أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - نجاح التوافقية الطائفية وسقوط التعددية














المزيد.....

نجاح التوافقية الطائفية وسقوط التعددية


عبد الخالق الفلاح

الحوار المتمدن-العدد: 7400 - 2022 / 10 / 13 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تختلف سياقات انتخاب رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد عن سابقتها في الأسلوب حيث اعتمدت على طريق الاتفاق بين الكتل نفسها في طرح أشخاص ويتم التصويت على المرشح او المرشحين الذي يتفق عليهم خلف الكواليس وتطرح الاسماء ويتم التصويت على ما تريده الكتل توافقاً في مجلس النواب ، أن الآمال كانت معقودة في ان يكون للشعب الرأي في ذلك بعد ان تم تغيير نظام الحكم وشهد العـــــراق انفتاح ــــــــا " ديمقراطيــــا" واتجاهــــا واضــــح نحـــو التعددية الحزبية بعـد تجربة طويلة ومريرة وهيمنة نظام الحزب الواحد وهو" حزب البعث العربي الاشتراكي "كما كان يسمى و استمر 35 عاما من الحكم المركزي الدكتاتوري الشوفيني إلا أن الأحلام تبددت و أفرزت تطورات ســقوط ذلك النظام المجرم حراكا سياســيا و ظهرت فـي الســـاحة السياسـية أحـــزاب وهياكـــل تنظيميـــة بمســـميات متعـددة بعضها إسـلامي معتدلة وطائفية والآخـرة علمانية وقومية وطائفية و شهدت معظم الحكومات التي تولت الحكم بعد إقرار الدستور اهتزازات عكست ضعف التحالفات التي شكلتها في مجلس النواب بعــــد عـــــــام 2003 .و تزدحم الساحة السياسية في العراق الان بأعداد كبيرة من الأحزاب والتشكيلات السياسية ،بعـض هذه الأحـزاب كبيـرة وقوية ولها تأريخ طويل وخبرة فـي مجـال العمـل السياسـي وعملت في صفوف المعارضة وبعضها الآخــر يفتقد الى تلك التجربة وبعضها الآخــر صــغيرة وضــعيفة لاتحمــل مــن معنى الحزب سوى الاسم .
ان نظـام تعـدد الأحـزاب يعتبـر مظهـر مـن مظـاهر الحريـــات العامـــة. حيـــث انها تمكـــين المـواطن مـن الاختيـار بـين الاتجاهـات السياسـية المختلفـــة كإحـــــدى الحريـــــات العامـــــة الأساسيـــة. أمــــا حرمــــان المــــواطن مــــن حــــق الاختيار فهـو يعتـبر للقضـاء علـى أحـد اركانها، لان الحريــة تقــوم علــى تمكــين الفــرد مــن الاختيــــار ، و تنشأ الأحزاب عادة لأداء وظيفة تحتاجها الدول والمجتمعات المعاصرة. وتبرز أهمية النظام الحزبي بشكل أكبر في الأنظمة السياسية الديمقراطية, حيث يتم نقل السلطة سلمياً. نجاح أي تجربة لأي حزب ما يعتمد على القدرة على تقديم مشروع استراتيجي لإدارة الدولة بشكل منفرد او بتحالف مع احزاب اخرى تشترك في جزء من مشروعه. وتعتبر الحريــــات العامــــة هــــي ضــــمان للحريـــــات الأخـــــرى، إذ يسـمــح للأحـــــزاب المعارضــــة بمراقبــــة الســــلطة الحاكمــــة كشــــف أخطائها ما يجري ونشرها علـى الـرأي العـام. وهـذا يحافظ على الحريات من الكثير من الانتهاكات.
من المعلوم أن أهم أهداف العملية الانتخابية في أي نظام برلماني هو تشكيل حكومة وفق نتائج الانتخابات وتكون الحكومة مختلفة عن سابقتها في العادة سواء في النهج أو الأداء ولكن في الواقع العراقي اختلف الأمر ، فلم تشكل اي حكومة على ضوء نتائج الانتخابات ولم تكن للكتل الفائزة اي اعتبارات ودائما ما كان مجلس النواب هو الأضعف في معادلات تشكيل الحكومات السابقة وكان رئيس الكتلة القرار الأول والأخير وقد غابت نتائج العملية الانتخابية عن دورها في القياسات المتداولة والمعتمدة في العالم وعلى ضوء تلك الانتخابات ، بمعنى آخر ان لا أغلبية سياسية حاكمة ولا أقلية سياسية معارضة ، لاشك ومن المعلوم فأن تميز النظم السياسية الديمقراطية أي أن السلطة لا تكــون "حكرا" علـى جهة معينـة، سـواءكانـت هـذه الفئـــة سياســـية او ايديولوجية او أثنيـــة أو فكرية . والمقصود نـوع مـن التنظـيم الاجتمـاعي، ويختلف عن غيره يتبلور بوجود المعارضة من خلال وجود أحزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني والرأي العام وجماعات الضغط والمصالح و الديمقراطية السياسية تفترض نموذجا معيناً من الثقافة السياسية وهي ثقافة المساهمة يكون فيها المواطن على مستوى عال من الوعي بالامور السياسية ويقوم بدور فعال فيها ومن ثم يؤثر في النظام السياسي بطرق مختلفة للمساهمة في الانتخابات والمظاهرات أو تقديم الاحتجاجات فضلا عن ممارسة نشاط سياسي من خلال عضوية في حزب سياسي او جماعة ضغط، ولاجل بيان وتحليل المعارضة وثقافتها وممارستها في النظام السياسي الديمقراطي كواحدة من القيم. وينطوي المشهد السياسي في العراق على مفارقات لافِتة للانتباه والذي يعمل به منذ عام 2003 ولحد الان هو تشكيل حسب القواعد الطائفية والقومية ولا علاقة لها بالمواطن وحقوقه ،
وبهذا يفقد مجلس النواب قيمته الحقيقية في العمل الذي يشكل من أجله و ثمة مؤشرات مُقنِعة على عدم وجود علاقات بينية منتظمة وذات آثار مُجدية؛ سواء في صيغة تكتُّل برلماني المؤقتة ودائمة، أو على صعيد التفكير في بلورة استراتيجية عمل جماعي فعالة ومؤثَّرة لها ولا دلائل على صمود التكتلات على هذا الأمر و فشل المبادرات السابقة التي جمعت تلك المكونات على موائد الحوار وتحوّلت الى مشاحنات متزايدة بين هذه التشكيلات و عن إخفاقات في السلطة وكان الضحية هو المواطن الذي ينتظر الى المزيد من الانجازات التي توفر له نوع من الاستقرار المادي والمعنوي ، اما ما يجري اليوم في الساجة السياسية العراقية يسمح بزرع المزيد من التفرقة في صفوف الكتل السياسية نفسها والمسيطرة على زمام الامور، ولا يعود بالفائدة على البلد و يبقى الإصلاح الموعود غائباً تماماً في ذهن المواطن .



#عبد_الخالق_الفلاح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اكليل غار فوق ارواح شهداء الكورد الفيلية
- الشباب عنفوان الحياة وسمات النهوض
- السياسة ودور المثقف في إدارة الدولة
- إيران بين المطالبات الحقة والفوضى
- التعارض بين الهوية الوطنية والهوية الفرعية
- المثقف بين قمع الماضي وانفلات الحاضر
- صنمية السلطة في العراق
- الشعب العراقي تواق للأمن والاستقرار
- المشروع السياسي الغائب في العراق
- الوطنية وبديهية الهوية وتطلعات الجماهير
- أسباب العنف وربطه بالدين خطاءاً
- العراق.. حُلْكَةُ المواسم السياسية فيه
- الكرامة الانسانية والشعور بالمساواة
- شماتة المرتزقة وشيطنة الاعلام الحاقد
- العباءة السلطوية تحت راية الديمقراطية
- الاستبداد والطغيان
- المفهوم السياسي والدلالة العلمية
- الملف النووي في الامتار الاخيرة للانفراج
- غزل المغانم السياسية في العراق
- العراق وتصاعد الفتن


المزيد.....




- المخابرات الألمانية تصنّف حزب البديل من أجل ألمانيا على أنه ...
- إسرائيل تعلن شن غارات جديدة على سوريا.. وتوضح الهدف
- -لحماية الدروز-..هل تصعد إسرائيل بسوريا؟
- سجن قاضية أممية في بريطانيا لأكثر من 6 سنوات بتهمة -استعباده ...
- مصدر مصري: إسرائيل تغلق معبر رفح من الجانب الفلسطيني وتمنع د ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف عن المواقع المستهدفة في الغارات الأخير ...
- الخارجية الأمريكية توافق على عقد بقيمة 310.5 مليون دولار لصي ...
- إعلام: الولايات المتحدة تجهز عقوبات جديدة ضد روسيا قد يرفضها ...
- مرافعة تاريخية للجامعة العربية أمام العدل الدولية
- زعيمة حزب ألماني تتحدث عن خطأ ارتكبته أوروبا في قضية الأزمة ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الخالق الفلاح - نجاح التوافقية الطائفية وسقوط التعددية