حسن مدن
الحوار المتمدن-العدد: 7384 - 2022 / 9 / 27 - 12:01
المحور:
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
عندما عمّت «كورونا» العالم شهدنا زيادة في الأنشطة الثقافية الافتراضية، عبر تطبيقات مثل «زوم»، أو بالبث المباشر عبر «يوتيوب» أو على «فيسبوك» وغيرهما، حيث تعذّر إقامة أنشطة فعلية أو مباشرة، ومع أن الجائحة انحسرت إلى حدٍّ كبير، وعادت الأنشطة الفعلية إلى سابق عهدها تقريباً، ولكن الأنشطة الافتراضية ما زالت مستمرة، ويبدو أنها ستستمر، فبات بوسع الكثيرين أن يؤسسوا منصّات افتراضية لتنظيم مثل هذه الأنشطة.
لاحظتُ من مشاركتي في بعض هذه الأنشطة، أو متابعتي لبعضها، أن خدمة الإنترنت ليست بالجودة نفسها عند كل المشاركين، كونهم يقيمون في بلدان مختلفة، ويكثر ذلك في بعض البلدان العربية بسبب ضعف شبكات الإنترنت، أو انقطاع الكهرباء وما إلى ذلك من أسباب، حيث يتوقف البث في كثير من الحالات، في اللحظة التي يكون المتحدث يقدّم مداخلته في ندوة أو محاضرة ما.
مع أن الاستفادة من الإنترنت اليوم باتت حقاً يجب أن يؤمّن للجميع في مختلف البلدان، فكما تجري المطالبة بتعميم خدمات الكهرباء وشبكات الماء وما إليها، لتبلغ كافة المناطق في مختلف البلدان، خاصة الفقيرة والمحرومة، باعتبار ذلك حقاً للجميع، فإن خدمة الإنترنت للجميع هي اليوم حق يجب تأمينه بدون استثناء.
مع ذلك فإن الأمم المتحدة تؤكد أن ثلث سكان العالم في عام 2022 ليس لديهم اتصال بالإنترنت، وسط تباطؤ في وتيرة الاتصالات الجديدة، وحسب الاتحاد الدولي للاتصالات، فإنه في الوقت الذي يستخدم فيه حوالي 5.3 مليار شخص حول العالم الإنترنت، فإن 2.7 مليار شخص ما زالوا غير قادرين على الوصول إلى الخدمة في غياب استثمارات جديدة في البنية التحتية، ما يجعل فرص ربط سكان العالم بالشبكة متعذرة على الأقل حتى عام 2030، بل إن هذه الفرص تتراجع بشكل حاد.
الأسباب المعلنة لهذا العجز كثيرة بينها «سرعات الاتصال البطيئة للغاية، والأسعار المرتفعة جداً للمعدّات والاشتراكات، والافتقار إلى الثقافة الرقمية أو حتى الحواجز الثقافية واللغوية، وأيضاً التمييز بين الجنسين وأحياناً النقص في النفاذ إلى الكهرباء».
الجوهر هو في القسمة الضيزى بين أغنياء العالم وفقرائه. يكفي أن نقرأ أن إفريقيا هي الأقل اتصالاً بالشبكة كي نفهم عمّا يجري الحديث.
#حسن_مدن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟