أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة















المزيد.....

الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 493 - 2003 / 5 / 20 - 05:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


http://home.chello.no/~hnidalm

 

يعتبر مخيم عين الحلوة من أكبر المخيمات الفلسطينية في الشتات وكذلك أكبر مخيم فلسطيني في لبنان.ويعود تاريخ تأسيسه لبدايات اللجوء الفلسطيني في لبنان بعد نكبة 1948 وضياع فلسطين. ويعتبر هذا المخيم بمثابة القلعة الفلسطينية الأقوى في مخيمات لبنان،حيث توجد فيه تجمعات ومراكز قوى قوية للتنظيمات الفلسطينية وبالذات لحركة فتح بزعامة ياسر عرفات وكذلك للقوى الإسلامية وبالأخص لعصبة الأنصار، التي أسسها الشيخ هشام الشريدي، الذي اغتيل بدوره خريف 1991 برصاص مجموعة مسلحة من حركة فتح وبالذات من جماعتي سلطان أبو العينين وأمين كايد اللذان أتهما بالوقوف وراء عملية الاغتيال. ومنذ ذلك الوقت تولى إمارة عصبة الأنصار عبد الكريم السعدي الملقب بأبي محجن ،المطلوب بدوره للدولة اللبنانية على خلفية اتهامه بالقيام وعصبة الأنصار بعمليات استهدفت الأمن القومي اللبناني. لكن زعيم عصبة الأنصار توارى منذ ذلك الحين عن الأنظار ومازال مكان وجوده مجهولا. فيما اعتبرت العصبة وفق التصنيف الأمريكي من المنظمات الإرهابية العالمية واحتلت مرتبة متقدمة في قائمة تلك الجماعات.تعتبر العصبة من أقوى الجماعات الفلسطينية ذات التأثير والوجود في مخيم عين الحلوة بالذات. وقد خاضت صراعات مريرة مع حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أسفرت عن مصرع ومقتل العشرات في المخيم المذكور. وقد كان لبعض رموز فتح ادورا شخصية فعالة في تأجيج الصراع وتفعيل نهج الاغتيالات المتبادلة بين الإسلاميين والفتحاويين في لبنان. وقد ازدادت سطوة و ثقة أحدهم وهو العميد سلطان أبو العينين بنفسه يوم عينه الرئيس الفلسطيني مسئولا عن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان،ثم حولت السلطة الفلسطينية قضيته مع المحاكم اللبنانية لقضية سياسية مع أنها ليست كذلك وهي قضية جنائية بكل معنى الكلمة،رغم تشابك الجنائي فيها مع السياسي. وأصبح أبو العينين الحاكم الفعلي لفصائل المنظمة التي منها من يعتاش على فتاته من الدولارات وميزانية المنظمة التي يقسمها الأخيرعلى هواه ومثلما يريد وعلى الذين يريدهم. كما أنه يقوم بالإمساك بموازين القوى داخل حركة فتح التي تعتبر بمثابة مجموعة من الأجهزة التي تقاد من قبل مجموعة من الأشخاص كان للصدفة وحدها عاملا حاسما في توليهم المسئوليات الهامة في حركة فتح إقليم لبنان،وبالرغم من أن هناك منهم من لا يعرف أبجدية القراءة والكتابة ومنطق الحديث ولا يفرق بين السياسة والنجاسة و التياسة. كما أن 99% من هؤلاء يتلقى الدعم والميزانية والرواتب من أبو العينين الذي يمسك بالمال ومن خلاله يمسك بالمبايعة وبالقرار. لقد وجدت أنه من الضروري إلقاء نظرة سريعة على عوالم فتح في لبنان عامة وفي عين الحلوة خاصة،لأنها عوالم تتحكم فيها شريعة الغاب والمال.

أما فيما يخص عصبة الأنصار فقد شهدت انشقاقا قاده عبد الله الشريدي نجل الشيخ هشام الشريدي مؤسس الحركة وزعيمها الروحي،وشكل الشريدي الابن عصبة النور التي اعتبرت أكثر تطرفا من عصبة الأنصار،لكن بقيت العلاقات بين الطرفين جيدة ولم تشهد توترا أو نزاعات مسلحة،رغم بعض أعمال زعيم عصبة النور التي شكلت إحراجا لأصدقائه وحلفاءه من الجماعات الإسلامية الأخرى. وقد حدثت مناوشات مسلحة وعمليات اغتيال أتهم عبد لله الشريدي بالوقوف وراءها والمسئولية عنها، ومن تلك الاتهامات مقتل ومصرع عدد من عناصر وقادة فتح في لبنان،كان أهمهم العميد أمين كايد،الذي بدوره كان متهما باغتيال الشيخ هشام الشريدي والد عبد لله الشريدي. ويعتبر الشريدي من المطلوبين الأساسيين للدولة اللبنانية على خلفية تلك القضايا وغيرها من الاتهامات.

 لقد شهد عين الحلوة اشتباكات محدودة واستنفارات كثيرة خلال الفترة الماضية،لكنها انتهت من غير أن تتطور لمعارك بين الجانبين. وقد بقيت الجماعات الإسلامية في عين الحلوة تعاني من عدم الانسجام والتفاهم فيما بينها حتى يوم أمس عندما قامت مجموعة مسلحة من حركة فتح تابعة مباشرة للعميد سلطان أبو العينين بمحاولة اغتيال عبد الله الشريدي بعد عودته من تشييع احد أقربائه وهو إبراهيم الشريدي الذي اغتيل أول أمس في حادثة غامضة. وقد اتهم البعض عصبة النور بالوقوف وراء اغتيال إبراهيم الشريدي،لكن هذه التهم ليست سوى افتراءات لأن القتيل هو من أقرباء زعيم العصبة عبد الله الشريدي. ومن الممكن أن تكون عملية اغتيال إبراهيم الشريدي تمت من قبل نفس المجموعة التي هاجمت عبدالله الشريدي أثناء عودته من تشييع قريبه. على اعتبار أن الوصول لعبد الله صعب في حي الصفصاف الذي يعتبر قلعة حصينة للجماعات الإسلامية في المخيم. لكن لن يكون الأمر كذلك حال عودته من جنازة قريبه،وهكذا تمت عملية تصفية ابراهيم الشريدي أول أمس لتكون جنازته مصيدة لعبد الله الشريدي ومن معه من عصبة النور. لكن عملية اغتيال عبد الله الشريدي التي تشبه لحد كبير عملية اغتيال والده قبل سنوات،مع فارق أن الأولى جرت في الليل ولم تكن عند حاجز تابع لحركة فتح،لكن في قلب حي الصفصاف وبالقرب من منزل الشيخ المغدور. إما العملية الثانية جرت في وضح النهار وعلى حاجز عسكري تابع لحركة فتح وأثناء تشييع جنازة وبأعداد كبيرة من المسلحين الذي قاموا بإطلاق النار على كل شيء كان يتحرك وعلى كل الذين كانوا في السيارة التي أقلت الشريدي،مما تسبب في مصرع عمه يحيى الشريدي وكذلك فؤاد جبر أحد العجزة الفلسطينيين الذي أراد الشريدي مساعدته للعودة إلى بيته لأنه عاجز ويسير بواسطة عكازان،كما أصيب بجراح عمه فخري الشريدي وشقيق زوجته وسام وبعض المارة والأشخاص الذين كانوا عائدين من الجنازة المذكورة،لكن عبد لله الشريدي لم يقتل بل أصيب بجراح وصفت بالخطيرة، أدت لأصابته في كليته بالإضافة لرصاصات عدة في الكتف. وقال شهود عيان أن المسلحين الذين قاموا بالعملية بدون استعمال حتى أقنعة ومن خلال وقوفهم على حاجز فتح في المخيم،كانوا يطلقون الرصاص بلا تفريق. وقالت مصادر في المخيم أن جماعة مسلحة من فتح هاجمت مشفى النداء الذي كان يرقد فيه عبد الله الشريدي وجرى تبادل لإطلاق النيران بين مجموعة فتح المهاجمة وحراس الأخير التابعين لعصبتي النور والأنصار. وبعد تلك الحادثة  قام أنصار الشريدي بنقله إلى مكان مجهول في المخيم لضمان حياته وحمايته،إذ لا يمكن نقله إلى أي مستشفى آخر خارج المخيم لأنه مطلوب للشرطة اللبنانية.

المحزن والمخجل والمؤسف في هذه العملية أن يخرج مسئول منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان العميد سلطان أبو العينين ليقول لوكالات الأنباء أن حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية اتخذتا القرار باغتيال عبد الشريدي. كيف تستطيع المنظمة وهي بالمناسبة غير موجودة سوى أسميا، ولا مكان لها منذ غيبتها القيادة الفلسطينية بفعل سلام الشجعان،أن تقبل عبر فصائلها الوطنية والأخرى التي تسمي نفسها تقدمية هكذا حلول وهكذا قرارات تشرع الاغتيال وسفك الدماء الفلسطينية البريئة؟ ببساطة نقول إن عملية الاغتيال تمت بقرار خاص من أبو العينين ومن حركة فتح التي تريد شطب الشريدي لأنه أصبح يشكل عبءً لا يطاق على كاهل الحركة في عين الحلوة. لكن كيف يقبل هؤلاء بقتل وجرح هذا العد الكبير من الناس من أجل عبد لله الشريدي؟ وهل حياة الناس أصبحت رهينة بمزاج بعض الأوباش والقتلة الذين يتلقون ثمن عملياتهم البشعة؟ ثم العملية فشلت في قتل زعيم عصبة النور ومساعده الرئيسي،لكنها بنفس الوقت أودت بحياة معوق وعجوز فلسطيني عاجز وبحياة آخر بريء لا دخل له بكل تلك الصراعات وتسببت بجرح أبرياء آخرين. كما أنها لم تسفر  سوى عن توتر الأوضاع إلى أقصى الحدود في المخيم الذي يشهد بدوره حالة غليان وأستنفار لم يسبق لهما مثيل منذ فترة طويلة. وسوف لن تتضح الخطوات التالية التي ستتبع عملية الاغتيال سوى بعد أن يتم يوم الاثنين (19-05-2003) تشييع ضحايا العملية المذكورة.

من المحتمل أن يشارك جمهور كبير من أبناء الصفصاف والمخيم للتعبير عن احتجاجهم على تلك الجريمة النكراء وعلى عنجهية أبو العينين الذي تباهى وتفاخر في تبنيه العملية المذكورة،على الرغم من أنها حصدت حياة أبرياء ولم تنجح في قتل عبد لله الشريدي. كان الأفضل لأبي العينين أن يلتزم الصمت لا أن يتبجح بأن المنظمة اتخذت قرارا باغتيال الشريدي،لأن مجرد التبجح والاعتراف والإعلان يعني أنه يريد تحويل القضية من حساباته الشخصية إلى مسئوليات منظمة التحرير الفلسطينية. وهذا بحد ذاته عمل غير مسئول وجريمة أخرى تضاف لجريمة قتل الأبرياء في العملية المذكورة. وعلى قيادة المنظمة سحب الشرعية عن القتلة وتسليمهم للعدالة،حتى لا تتحول المنظمة في لبنان إلى مافيا وعصابة إجرام مسلحة.  لحسن الحظ أن الحادثة لم تسجل ضد مجهول، فالجاني اعترف بلسانه عن مسئوليته عن العملية وعن أنه نفذها عن سابق إصرار،ورغم علمه بأن لها انعكاسات خطيرة قد تهدد النسيج المخيمي والوحدة الوطنية الفلسطينية والأمن العام في المخيم وجواره وفي المخيمات الفلسطينية في لبنان بشكل عام وقد تزيد العلاقة الفلسطينية اللبنانية تعقيدا،خاصة أن كل من أبو العينين والشريدي مطلوبان للدولة اللبنانية



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الفلسطينية تدخل النفق المظلم
- عجائب وغرائب لكنها حقائق إسرائيلية
- زيارة باول المشروخة
- دولهم ودولنا..
- يوم النكبة الفلسطينية
- صرخة باردو العنصري
- طرد جماعات السلام جزء من عملية اغتيال السلام
- يزول الإرهاب بزوال أسبابه
- لغة قطر العجيبة والغريبة
- خارطة الطريق بلا طرق
- شواكيش عراقية وعربية
- الغريب والعجيب في زمن بوش الحبيب
- من أخبار الدنيا الأخرى
- الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي
- بين السلام و شالوم يقف شارون
- لا عجائب ولا غرائب
- من المسئول عن السلب والنهب في العراق؟
- حزب متسناع أصبح بلا ذراع
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟


المزيد.....




- منظمة المطبخ المركزي العالمي تستأنف عملها في غزة بعد مقتل سب ...
- استمرار الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية ...
- بلينكن ناقش محادثات السلام مع زعيمي أرمينيا وأذربيجان
- الجيش الأميركي -يشتبك- مع 5 طائرات مسيرة فوق البحر الأحمر
- ضرب الأميركيات ودعم الإيرانيات.. بايدن في نسختين وظهور نبوءة ...
- وفد من حماس إلى القاهرة وترقب لنتائج المحادثات بشأن صفقة الت ...
- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - الصراع الإسلامي الفتحاوي في مخيم عين الحلوة