أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حسن مدن - تصحير العالم














المزيد.....

تصحير العالم


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7098 - 2021 / 12 / 6 - 13:45
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


النسب التي سنوردها أدناه ليست جديدة تماماً، لكنها ما زالت صحيحة من حيث الجوهر والدلالة، وإن طرأ عليها أي تغيير فسيكون لصالح تأكيدها لا نفيها حكماً مما نلحظه ونراقبه في عالم اليوم.

تقول هذه النسب إن نصيب دول الجنوب من الاقتصاد العالمي أقل من 20%، في حين تبلغ حصة الشركات متعددة الجنسية أكثر من 60%، أما النسبة الباقية فهي للدول المتقدمة.

تقول النسب أيضاً إن نصيب الدول الأقل نمواً من الاستثمارات الدولية المباشرة هو أقل من نصف بالمئة من مجموع الاستثمارات الدولية، كما أن خُمس سكان الكرة الأرضية يستهلكون 80% من مواردها، وهذا يعني أن سكان الدول الغنية يستهلكون ستة عشر ضعف ما يستهلكه سكان الدول الفقيرة. وسيفقد أغنياء العالم حوالي 75% من مواردهم، لو تمَّ اعتماد مبدأ المساواة بين سكان الأرض، وهذا طبعاً ما لن يتحقق أبداً، لأن هؤلاء الأغنياء لن يسمحوا به، لكن ذكر هذه الحقائق غايته إظهار أن الطريق نحو المساواة يفترض تخفيضاً كبيراً من مستوى استهلاك البلدان الغنية.

الباحث المغربي محمد بوبكري الذي أورد تلك النسب في أحد مباحثه حذّر مما أسماه ترييف الكرة الأرضية، أما نحن فسنقول: تصحيرها؛ لأن نهج الدول المقتدرة الماسكة بمفاصل القرار الاقتصادي والسياسي في العالم مسنودة بعضلاتها العسكرية الضاربة لن يسمح لمعادلة الغنى والفقر المختلة لغير صالح دول الجنوب أن تتغير.

لم تعد الدول الكبرى بحاجة دائمة لاستخدام تلك العضلات العسكرية إلا في حال الضرورة، وعلى خلاف الصورة التقليدية للكولونيالية التي كانت تحتل البلدان الفقيرة عسكرياً وتلحق سياساتها بها مباشرة، فإن الهيمنة الجديدة تمسك بالمفتاح الاقتصادي لهذه البلدان كي تبقى في حال المراوحة التي هي فيها ولا تفلح في اجتياز الحاجز الفاصل بين الفقر والغنى.

قلنا أمس في سياق حديثنا عن «سترات باريس الصفراء» إن «روشتات» البنك الدولي وصندوق النقد الدولي باتت بمثابة المقرر الإجباري الذي على كل الدول اتباعه، رغم ما تظهره التجارب من التداعيات المؤلمة لهذه «الروشتات».

سلطة كل بلد في هاتين المؤسستين مرتبطة بحجم اسهاماته المالية فيه، ولأن الأغنى هو الأكثر مقدرة على الدفع، فإنه يحرز سلطة أقوى، وبالتالي تجد البلدان الفقيرة نفسها أسيرة أغنياء العالم الذين يضعونها تحت الوصاية، لأنها لن تقوى ليس فقط على تسديد ديونها، وإنما حتى تسديد أرباح هذه الديون، وستجد نفسها محمولة على تخفيض مستوى معيشة شعوبها، استجابة لشروط الدائنين.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد فؤاد نجم في ذكرى رحيله
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- تنميط العالم
- أي أوجاع يُورث المنفى
- الخصوصي والكوني
- فرانز فانون نازع القناع البيض
- أوقات غسان كنفاني
- هشاشة الثّقافة المدنيّة
- تهشّم صورة المثقف
- الجدران الغليظة
- يوم تخلينا عن ابن رشد
- علي الوردي سوسيولوجي أم مؤرخ؟
- من يصنع الطاغية؟
- كيف كُتب التاريخ؟
- النفط والخليج في المنظور الأدبي
- المرأة في الخليج والحداثة
- انتكاسة الحداثة العربيّة
- الكونيّة وتشظي الهُويات
- المثقف النقديّ
- عقلانيّة التعليم كمضاد للتطرف والإرهاب


المزيد.....




- حفلات حصاد بـ3 آلاف دولار..كيف أصبحت الإقامة في المزارع صيحة ...
- -إنه لشرف عظيم-.. ترامب يتسلم ترشيح جائزة نوبل للسلام من نتن ...
- مصر: مصرع 4 أشخاص بحريق سنترال رمسيس.. ووزير الاتصالات: الخد ...
- عشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل خمسة من جنوده في كمين محكم بشمال ...
- ضحايا -القاتل الصامت-.. تفاصيل وفاة الجنود الأتراك في شمال ا ...
- تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل كمين بيت حانون
- روبيو يتوجه إلى ماليزيا في أول زيارة آسيوية منذ توليه منصبه ...
- لازاريني: غزة تحتضر ويجب وقف إطلاق النار الآن
- أكثر من 100 قتيل وعشرات المفقودين بفيضانات تكساس


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حسن مدن - تصحير العالم