أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام














المزيد.....

وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 501 - 2003 / 5 / 28 - 01:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الشعب الفلسطيني سنديانة خضراء لا تجف غصونها ولا تذبل أغصانها ولا تسقط هامتها العالية،فهذه السنديانة التي تملك جذورا ضاربة عميقا في باطن الأرض الفلسطينية العربية الكنعانية،لا يمكن لها أن تزول بفعل غزاة عابرون في زمن السخط والضعف العربيين.هذا الشعب العظيم الذي لازال يكافح الغزوة الصهيونية الهمجية على أرضه الفلسطينية وضد أمته العربية،يستحق ما قاله أمير شعراءه محمود درويش في وقت سابق،حيث كتب عن الشعب الفلسطيني أجمل الشعر وأحلى الكلام ومنه هذه الأبيات:

"وأنا أنا أخضر عاماً
بعد عام فوق جذع السنديان"

وهذا الشعب لم يتبدل ،لازال هو هو يخضر عاما بعد عام فوق جذع السنديان وعلى أرضنا التي ترويها دماء الضحايا والشهداء،ويخضر الجذع الفلسطيني ويصبح أكثر اخضرارا من جذوع السنديان،بينما الآخر الذي يسلب الأرض ويسرق الماء ويهيمن على السماء،يتوغل في الجفاف واليباس والموت البطيء ..

هذا الشعب العظيم ،الذي يلد الشهداء ويرث الأرض وما عليها من انتماء،لازال يقدم الشهداء ويتقدم في الأرض عميقا ليلتقي هناك بالأصول مع جذوره الضاربة عميقا عميقا في أرض كنعان.

هناك في فلسطين الأمانة ينبث العشب الأخضر على قبور الشهداء وفوق أضرحتهم وعلى شواهد قبورهم التي تعلوها راية الاستشهاد والحداد على أمة ممزقة وعاجزة تقودها حكومات تشرع الهزيمة وتحدد أصول الانتماء للغضب حسب مزاج الغزاة.

تستمر المؤامرة وتتشعب تجاعيدها وتسلك الطرق بخرائط ودلائل وأحيانا بلا خرائط  وبلا دليل،سوى الدليل الأمريكي العليل. ورغم هذا  تستمر رحلة النضال والكفاح مجبولة بالتعب والعرق والدموع والدماء،لأجل وطن حر سعيد وبلا استيطان ومستوطنات ومستوطنين واحتلال. تستمر المقاومة بكل أشكالها من السياسة والكلمة والقصيدة والرأي والموقف والمقالة حتى البندقية والقنبلة والحجارة. لأنها المقاومة الشعبية التي لا تقبل بأنصاف الحلول،فكيف يقبل الشعب الفلسطيني بأنصاف الحلول بعد تجربة أرباع الحلول المريرة مع أوسلو ومشتقاتها وأخواتها من التجارب الخطيرة.هكذا هي المقاومة وما عدا ذلك ليس سوى هراء ونفاق واستسلام للواقع المضني وللعدو الأول،لأنه لا مفواضات بدون دعم ميداني ومقاوم ولا نتائج من المفاوضات بدون مركز قوة يدعم الذي يفاوض،فالمفاوض الفلسطيني لا يمكن له أن يتوفق أو يتفوق في مفاوضاته بدون دعم وإسناد المقاومة والانتفاضة.ما عدا ذلك سوف لن يكون سوى هراء وخداع ونفاق واستسلام وتسليم بالهزيمة واعتراف بأحقية اللصوص فيما سلبونا إياه وفيما نهبوه من بلادنا وأرضنا ومياهنا وماضينا وحاضرنا.

"وأنا أنا أخضر عاماً
بعد عام فوق جذع السنديان"

 وأنا مقسم على العودة ولا مناص من حقي في العودة والوفاء لشعبي وأمتي وبيتي وحقلي. ولم ولن أوكل أحد بالتحدث باسمي أو المفاوضة على حقي بعودة كاملة وتعويض كامل عن كل أنواع الضرر الذي لحق بي وبأهلي وأجدادي وآبائي وبأولادي وقد يلحق أيضا بأحفادي. هذا حق مقدس وكل من يتنازل عنه يدنس تلك القداسة ويعطي السارق واللص مشروعية وشهادة براءة عما سرقه وسلبه وأغتصبه. وأنا أنا ومثلي ملايين تلوك الحزن خبزا في مخيمات الشتات واللجوء ولا تقبل بمختبرات التجارب السياسية ولا بلاءات واتفاقات الشخصيات السياسية التي لا تستطيع التحدث نيابة عنها أو التخلي عن حقوق تلك الملايين المشردة داخل وخارج فلسطين المحتلة.

وأنا مصمم على العودة لأجل الطيور التي غابت عن أعشاشها في الجليل والخليل،ولأجل الذين لازالوا ينتظرون العودة إلى حبال غسيلهم ومقابر آبائهم وأجدادهم،حيث المقابر والمساجد في بلدات ومدن وقرى فلسطين،هناك حيث استبيحت الأرض وما عليها،وحيث حولت معظم المساجد الفلسطينية لأوكار دعارة وأعمال سرية بين المافيات وتجار المخدرات والعاهرات. فيكفي أن يزور المرء صفد ليرى مأذنة مسجدها في منتصف الطريق على شارع عام أقيم خصيصا كي يمر في قلب المسجد المذكور.والذي يزور طبريا يرى بأم عينيه ما حل بمسجدها البحري.هناك أيضا عشرات المساجد التي حولت لخمارات وملاهي ودور لهو أو لأمكنة لقضاء الحاجة للمتسكعين والصعاليك في المدن الفلسطينية التي صارت بقوة المذبحة تسمى مدنا إسرائيلية،على الرغم من أن قرار تقسيم فلسطين يعترف بها مدنا عربية فلسطينية لا علاقة لها باليهود واليهودية وإسرائيل والصهيونية.

وأنت أيتها الأرض العزيزة، تخضرين عاما بعد عام وكأنك خضراء وصلبة الجذر كالسنديان.. وأنت ايتها البلاد التي نحب ولانفرط بسنديانها وزيتونها وزهورها.

يا فلسطين التي تخضر عاما بعد عام،يا شعب فلسطين تكبر سنة بعد سنة،وتكبر التضحيات وتعظم البطولات.فجيل الانتفاضة يتقدم الشعب ليطلع من زمن الموت في ظل الاحتلال إلى الحياة في زمن الموت لأجل الحرية والحياة وطرد الغزاة.

 فيا فلسطين التي لا نعرف غيرها من البلاد وطنا !

ستجدين نفسك أكثر اخضرارا من أي نبتة أو شجرة ، ستجدين شعبك أكثر احمرارا من أي عطاء ودماء وتضحيات و شمس ، لأنك الوطن الذي يقبل بالشمس فوقه مشعة ذهبية ورمزا للحرية،ولأنك البلد الذي لا يرضى بأشباه الرجال ولا يقبل بالاحتلال.فكلما تقدم العمر وجدناك أكثر اخضرارا من السنديان وأكثر احمرارا وتوهجا من شمس الحرية الحمراء.

-  أوسلو



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على المشهد الفلسطيني العام
- الصمت على الجرائم مشاركة في الجريمة
- صحوة وصرخة الأهالي في عين الحلوة
- النرويج ليست أمريكا أو إسرائيل
- الرياضة والسياسة والعرب والإسرائيليين
- العربي نضال حمد فلسطيني عراقي
- عين الحلوة بين تزمت الإسلاميين وعنجهية الفتحاويين
- الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة
- الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم
- عجائب وغرائب لكنها حقائق إسرائيلية
- زيارة باول المشروخة
- دولهم ودولنا..
- يوم النكبة الفلسطينية
- صرخة باردو العنصري
- طرد جماعات السلام جزء من عملية اغتيال السلام
- يزول الإرهاب بزوال أسبابه
- لغة قطر العجيبة والغريبة
- خارطة الطريق بلا طرق
- شواكيش عراقية وعربية
- الغريب والعجيب في زمن بوش الحبيب


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - وأنا أنا أخضر عاماً بعد عام