أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - أُمّي وتحالفات بحر قزوين














المزيد.....

أُمّي وتحالفات بحر قزوين


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 00:44
المحور: كتابات ساخرة
    


أمّي، مثل قادة وزعماء "تكتّلاتنا"، وتحالفاتنا، و"تآلفاتنا" الرشيدة تماماً.. لديها قدرة استثنائيّة، بل وعجيبة، على تحديد و رصد الأعداء والأصدقاء حسبَ "الظروف المناخيّة المُتقلِبّة".. ولديها معاييرها الخاصة في فرزهم، ووضعهم في"الخانات" التي يستحقّونها، حسبَ مقتضى الحال.
وأعداءُ أمّي، كأصدقائها، كثيرون جداً.. ولكنهم يتبادلون الأدوار من شهرٍ لآخر، ومن إسبوعٍ لأسبوع. وخلال هذه المدة القصيرة قد ينقلبُ الأعداء الألدّاء الى أصدقاء رائعين ومُخلصين، وبالعكس، دونَ أن تكلّف أمّي نفسها عناءَ طرحِ أسبابٍ واضحةٍ، أو مُبَرّرات معقولة، لهذا الأنقلاب"الدراماتيكي" في المواقف .. واذا اعترضتَ عليها، و قلتَ لها: ولكن يا أمّي لقد كان هذا الصديقُ الرائعُ قبل أسبوعٍ واحدٍ فقط مجرد" كلب إبن سِطّعَش كلب"، فما الذي حوّلَهُ الى إنسان طيّبٍ و(ابن أوادم، وابن حَمولَه) بهذه السرعة القياسيّة .. ستجيب :لا يابه.. صحيح فلان مرّات"يِشطَح" و يصير"مدري شلونه"، و"مو خوش آدمي".. بس هواية أحسن من ذاك فلان الطِلَع "ماكو أضرَب منّه". ذاك فلان يابه.. طِلَع "خنيث خبيث ، ومُنافق ، و" يُكَرُص و يضُم راسه"، و بخيل، و"حنقباز" و"امخبّل".. وفوكَاها " أدب سِز".
و عندما يحينُ الدور على أحدهم، أو أحداهُنّ، و تقرّر أمّي وضعهم، أو وضعهُنّ، في خانة الأعداء، فأوّلُ شيءٍ تفعلهُ هو تغيير الأسم واللقب إلى نقيضه . فـ “ ورود" تصبح "قرود" .. و"عبير" تصبح "نفير". . و "خالد" يصبح"خامد".. و"هُشام" يصبح "هشيم".. و"حسيبة" تصبح "مُصيبة".. وهكذا .
وعندما تتحوّل بعضُ قريباتها إلى"عدوّات شرّيرات" لسببِ ما، تقوم أمّي بتحويل أسماءهنّ إلى مواقع جغرافيّة. وهكذا فعندما تريدُ أمّي أن تشير إلى أحداهنَ فأنّها تقول: فلانة "أُمّ السويد".. أو فلانة "جماعة أنقرة".. أو فلانة التي تعيش"يمّ بَحَر قزوين". وفي أحدى المرّات أقسَمَت أمّي مراراً أنّها شاهدتْ بالصدفة وحدها( ومن خلال تقرير لأحدى القنوات الفضائية ) واحدةً من قريباتها، من جماعة "الشاف ما شاف.."، وهي "تتسندَح" على "الرملة البيضا" في بيروت، مرتديةً تي شيرت أحمر وبنطلون جينز!!!!
و مع أنّ أمّي لا تعترف بمبدأ المصالح الدائمة، وتؤكّد لي دائماً: "آني بعد ما عندي مصلحة يابه بس يم رب العالمين".. لكنّ ذلك لا يعني أنّ صداقاتها دائمة، وعداواتها دائمة. فقريبات أمّي يتحوّلنَ فجأةً من جاحدات، وناكرات للجميل، إلى وفيّات ومُحبّات، ومينسون العِشرَة، والملِح والزاد، وأيام الضيم اللي عشناها سوا". و هنا تتبدل الأسماء والألقاب والمواقع الجغرافية، وتعود القريبات الى أسماءهنّ الأصليّة، بل وتضافُ اليها أسماء دَلَع مناسبة. وعندما تقولُ لها: والرملة البيضا يام؟ .. والتيشيرت الأحمر وبنطلون الجينز يام؟ وبحر قزوين يام؟.. ستجيبك: إنتَ شجلّبِت بهاي الحجايه؟ صحيح هيّه عِدها طلعات طايح حظها.. بس تبقى إحنَيْنَه، وفُطيره، و كاسرَه ظهرها على جَهّالها، ومتكَطَع بيّه، وشايلتني بالصلوات .
أما الجيران، فالعلاقات معهم مُتقلبّة.. والجار الجديد يبقى مشكوكاً في أمره إلى أن تُثبت الأيام عكس ذلك. وهكذا فعندما شحّ ماء "الإسالة" في الصيف الفائت، اتّهمت أمّي"عناصر مُندسّة" في العائلة التي تسكن البيت المجاور، بأنّها السبب وراء توقف إمدادات المياه. وعندما أعترضتُ على تشخيصها لـ "لعدوّ"، ومبالغتها في قدرته على فعل ذلك، أجابَت: لا يابه.. "ذوله مو خوش جيران".. "والعجوز مالتهم تحجي ويّايه من ورا خشمها".. و دائماً "عِدهُم هوسه".. و " اشكولاتهُم مو راحة.. عبالك مو عراقيين".. و"عدهم سيارات هوايّه تارسة الشارع.. منين جابوها وهُمّه كَاعدين ايجار.. ما أدري" .. و "دائماً يغسلونَ سياراتهم".. " بس لا ذوله يفkhخون سيارات يابه، ويبلونا بلوى كَشره".. "و شتكَول لو تبلغون عليهم يابه، وتكَولون لقوات مكافحة الإرhhاب، ذوله جيران أمّي يمكن دواeeش".. "واذا هاي صعبة عليكم شويّه يابه، على الأقل خابروا حجّي عباس، وكَولوله: حجّي يمكِن ذوله جيران أُمّي بعthيين.. ومدا يكَعدون راحة" !!!!



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللهُ والحزنُ والتمرُ الزهدِيّ
- العراق.. كوليرا
- مبدأ الإنفاق إلى الأبد في العراق، على وفق قاعدة الصرف 1/12
- الأصدافُ واسعةٌ والناسُ تَنسى
- موتُ الكلابِ الرديئةِ في البلادِ الرديئة
- عن جنود أيلول.. وأشياءَ أخرى-4- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِن ...
- ثلاثةُ آلافِ عامٍ من الحنين Three Thousand Years of Longing
- عن جنود أيلول وأشياء أخرى -3- (مقاطع من هذيانات جندي مُسِنّ. ...
- عن واقعة التعليق بين صحابة الفيسبوك
- التوصيف الريعي لمجلس الوزراء القادم
- كأنها البارحة يا سِندِرّيلاّ
- الموتُ بجرعةٍ زائدةٍ من الخذلان
- الملكة أليزابيث الثانية والأمير وليم في معركة البسيتين
- تروتسكي العراق القادم.. بين قوى الإنتاج الجديدة وعلاقات الإن ...
- عن جنود أيلول وأشياءَ أخرى (2)
- الدولة و القطاع الخاص وسياسات التشغيل في العراق: أبعاد المشك ...
- هل سَمِعتَ الأخبار؟
- عن جنودِ أيلول وأشياءَ أخرى (هذيان جندي قديم.. من بقايا الحر ...
- في وطنٍ غير سعيد
- الفاصوليا واليود والخيام الفسيحة


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - أُمّي وتحالفات بحر قزوين