أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - عن أي أزمة نتحدث؟














المزيد.....

عن أي أزمة نتحدث؟


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 7106 - 2021 / 12 / 14 - 10:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


نقرأ في الصحف ونسمع في الإذاعات ومحطات التلفزة عن أزمات لا تحصى في عالم اليوم. فهناك حديث عن أزمة المناخ والبيئة، أزمة المجاعة، أزمة شحّ المياه، أزمة سباق التسلح النووي، أزمة العلاقات بين الدول، أو أزمات الدول منفردة حين يتصل الأمر بأوضاعها الداخلية، أكانت هذه الأزمات اقتصادية أو سياسية أو حتى صراعات قد تبلغ حدّ الحروب الأهلية، ويمكن لهذه القائمة أن تطول حتى نحسب أن لا نهاية لها.

لكن هل سبق أن فكّر أحدنا، نحن متلقي الأخبار وسامعيها، لا صانعوها، في المقصود بمفردة أو مفهوم الأزمة بحدّ ذاتها، أي ما الذي يجعلنا نعتبر وضعاً ما أو ظاهرة ما أزمة؟ وقد تسعفنا اللغة في إظهار الفرق بين ما يشكّل أزمة، وما هو دون ذلك أو أخطر منه، وفي هذا السياق ترد مفردات من نوع: مشكلة، كارثة..إلخ، ولكن اللغة وحدها، مجردة، لا تصنع مفهوماً بسياقات فكرية وسياسية، فتلك مهمة المشتغلين بالفكر بالدرجة الأولى أو من هم في مقامهم.

وهذا ما فعله عالم الاجتماع والفيلسوف الفرنسي إدغار موران المولود في عام 1921، أي قبل قرن بالضبط، حين تناول الأزمة كمفهوم، لن نقول إنه فلسفي بالضرورة، لكنه مفهوم بسياقات محددة، لها طابعها الاجتماعي – الثقافي – السياسي، والحضاري عامة، داعياً إلى توخي الحذر عند استخدام هذا المفهوم، كأنه يقول: علينا ألا نجعل من أي إشكال عابر أزمة، وبالعكس أيضاً فما يبدو في ظاهره أمراً بسيطاً أو طبيعياً قد يحمل في ثناياه طابع الأزمة، معطياً مثالاً على ذلك بانتقال أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من مجتمع ما قبل صناعي إلى مجتمع صناعي، حيث تفكك نظام قديم ونشأ مجتمع جديد.

يستوقفنا أيضاً حديث موران عن أزمة الحضارة، وهو أمر يعنينا في العالم العربي، حتى أن ندوات فكرية أقيمت في غير عاصمة عربية منذ القرن الماضي عن ما وصفه منظموها ب «أزمة الحضارة العربية»، لكن موران يتناول الأمر في سياقه الكوني، حيث يرى أن أزمة الحضارة تكمن في «أزمة الإنسانية التي لا تكتمل إنسانيتها»، وعلى خلاف من يرى أن العولمة ظاهرة جديدة، يرى موران أنها بدأت منذ قرون مع غزو الأمريكتين ثم غزو العالم على يد الغرب، وإن الجديد في الأمر هو بالضبط العولمة التقنية والاقتصادية المتسارعة الناجمة عن تعميم الاتصالات العالمية في كل المجالات.

الأزمة هذه تطال المجتمعات التقليدية التي تواجه تحدي التغريب وتطال الغرب نفسه، والسبب في ذلك يبدو لافتاً، هو أن «الغرب يقدّم إلى بقية الكوكب ما يشكّل مشكلة لديه».



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالكريم الكابلي
- الإغريق سبقوا جورج أورويل
- ما من مجتمع غير متجانس
- تصحير العالم
- أحمد فؤاد نجم في ذكرى رحيله
- مدافع الفكر بعيدة المدى
- تنميط العالم
- أي أوجاع يُورث المنفى
- الخصوصي والكوني
- فرانز فانون نازع القناع البيض
- أوقات غسان كنفاني
- هشاشة الثّقافة المدنيّة
- تهشّم صورة المثقف
- الجدران الغليظة
- يوم تخلينا عن ابن رشد
- علي الوردي سوسيولوجي أم مؤرخ؟
- من يصنع الطاغية؟
- كيف كُتب التاريخ؟
- النفط والخليج في المنظور الأدبي
- المرأة في الخليج والحداثة


المزيد.....




- قطر تعلن إيقاف الملاحة الجوية فوق أجوائها مؤقتا -بسبب الأوضا ...
- ناشطون على مواقع التواصل يستعرضون تنوّع الردّ الإيراني المحت ...
- -دول الخليج تدفع ثمن القنابل الأمريكية، انسحبوا قبل فوات الأ ...
- بوتين يُدين الهجمات الأمريكية على إيران: لا مبرر لها
- بعد الضربات الأمريكية على إيران... حرب مستمرة وتهديدات وتأهب ...
- آلاف الألمان على -قائمة الأزمات- - عمليات الإجلاء من إسرائيل ...
- ما وراء زيارة عراقجي -الجادة والمهمة- إلى موسكو هذا الوقت؟
- عاجل | وكالة فارس الإيرانية: دوي انفجار خارج مدينة الأهواز ج ...
- -خارطة طريق- تمويل المناخ تواجه تعثرا وسط غموض في مصادر التم ...
- قطر توقف حركة الملاحة الجوية مؤقتا


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - عن أي أزمة نتحدث؟