أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد قاسم علي - ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.














المزيد.....

ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.


محمد قاسم علي
كاتب و رسام

(“syd A. Dilbat”)


الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 03:08
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الوقت الذي نحتاج فيه الى التضامن وأن يقف الإنسان الى جنب أخيه الإنسان، نرى العواقب الإجتماعية الكارثية التي تفرزها المشاحنات السياسية، بين القوى المتصارعة في الشرق و الغرب، مٌغامرين بذلك بأرواح الناس و مٌستقبل الأمم بكل سفالة. بالمقابل نرى الشعوب مٌذعنة لتأثير الحركات النازية و الفاشية و حٌكم السلطة الأولغارشية و الأطماع الإستعمارية، كٌل هذا يحدث تحت تأثير الخوف، قاسمة بذلك العالم الى فِرق. و الفِرق تخضع تحت ضغط التهديدات، تخضع تحت ضغط المغامرة الفجة بمستقبل الأجيال و المٌستقبل المٌشرق الذي يتطلع له الطِماح الحٌكماء. إن المشاكل الإقتصادية كانت و لا تزال هي العامل الحاسم في هذه الصراعات. و لا يٌمكن التفكير في مخرج لهذه الأزمات الجمة دون العمل على خلق مٌجتمعات رغيدة بشكل مٌعتدل.
ما هذه الأنانية الفجة؟ التي قوضت التضامن ، وغامرت بحياة الناس. الحِكمة تقتضي بأعتبار الحياة أهم شئ ، كما تقتضي أيضاً في جعل القلوب تتأثر عند تبادل الدعم و المٌساعدة.
الحرب المٌستعرة اليوم و التي ضحيتها المدنيين و العسكريين على حد سواء، ستترك بلا شك آثارمن الفواجع و الآلام، نرى المدنيين يطوفون للبحث عن ملاذات آمنة، بينما يٌساق المٌجندون كالدجاج نحو جبهات القِتال، في مشاهد و قصص تعصر القلوب. عاجزين عن التعبير بالكلمات لقساوة المٌعطيات. انا بنفسي عايشتٌ أجواء الحروب و التناحر و النزاعات، ليس بوسعي سوى أن أفكر بأولئك الذين يتأثرون بشكل مروع من تبعات الحروب. في الوقت الذي نجد فيه المٌجرمون العٌتاة الذين يعملون على جعل الحياة، موات، نرى في الجانب الآخر أولئك السادة النُبلاء الذين جسدوا قيم التضامن عبر التأريخ الطويل، يقفوا على الضفة الآخرى.
نقرأ من كٌتب التأريخ بأن الصين التانغية ، أنجبت الشاعر القديس دو فو، إن أكثر ما يٌثير الدهشة في قصائد دو فو هو قدرته على توظيف مشاعره بما ينسجم مع طبيعة الموقف الذي يلتمسه، يتحدث عن معاناة الناس، نراه يتعاطف مع الناس حتى و إن كان هو في أشد ما يكون من المصائب و أحوج ما يكون لتعاطف الناس، لهذا ظل دو فو الى يومنا هذا يحتل مكانة مٌميزة لدا الصينيين. إن تضامن شاعرنا مع عامة الناس يؤهله لأن يكون مثالأ للنفس القويمة، و ان تكون أعماله الشِعرية إرث للبشرية.
في أثناء رحلة دو فو من تشانغان الى مقاطعة فنغشيان، والتي سبقت إجتياح الثُوار العاصمة، في الفتنة الصماء التي عصفت بالصين، نرى دو فو يٌسطر ملحمته الشِعرية التي تدور مٌعظم أحداثها حول مٌعاناة الناس، في الأبيات التي تقع في الرُبع الأخير من القصيدة، نراه ما لَبِث وقد أشار الى آلام الناس و مصائبهم رغم ما حلت به من فاجعة جراء الحرب.
عندما وصلت عتبة الدار سمِعتُ نحيباً،
إبني الاصغر مات من فرط الجوع.
لم أستطع كتم جهش البٌكاء،
حينما كان الممر بأكمله يبكي.
ثم يختتم قصيدته متذكراً مآسي عامة الناس:
يجب أن يكون عامة الناس يائسين حقاً.
أٌفكر بصمت في أولئك الذين فقدوا سٌبٌل العيش،
في الوقت الذي تعالت فيه صيحات المُطبلين للحرب هذه الأيام، مُتخذين بذلك جانب قتلة الحياة الذين سلكوا مسار الخطأ و فعلوا أفعال غير مٌستقيمة. نرى الكلمات المٌنتصرة القويمة، المٌستقيمة تتردد على ألسنة الحٌكماء نابعة عن قلوب صافية، يتناقلها أصحاب الفكر النير. كلمات الشاعر دو فـو، هي التي ينبغي أن تأخذ دورها، في ظل الأزمات التي تعصف بعالمنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إدانة الحرب
ما أروع تلكُم الابيات التي تٌصور الجوانب الإنسانية للحرب، الحرب التي شهدها شاعرنا في مٌنتصف القرن الثامن الميلادي، تلك الحرب التي إبتلعت أبدان الرجال تحت الأعشاب، يقول شاعرنا:
الدم الذي تدفق على الحدود يٌمكن ان يٌشكل مياه المُحيط،
و خطط الأباطرة المحاربين لتوسيع الحدود لم تنتهي بعد.
في هذين البيتين يٌسلط شاعرنا الضوء على مٌغامرة الأباطرة في دماء الناس في سبيل تحقيق أهدافهم السياسية، دون الاخذ بعين الأعتبار الدماء التي تتدفق و الأرواح التي تُزهق، في سبيل تحقيق مُرادهم. و من هذا المٌنطلق يكشف شاعرنا في أبيات القصيدة عن رغبته بأن تكون له ذرية من البنات، عوضاً عن الأولاد، لعِلمه بأن الأولاد يتم زجهم في الحروب، في رحلة الذاهبين بلا رجوع.
علمتنا الأيام أنه من السئ أن يكون لك ولداً،
من الأفضل أن يكون لك بنت عوضاً عنه.
إذا كان لك بنت، لا يزال بمقدورك تزويجها لجارك،
و إن كان لك إبن فسيُدفن تحت النباتات.
ما أحوج العالم في وقتنا الراهن أن يُنشد قصيدة دو فـو "أناشيد عربات الحرب". ليستمد منها الدروس الوعاض.



#محمد_قاسم_علي (هاشتاغ)       “syd_A._Dilbat”#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العواقب الإجتماعية للسياسة
- صِراع الإسلام السياسي الشيعي في فيما بينهم ، ماذا يُريد مقتد ...
- جماعة التيار الصدري و حزب الدعوة، عناكب تأكل عناكب، ولكن
- الزواج الثاني جريمة تهدد الأسرة في ظل غطاء شرعي إسلامي ، هذا ...
- تَدَخٌل قوانين الشريعة الإسلامية الفج بالقوانين المدنية بمبا ...
- بوش يٌدين الغزو الهمجي الغير مبرر على العراق و مقتدى يٌدين ا ...
- ما الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية من العالم الخارجي؟
- الذلة و الهوان على وجه عمار و الجريمة التي ازالت اللثام عن ح ...
- شيخ المخازي يقف أمام جلالة المرأة
- المأساة في الأحتكام الى السلاح
- جريمة إغتصاب الطفلة و النكِرات من رجال الدين
- الهروب من القبيلة
- دو فو : قصيدة من 500 كلمة، إفكار منعكسة على الطريق من العاصم ...
- هل إستخدمت أمريكا السلاح النووي ضد العراق؟
- مٌحاولة إغتيال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي و دور الميليشيات ف ...
- يبدو أن قادة الميليشيات قد أسرفوا بالتمادي
- الطائفية ، كيف يٌمكن أن يكون ذلك طبيعياً؟
- -فرقة الموت- التي قتلت الصحفي البصري أحمد عبد الصمد في قاعة ...
- باسكال-علاقة القلب بالإيمان المسيحي
- كٌسرت الجرة فوق رأس هادي العامري


المزيد.....




- -لم أستطع حمايتها-: أب يبكي طفلته التي ماتت خلال المحاولة ال ...
- على وقع قمع الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بالجامعات.. النواب ال ...
- الصين تتيح للمستخدمين إمكانية للوصول السحابي إلى كمبيوتر كمي ...
- -الخامس من نوعه-.. التلسكوب الفضائي الروسي يكمل مسحا آخر للس ...
- الجيش الروسي يستخدم منظومات جديدة تحسّن عمل الدرونات
- Honor تعلن عن هاتف مميز لهواة التصوير
- الأمن الروسي يعتقل أحد سكان بريموريه بعد الاشتباه بضلوعه بال ...
- ??مباشر: الولايات المتحدة تكمل 50 في المائة من بناء الرصيف ا ...
- عشرات النواب الديمقراطيين يضغطون على بايدن لمنع إسرائيل من ا ...
- أوامر بفض اعتصام جامعة كاليفورنيا المؤيد لفلسطين ورقعة الحرا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد قاسم علي - ما أحوجنا الى التضامن و التعاطف.