أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - حواسيب أم أقلام رصاص؟














المزيد.....

حواسيب أم أقلام رصاص؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 12:01
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


قبل نحو عقدين أو ثلاثة اقترحت منظمة دولية لمساعدة الدول النامية مقرها باريس إرسال أجهزة كمبيوتر للدول الإفريقية لمعالجة الخلل في سوق المعلومات بين الذين يملكون والذين لا يملكون، في عصر يوصف بأنه عصر المعلومات، لكن النتائج لم تكن مشجعة، ولم تسد فجوة بين مالكي المعلومات وصناعها في الغرب وبين متلقيها ومن لا يملكونها في قارة مثل إفريقيا .

لكن هناك تجربة مساعدات أخرى هي ما قامت به الصين، التي أرسلت كميات كبيرة من الأقلام إلى بلدان إفريقية تحارب الأمية، حيث لا تكلف هذه الأقلام بضعة سنتات، ولكن هذا النوع من المساعدات كان أكثر جدوى وفائدة في أنه مكن أطفال بلدان إفريقيا من تحقيق حلمهم بأن يمسكوا أقلاماً في أيديهم يكتبون بها حروف الأبجدية وأرقام الحساب .

وفي إحدى المرات جاء موظفو الإغاثة إلى قوم أشبه بالبدو الرحل في شمالي نيجيريا بتلفاز يعمل بالبطاريات، استمتع الأهالي بمشاهدة برامج التلفاز حتى نفدت طاقة البطاريات، ثم عادوا إلى حياتهم البدائية التي عرفها أجدادهم منذ آلاف السنين، كأن شيئاً لم يكن، لأن الكهرباء لم تصلهم بعد ولن تصلهم قريباً .

هذه وقائع بسيطة برسم أولئك الذين يتحدثون عن القرية الصغيرة التي أضحى عليها العالم . . إننا لا نستطيع أن نجعل من تلك المناطق التي شدتها آليات العولمة إليها كما تجذب الشمس الأرض إلى مدارها بوصفها وحدها معياراً أوحد للقياس، ذلك أن هذه المناطق تعيش ظروفاً خاصة من الوفرة التي لا يمكن أن تنطبق على الآخرين.

إن القسمة ضيزى بين الغنى والفقر، بين ثورة المعلومات والوسائط الإلكترونية للمعرفة والتسلية في أقصى حالاتها تقدماً وإبهاراً وبين الجهل والأمية التي تجعل من امتلاك قلم رصاص حلماً وهدفاً، قسمة ما زالت قائمة وما زالت تعيد إنتاج نفسها حتى داخل آليات التقسيم الدولي الجديد للعمل الذي تخترقه العولمة عمودياً وأفقياً .

نحن نتحدث محقين عن أن الأمية في عالم اليوم ليست الأمية الأبجدية، وإنما أمية الحاسوب الآلي، فالذي لا يحسن التعامل مع هذا الحاسوب في حدود دنيا على الأقل هو أمي حتى لو كان يقرأ ويكتب ويحمل شهادات جامعية، ولكن هذا يجب ألا ينسينا أن ملايين الأطفال في العالم ما زالوا يتشوقون لفك الحروف وكتابتها، ويتشوقون لمقعد متواضع في فصل دراسي حتى لو كان كوخاً يتعلمون فيه.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي الدميني.. وداعاً
- طبائع الإستهلاك
- الطيب صالح كاتباً للمقال
- في صورة المدينة الخليجيّة
- أدبنا في اللغات الأخرى
- النساء هنّ من قررن
- العدالة الاجتماعيّة وشروطها
- التقدّم أم التوحش
- زوجة طه حسين
- الفرق بين الحشود والجماعات
- ما بعد العولمة
- خصوصيّات الأمم
- عالم جنّ جنونه
- خالد الشيخ
- كسر التحيّز
- احمد الخطيب
- -سويفت- وخلافه
- لغة المستعمر.. غنيمة أم منفى؟
- صينيون وعرب
- الاستبداد كما رآه عبدالرحمن الكواكبي


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسن مدن - حواسيب أم أقلام رصاص؟