أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - عالم بلا بوصلة














المزيد.....

عالم بلا بوصلة


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7268 - 2022 / 6 / 3 - 15:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


ثمة يقين لدى أغلبية الناس، هذا إن لم يكن لديهم كلهم، بأنه لم يعد ثمة شيء كما كان من قبل. التحولات تدفع دفعاً عنيفاً ما كان يشكّل «عوالمنا الأليفة»، قاذفة بنا نحو المجهول، أو ما يشبهه. كل شيء من حولنا يتغير: إن في بعض طرق العمل، أو في طبيعة العلاقات بين البشر، حتى أنماط التفكير السائدة باتت موضع مراجعة ومساءلة. في كلمات يمكن القول إن عالماً جديداً ينشأ، أو إنه قيد النشوء. من يقرأ ما بدأنا به يحسب أنه قيل اليوم فقط، في لحظتنا الراهنة، حيث يدور الحديث عن العالم ما بعد جائحة «كورونا». أو ما بعد الحرب الجارية في أوكرانيا التي قد تدفع نتائجها إلى عالم آخر مختلف، من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، الجزم بالصورة التي سيكون عليها.

لكن الفكرة أعلاه قيلت قبل عقود من اليوم. لم تكن ثمة جائحة يومها، ولم تكن حرب كورونا قد اندلعت بعد. لذلك فانشغالات الفكر كانت موجهة نحو تحدّيات أخرى، وقائل الفكرة هو الفرنسي جورج بلانديي، في مقال أسماه «زمن الشكوك»، تضمنه كتابه «متضرورن على ما يقال»، الذي نشره بيت الحكمة في تونس في العام 2004، والمؤكد أن كثيرين سواه عبروا عن الفكرة نفسها بصور مختلفة. كان الرجل يرصد التحولات التي شهدها ويشهدها العالم لحظة كتابته لمقاله، وهي تحولات رآها هو بمثابة «فوضى التحول الأكبر»، الذي محا المعالم القديمة وشوّش الأفكار، حتى صرنا إزاء «مجتمع بلا بوصلة».

ولو قدر للكاتب أن يعيد كتابة مقالته اليوم، في ضوء ما بات العالم فيه من محنة، ما عساه سيقول، في لحظة يمكن وصفها بامتياز لحظة «اللايقين". لم يكن العالم حائراً، على الأقل خلال المئة عام الأخيرة، حول ما الذي يتعين عليه فعله، كما هو حائر اليوم.

كأن جورج بلانديي يتحدث عما نحن فيه الآن، حين قال: إن المتشائمين يقولون «ليس للمستقبل مستقبل»، أما المتفائلون فيقولون: «لا مكان للمستحيل في عالم اليوم»، مفتونين بتسارع التقدم العلمي والتقني وبقدرته الخارقة، ما يجعلهم واثقين بأن «غداً سيصبح كل شيء ممكناً». الكتلة الأكبر من البشر حائرة بين هؤلاء وأولئك. حتى انحيازها للتفاؤل قد يكون حيلة سيكولوجية للتغلب على مصادر القلق والخوف، بعد أن أدرك الناس أنه ما من أحد قادر على الجزم بما سيكون عليه العالم غداً أو بعد غد



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفرة في أعداد الشباب
- مختبرات البيولوجيا والأوبئة
- سقط سهواً
- مظفر النوّاب
- كتيبة (آزوف)
- عالم اللا يقين
- كذب المستشرقون وإن صدقوا
- مساءلة المثقف
- بؤس الوعي
- ليست حرباً باردة فقط
- التاريخ كخزّان للخرافات
- كييف محجّة زعماء الغرب
- معاطف المثقفين
- تاريخ التاريخ
- علي الدميني وريح المتنبي
- حواسيب أم أقلام رصاص؟
- علي الدميني.. وداعاً
- طبائع الإستهلاك
- الطيب صالح كاتباً للمقال
- في صورة المدينة الخليجيّة


المزيد.....




- -كيف يمكنك أن تكون حراً إذا لم تتمكن من العودة إلى بلدك؟-
- شرق ألمانيا: حلول إبداعية لمواجهة مشكلة تراجع عدد السكان
- -ريبوبليكا-: إيطاليا تعرض على حفتر صفقة لكي ترفض ليبيا العمل ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تواجه عطلا بمدرج مطار اسطنبول وتهبط ...
- الرئيس الروماني يكشف موقف بلاده من إرسال أنظمة -باتريوت- إلى ...
- -التعاون الإسلامي-: اجتياح رفح قد يوسع نطاق التوتر في المنطق ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد لا يتبنى موقفا موحدا بشأن الاعتراف بال ...
- الشرطة الألمانية تقمع تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في جامعة برلي ...
- دونيتسك وذكرى النصر على النازية
- الجيش الإسرائيلي يعلن حصيلة ضحاياه منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - عالم بلا بوصلة