أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - الأديب ليس المثقف














المزيد.....

الأديب ليس المثقف


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7317 - 2022 / 7 / 22 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


يحدث أن تقرأ نصاً أدبياً ما، رواية أو قصة أو قصيدة، وتشعر أنه جميل. ما من مأخذ فني يمكن أن يتبادر إلى ذهنك على ما قرأت، فإن كان سرداً وجدته سلساً ومحكماً، وإن كان شعراً فالوزن فيه صحيح، والصور فيه لافتة، لكن مع ذلك تشعر أن شيئاً ما ناقصاً فيه. ربما لا تستطيع للوهلة إدراك ما هو الشيء، أو حتى الأشياء، الناقصة، لكن بالمقارنات ستعرف الأمور.

قد يحدث أن تستمع إلى كاتب هذا النص في ندوةٍ ما أو على الشاشة، فتلاحظ إرباكاته وتعثراته في التعبير عن أفكاره، ليس لأن هذه الأفكار موجودة في دماغه وتنقصه لياقة الكلام الكافية لقولها، وإنما لأن الدماغ خالٍ منها، فتدرك أن الخلل يعود إلى أن هذا الأديب الجيد بالفعل ليس مثقفاً.

القارئ الحصيف يتعلم بالتجربة والمران التفريق بين الأديب المثقف والأديب غير المثقف. ولا بد من استدراك مهم هنا؛ فالثقافة حين تفيض على الأدب في النص الأدبي تفسد ما فيه من أدب. الحديث هنا يدور عن أمرٍ مختلف، عن الثقافة المتغلغلة في ثنايا النص الأدبي، فلا يفتعل الأديب الإفصاح عنها بشكل استعراضي، إنما هي التي تفصح عن نفسها في لغة النص وبنيته وذكائه، وما تبعثه من متعة في نفس المتلقي، وما تحمله إلى ذهنه من معرفة، دون ادعاء أو تكلف.

ستتساءلون مثلي: أيجوز أن يكون الأديب غير مثقف؟ أليست البداهة تقتضي أن تكون الثقافة قواماً مهماً في عدة الأديب، أليس الأدب ضرباً من الثقافة؟

عثرتُ على جواب على مثل هذه الأسئلة عند الدكتور طه حسين الذي رأى أن الأديب الذي لا يحسن غير الأدب محدود الثقافة، فيما الأديب الذي يستطيع المشاركة في غير الأدب واسع الثقافة وعميقها.

في مقالته المعنونة ب «ثقافة ومثقفون» قال طه حسين: «إن القدماء من الأدباء لا يحبون أن يقف الأديب بأدبه عند الشعر والنثر والنقد، وإنما يستطيع أن يأخذ من كل شيء بطرف كما قيل في الأيام الماضية».

لكننا لسنا «في الأيام الماضية» التي عناها طه حسين، فمع تشطي العلوم وتفرعها، لم يعد بالإمكان الأخذ «من كل شيء بطرف». لذا فإن المعيار، بتقديرنا، يجب أن يتغير، وتصبح آية الأديب المثقف، أو أي مثقف كان حتى لو كان غير أديب، هي امتلاك الرؤية البانورامية للحياة والكون، والمناهج الحديثة في التحليل والمعرفة التي تعينه على تجسيد هذه الرؤية، سواء فيما يقول أو فيما يعمل



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحبّ تشيخوف؟
- -بلاش فلسفة-
- ما الفواصل الزمنيّة؟
- الإنترنت والحرية
- زيلينسكي لم ينقذ جونسون
- عفريت الكتابة
- عن الهُويّات الوطنية في العالم العربي
- جابر عصفور رجل التنوير
- تحوّلات الهوية
- زمن قاسم.. زمن عطية
- إحدى أسنان لومومبا غنيمة
- بغدادان تلتقيان
- محمود العالم يقرأ جمال حمدان
- تدمير الدولة العربية
- صناعة الأصنام
- التفريق ضروري
- عن أي غربٍ نتحدث؟
- عين الشمس
- الخامس من حزيران
- إدوارد سعيد في سيرة غيرية


المزيد.....




- جنوب السودان وطقوس الاستسقاء.. عندما يكون الجفاف موازيا للإع ...
- توفيق عبد المجيد سيرة مناضل لم يساوم!
- السينما في مواجهة الخوارزميات.. المخرجون يتمردون على قوانين ...
- موسكو تستعد لاستضافة أول حفل لتوزيع جوائز -الفراشة الماسية- ...
- مهرجان الجونة السينمائي 2025.. إبداع عربي ورسالة إنسانية من ...
- تنزانيا.. تضارب الروايات حول مصير السفير بوليبولي بعد اختطاف ...
- باقة متنوعة من الأفلام الطويلة والقصص الملهمة في مهرجان الدو ...
- حريق دمر ديرا تاريخيا في إيطاليا وإجلاء 22 راهبة
- الإعلان عن 11 فيلما عربيا قصيرا تتنافس في مهرجان البحر الأحم ...
- هنا يمكن للمهاجرين العاملين في الرعاية الصحية تعلم اللغة الس ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن مدن - الأديب ليس المثقف