أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن مدن - أوقات غسان كنفاني














المزيد.....

أوقات غسان كنفاني


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 23:54
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


ذات يوم جاء الشهيد غسان كنفاني الدكتور إحسان عباس وأعطاه مخطوطة روايته: «رجال في الشمس» طالباً منه رأيه فيها. بعد يومين عاد غسان إلى أستاذه لاهثاً، فوجد في جواب عباس بعض التساؤلات. علق غسان بعبارة واحدة: إذن الرسالة لم تصل.

غاب غسان يومين آخرين وعاد بالمخطوطة من جديد، منتظراً رأي إحسان عباس فيها بعد ما أدخله عليها من تعديلات، فلمس في إجابته رضا صريحاً. قبل أن يخرج سأل غسان الناقد الراحل: «ما الذي استوقفك في الرسالة؟، ردَّ عباس: شخصية أبي الخيزران. ضحك غسان وقال إنه لا يزال بيننا. لكن ما استوقف إحسان عباس حرص غسان على استخدام كلمة الرسالة بدل الرواية، كما لو كان يؤدي واجباً ويريد أن يؤديه كاملاً بلا نقصان.

هذه حكاية واحدة. ثمة حكاية أخرى أيضاً.

التقى المخرج توفيق صالح بغسان كنفاني وهو يتهيأ لإخراج فيلم «المخدوعون» المأخوذ عن «رجال في الشمس». كان اللقاء في مقهى غير بعيد عن صخرة الروشة ببيروت، والساعة كانت السادسة مساء، وخلاله طلب المخرج من الكاتب أن يكتب حوار الفيلم حفاظاً على روح المعنى المُوزع في تفاصيل «رجال تحت الشمس»، وعلى اللهجة الفلسطينية التي تتحدث بها شخصيات الرواية.

نظر غسان إلى ساعته وقال لتوفيق صالح بنبرة عادية تماماً: نلتقي غداً هنا في مثل هذه الساعة. لم يستفسر المخرج عن شيء، وفي الموعد المحدد جاء صالح وكان غسان في انتظاره. كان الحوار الذي طلبه جاهزاً. أربع وعشرون ساعة فقط مرت كانت كافية كي ينجز غسان ما وعد به.
ينجز غسان مهامه بسرعة قياسية. كان على عجلة من أمره، كأنه يدرك أن قدره أن يستشهد سريعاً. كيف يمكن لرجل حتى لو كان موهوباً أن ينجز كل ما أنجزه غسان خلال ست وثلاثين سنة فقط هي كامل حياته؟

ما يشبه الجواب نجده في عبارة قالها غسان لإحسان عباس: «من يسيطر على اللحظة يفعل ما يريد». فردَّ عباس مشفقاً: «اهدأ قليلاً يا غسان». والجواب في ذهن غسان كان واضحًا حين قال: «لا يليق الهدوء بحالتنا».

هذه الروح هي التي جعلته موزعاً على أكثر من مكان ووظيفة. يذهب إلى جريدة «الهدف» التي كان رئيس تحريرها وإلى المخيم ومركز الأبحاث وإلى الاجتماعات الحزبية، وإلى مكان خامس كان يجد له الوقت فيكتب كل شيء: المقالة والدراسة والرواية والقصة القصيرة والتعميم الحزبي.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشاشة الثّقافة المدنيّة
- تهشّم صورة المثقف
- الجدران الغليظة
- يوم تخلينا عن ابن رشد
- علي الوردي سوسيولوجي أم مؤرخ؟
- من يصنع الطاغية؟
- كيف كُتب التاريخ؟
- النفط والخليج في المنظور الأدبي
- المرأة في الخليج والحداثة
- انتكاسة الحداثة العربيّة
- الكونيّة وتشظي الهُويات
- المثقف النقديّ
- عقلانيّة التعليم كمضاد للتطرف والإرهاب
- نقد مفهوم الهُويّة الخليجيّة
- ماذا لو مكث عبد الرزّاق جورنه في زنجبار؟
- الخوف من الذكاء
- في العلاقة بين الثّقافة والدّيمقراطيّة
- تمييز ثقافي ضد المُلونين والنساء
- التقشّف ليس الإدخار
- الثّقافة كمضادٍ ل(السوبر ماركت)


المزيد.....




- -لا يفهم كيف تعمل-.. شاهد كيف علق بولتون على قرار ترامب تحري ...
- -مكر الليل والنهار-.. الداعية علي الجفري يثير تفاعلا بدعائه ...
- بعد -صدمة- أرقام الوظائف.. ترامب يطيح بمسؤولة رفيعة في وزارة ...
- البشر الأوائل كانوا نباتيين .. هل تصدق؟
- أزمة النزوح المتكرر وانعدام الخيام في غزة
- أنظمة المنزل الذكي.. تحت المجهر
- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - حسن مدن - أوقات غسان كنفاني