ يتزوّجونَ فيها
ثُمّ يعودون بعدها لثَكَناتِهم
ليموتوا.
كنت أذهبُ"مأموراً"
لتسليم جثة العريسِ إلى أهله.
دائماً كانت العروسُ دون العشرين
حتى أنها لاتعرفُ كيفَ تلطُم
والأمهات..
يضعونَ "فَرشةَ" العرس على التابوت
والقريباتُ يُهلهِلنَ
والآباءُ يزفوّنَ أبناءهم إلى المقبرة
"مبارك عِرسَكْ يا بوية".
***
"علي الإمام"
يعزفُ على العود
" تقسيم حُجاز"
و "يوسف عمر"
يغني "يا يوسفَ الحزن"
من مقام "المنصوري"
و "داخل حسن"
يموءُ كناعور
والجنديُّ يهمسُ لزميلهِ قبلَ "الصَوْلَة":
لماذا لايصمتُ هؤلاء
ليتسنّى لنا الموتَ بحبور
في هذهِ الحربِ السخيفة؟
****
لا أعرفُ ما الذي تفعلهُ الآلهةُ في الحروب؟
إنّ الأمرَ لمُربِكٌ حقاً.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن واقعة التعليق بين صحابة الفيسبوك
- التوصيف الريعي لمجلس الوزراء القادم
- كأنها البارحة يا سِندِرّيلاّ
- الموتُ بجرعةٍ زائدةٍ من الخذلان
- الملكة أليزابيث الثانية والأمير وليم في معركة البسيتين
- تروتسكي العراق القادم.. بين قوى الإنتاج الجديدة وعلاقات الإن ...
- عن جنود أيلول وأشياءَ أخرى (2)
- الدولة و القطاع الخاص وسياسات التشغيل في العراق: أبعاد المشك ...
- هل سَمِعتَ الأخبار؟
- عن جنودِ أيلول وأشياءَ أخرى (هذيان جندي قديم.. من بقايا الحر ...
- في وطنٍ غير سعيد
- الفاصوليا واليود والخيام الفسيحة
- عندما تموتُ الأشياءُ جدّاً
- البطالة في العراق: مؤشرّات رئيسة (2021)
- الكتابة من شدّة الخوف - 2 -
- الكتابة من شدّة الخوف
- نظرية ذيول التنّورات في العراق
- كما كان يحدثُ دائماً في الحروبِ الرديئة
- هل هذا وطنٌ أم طاعون؟
- السيّدُ المُستشار


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد عبد اللطيف سالم - عن جنود أيلول وأشياء أخرى -3- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ.. من بقايا الحرب العراقيّةِ – الأيرانيّة)