أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدن - لغة المستعمر.. غنيمة أم منفى؟














المزيد.....

لغة المستعمر.. غنيمة أم منفى؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7172 - 2022 / 2 / 24 - 08:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مقولتان شاعتا، قالهما أديبان من الجزائر، تلخصان العلاقة المعقدة والمربكة، مع لغة الدولة التي استعمرت بلدهما، أي اللغة الفرنسية. المقولة الأولى للأديب مالك حداد، ووردت في مطلع روايته «سأهبك غزالة»، حيث كتب يقول: «اللغة الفرنسية حاجز بيني وبين وطني، أشدّ وأقوى من حاجز البحر الأبيض المتوسط، وأنا عاجز عن أن أعبّر بالعربية عمّا أشعر به بالعربية، إنّ الفرنسية لمَنفاي». أما المقولة الثانية فأتت على لسان الأديب كاتب ياسين، وتقول «اللغة الفرنسية غنيمة حرب».

كأننا إزاء موقفين مختلفين أو حتى نقيضين، الأول يرى صاحبه أن اللغة الفرنسية بالنسبة له منفى أبعده عن لغة وطنه وقومه، والثاني يرى العكس تماماً، أو هكذا يبدو من الانطباع الأول، فلغة المستعمر، بالنسبة لكاتب ياسين، هي غنيمة غنمها من مستعمره، معطياً الانطباع أنها غنيمة ثمينة، مع أن العبارة في مجملها تنطوي على موقف من هذا المستعمر، دعونا نقول عنه موقفاً وطنياً، لأنها تشير إلى حرب مع هذا المستعمر انتهت، بين ما انتهت إليه، إلى أنه غنم منه لغته التي ربما حملت أدبه إلى آفاق أبعد.

يمكن أن يترتب على القولين، وعلى ثانيهما خاصة، السؤال: أيلزم أن يستعمرنا الآخر كي «نغنم» منه لغته، فيما التجارب تشير إلى أنه بوسع الناس اكتساب لغات أجنبية أخرى غير لغتهم إما بتعلمها أو بالعيش في بلاد ناطقة بها؟ ومن جهة أخرى، فإن عالم اليوم بات محكوماً، في تواصله، بما يعرف باللغات العالمية، وفي مقدمتها اللغة الإنجليزية بحكم النفوذ الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة، وأيضاً بحكم الإرث الذي ما زال ممتداً للإمبراطورية البريطانية التي حكمت مناطق شاسعة من العالم، ولنا في شبه القارة الهندية خير مثال.

لو التفتنا إلى التاريخ قليلاً لوجدنا أن لغتنا العربية كان لها من الشأن الشيء الكثير في حقب تاريخية مختلفة، يوم كانت شعوب كثيرة تنطق بها في مراحل ازدهار الحضارة العربية الإسلامية، والكثير من التراث المكتوب بالعربية يعود لمؤلفين غير عرب، من آسيا الوسطى وفارس والهند وتركيا وغيرها من الأمصار.

ثمة نقاش مشابه يدور اليوم في إفريقيا حول العلاقة مع لغة المستعمر، الذي خضعت له شعوب وبلدان القارة طويلاً. وبشيء من التفصيل يعرض له موقع «بي. بي. سي»، حيث ينسب العبارة التالية: «آن الأوان، لنكف عن استخدام لغة المستعمر»، إلى طالبة من غانا في العشرينات من عمرها، ترى أنه «ينبغي أن يكون لإفريقيا شيء نابع منا، ولأجلنا»، في إشارة إلى اللغة السواحيلية ولهجاتها والتي تنتشر في مناطق واسعة تبدأ من الصومال نزولاً إلى موزمبيق، وعبر الأجزاء الغربية من الكونغو.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صينيون وعرب
- الاستبداد كما رآه عبدالرحمن الكواكبي
- -فوبيا- التكنولوجيا
- البانوراما والتفاصيل
- نقد المركز من الهامش
- فيمَ فكرت فرجينيا وولف
- كاهن المهمة النبيلة
- المثقف الواحد المتعدد: البورتريه لا البروفايل
- كارهو الذّاكرة
- ثقافة السّؤال
- عن أي أزمة نتحدث؟
- عبدالكريم الكابلي
- الإغريق سبقوا جورج أورويل
- ما من مجتمع غير متجانس
- تصحير العالم
- أحمد فؤاد نجم في ذكرى رحيله
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- تنميط العالم
- أي أوجاع يُورث المنفى
- الخصوصي والكوني


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - حسن مدن - لغة المستعمر.. غنيمة أم منفى؟