أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - بين ابن خلدون وابن رشد














المزيد.....

بين ابن خلدون وابن رشد


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7349 - 2022 / 8 / 23 - 10:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تستوقفنا مقارنة عقدها الباحث اللبناني فريدريك معتوق بين رائد علم الاجتماع في الثقافتين العربية والإنسانية ابن خلدون، والفيلسوف الأندلسي ابن رشد، ابن قرطبة، الذي وجد نفسه منفياً إلى مراكش في المغرب، لأن الخليفة الأندلسي يومها غضب منه، بعد فترة من قربه إليه. وجاءت هذه المقارنة في سياق معالجة الباحث للتأثير الكبير الذي أحدثته العقلانية الفلسفية العربية المبكرة في الفكر والحضارة الغربيين، فيما عجزت عن إحداث التأثير نفسه في ثقافتها الأصل، أي الثقافة العربية الإسلامية.

حين يدور الحديث عن الرجلين، ابن خلدون وابن رشد، فإننا إزاء قامتين مهمتين أثرتا الفكر الإنساني، وشكّلت مؤلفاتهما فتوحاً مبكرة في الفكر والفلسفة، وهذا ما يؤكده معتوق في كتابه «مرتكزات السيطرة الشرقية – مقاربة سوسيو معرفية»، ولكن الفارق هو أن تأثير ابن رشد في الثقافة الغربية عبر ما يدعوه الباحث ب«التلاقح الأندلسي»، كان مهماً وجذرياً في تشكّل الفكر الفلسفي الغربي الحديث، وهو ما لم يتيسر لابن خلدون «على الرغم من أن نظريته في العمران البشري لا تقل أهمية عن تلك التي وضعها أوغست كونت وإميل دوركايم في فرنسا بعد خمسة قرون ونيف» كما يقول الباحث.

ليس السبب، إذاً، في كون مكانة ابن رشد كفيلسوف أكبر من مكانة ابن خلدون كعالم اجتماع، وإنما في حقيقة أن الأول تفاعل تفاعلاً حياً مع الثقافة الغربية، ولم يكتف بالكتابة بالعربية، وإنما كتب أيضاً باللاتينية والعبرية، ما سهل نشوء ما عرف لاحقاً بالرشدية اللاتينية، وهي حركة فلسفية غربية، بمنطلقات رشدية، أي عربية - إسلامية، فابن رشد الذي انطلق من أعمال الإغريقي أرسطو وشرحها نجح في تحقيق «إنسيابية العقلانية الرشدية في عروق التفكير الغربي»، فيما سدّت الدروب في ثقافتنا أمام عقلانية ابن رشد.

لن يكفي القول إن أوروبا رحبت بالرشدية فيما حاربها أهلها العرب، فأفكار ابن رشد لم تسلم من الحرب عليها من قبل التيارات المحافظة في الغرب، تماماً كما حاربها المحافظون العرب، وأسباب انسياب أفكار ابن رشد في عروق التفكير الغربي يعود بالدرجة الأساسية إلى أن أوروبا في تلك الفترة، من وجهة نظر التحوّل الاجتماعي الشامل، كانت أكثر جاهزية لذلك مقارنة بالحال العربية.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أثر الفراشة
- عنصريّة (هوليود)
- قضايا الشباب في يومهم
- أبعد من حقوق الإنسان
- امرأة شجاعة من السودان
- نظراء الحرباء
- ما قبل الحداثة
- المرأة ماركيز
- صراع الهُويّات
- ما يقدّمه التلفزيون
- المجتمع المدني التونسي ينتصر لسيادة الوطن
- التدمير المزدوج
- عن رجلٍ صادق نهراً
- عن الجاهزية للتقدّم
- 23 يوليو 1952
- الأديب ليس المثقف
- لماذا نحبّ تشيخوف؟
- -بلاش فلسفة-
- ما الفواصل الزمنيّة؟
- الإنترنت والحرية


المزيد.....




- رجل يتنكّر كطائر ويسير 85 كيلومترًا في بريطانيا.. ما السبب؟ ...
- مشاهد تحبس الأنفاس لمغامر يقف على حافة شاهقة في جبل جيس بالإ ...
- مقتل شخصين وإصابة آخرين في غارتين إسرائيليتين على جنوب لبنان ...
- أوكرانيا: مقتل شخصين وإصابة 15 في غارات روسية على مدينتيْ أو ...
- إسرائيل تعيد فتح طرق رئيسية أغلقتها الحرائق ودول تمد يد العو ...
- بيان صادر عن المنبر العمالي العربي المناهض للإمبريالية والصه ...
- برلماني أوكراني: اتفاقية المعادن بين كييف وواشنطن فوق القوان ...
- نتنياهو يستعد لتوسيع العمليات القتالية بغزة
- القوات الأوكرانية تستهدف سوقا في مدينة أليوشكي في خيرسون
- موسكو.. شجار جماعي عنيف في مباراة دوري الهوكي الوطني للشباب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن مدن - بين ابن خلدون وابن رشد