أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن مدن - تحوّلات الهوية














المزيد.....

تحوّلات الهوية


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7296 - 2022 / 7 / 1 - 19:36
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


تشتبك الهوية مع كثير من الصراعات والنزاعات في عالم اليوم. في الجوهر، فإن الرغبة في الاستحواذ على الثروة والسلطة، هي أساس أو مفجر الكثير من النزاعات في الماضي، والحاضر أيضاً. من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، أن نعرف نزاعاً بين الدول، أو بين الجماعات المختلفة في المجتمع الواحد، لا يكون جوهره نزاعاً على الثروة والسلطة، ولكن ما أكثر ما يجري التمويه على هذا الجوهر، بتصوير النزاعات على أنها صراع بين الهويات.

والهويات هي من حيث الطبيعة ظاهرة ثقافية، يجري توظيفها في اتجاهات متناقضة، لخدمة أغراض سياسية ومصلحية. ففي ظروف الاستعمار أو الاحتلال الأجنبي لأراضي شعب من الشعوب، وسرقة ثرواته، يلزم شحذ الهوية الوطنية، أو القومية، لهذا الشعب في مواجهة المستعمر أو المحتل الأجنبي، مع ما يلزمه ذلك من إبراز لخصوبة وأهمية هذه الهوية المستهدفة، واستنهاض لما تنطوي عليه من عناصر رفض ومقاومة للآخر، الذي يستهدف مصالح واستقلال الشعب المعني.

في حالة مثل هذه، نجد الهوية تميل إلى درجات من الانكفاء على الذات، حماية لنفسها مما يستهدفها من تحديات، مُظهرة كل ما يلزم من الحذر تجاه الآخر، الذي «يتمظهر» في صورة الخصم أو العدو، لتصبح ما يمكن أن نشبهه، أو نصفه ب «أسمنت» الوحدة الوطنية والقومية، حيث يفترض تجاوز التناقضات الداخلية داخل الهوية الواحدة، بإعادتها إلى مرتبة خلفية، والإعلاء مما هو مشترك ومُوحد بين المنتمين لهذه الهوية، وإن كانت بينهم فروق أو تناقضات ثانوية.

لكن، في ظروف أخرى، يمكن للثانوي أن يصبح رئيسياً، حين يشعر أصحاب الهويات أنه ما من خطر خارجي محدق يستهدفهم، ويُوحدهم ضده، فتعلو حدة التناقضات الداخلية، حين تلجأ الرؤوس من أمراء الحروب والطوائف والمذاهب وما إليها، إلى تأجيج تلك التناقضات الداخلية، وصب زيت الفتنة على نارها، فتتوارى الهوية الجامعة المشتركة إلى الخلف، حتى نخالها ذهبت دون عودة، وتتصدر المشهد تعابير الهويات الفرعية المتصارعة فيما بينها.

خبر عالمنا العربي الحالين، فقد رأينا كيف سادت في حقبة تاريخية معينة مفاهيم الوحدة العربية، والقومية المشتركة، التي صهرت الجميع في بوتقة وطنية، أو قومية، مشتركة، في مقارعة المستعمر الأجنبي، المحتل والغاصب للأرض، وحشدت قوى المجتمعات العربية في التصدي له، وها نحن اليوم شهود على انكفاء الهوية المشتركة الجامعة، لصالح الاستقطابات العرقية والمذهبية والطائفية والجهوية، مستعيدة من بطون كتب التاريخ أكثر الصفحات سواداً، لتوظيفها في صرعات الراهن.

يحملنا هذا على القول: إن الهوية بمقدار ما هي معطى موضوعي، تشكلّ عبر التاريخ، قابلة لإعادة تشكيلها، وبنائها وفقاً لحسابات سياسية مستجدة. وفي الأصل، فإن الهوية ظاهرة متحولة وغير جامدة على قالب واحد، لكن، ويا للأسف، ما أكثر ما يكون هذا التحول في طبيعة ووظيفة الهوية سلبياً.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن قاسم.. زمن عطية
- إحدى أسنان لومومبا غنيمة
- بغدادان تلتقيان
- محمود العالم يقرأ جمال حمدان
- تدمير الدولة العربية
- صناعة الأصنام
- التفريق ضروري
- عن أي غربٍ نتحدث؟
- عين الشمس
- الخامس من حزيران
- إدوارد سعيد في سيرة غيرية
- عالم بلا بوصلة
- طفرة في أعداد الشباب
- مختبرات البيولوجيا والأوبئة
- سقط سهواً
- مظفر النوّاب
- كتيبة (آزوف)
- عالم اللا يقين
- كذب المستشرقون وإن صدقوا
- مساءلة المثقف


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - حسن مدن - تحوّلات الهوية