* خاص بالحوار المتمدن
http://home.chello.no/~hnidalm
من المسئول عما حل بالعراق من خراب ودمار وسلب ونهب؟
سؤال لازال يتردد في دنيا البنين والبنات، ودنيا المال والأعمال،وفي دنيا الحرب والسلام،ودنيا الشرق والغرب ودنيا السلب والنهب،ودنيا الحرق والهدم ودنيانا كلنا في الشارعين العربي والغربي.
من سيعيد العراق إلى طبيعته؟
من سينشر الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة بين أهل العراق الذي سلبته استقلاله يد العدالة الأمريكية المشوهة والملطخة بدماء البشر من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب.
أمريكا وحدها تعتبر المسئول عن سرقة آثار العراق الوثائق التاريخية وكل شيء نهب وسلب من البلد بعدما سلمت بغداد وباقي المدن العراقية تسليما معيبا وبالتقسيط المريح. ثم بعد أن أصبحت العاصمة العراقية والمدن الأخرى تحت السيطرة الأمريكية الكاملة جرت أعمال سطو ونهب وسلب وحرق وتدمير وإتلاف وسرقة لم تسلم منها حتى الجامعات والمتاحف والمعاهد والمدارس والمستشفيات والمعارض والمكتبات التاريخية والأخرى الحديثة،لقد جاء الأمريكان وتقدمت معهم جموع الوحوش الآدمية من أعداء الأرض والإنسان والحضارة والتاريخ والتراث والدين والدنيا والعلم والنور والأيمان والله.
هؤلاء الأوباش الذين استولوا على كل شيء وأحرقوا وأتلفوا الأشياء الأخرى وأهمها المتاحف الأثرية التي تضم حضارات آلاف السنين. فقد تمت إبادة وتصفية التاريخ الإنساني وبالذات الذي يرمز للعراق وبلاد الرافدين منذ أن وطأ سيدنا آدم جنة عدن ومرورا بسيدنا إبراهيم ومن ثم الحضارات العديدة والمنوعة التي تتالت على أرض العراق،هل كانوا ينتقمون من نبوخذ النصر وسنحاريب والمنصور وهارون الرشيد والأئمة البررة والصالحين وأول المبشرين بالجنة،وهل كانوا يريدون الانتقام من ذو الفقار الذي لو كان صاحبه موجودا لكان أول من قاتلهم دفاعا عن العراق وأهل العراق ؟؟؟
نعم كانوا ينتقمون من العراق بحرق وسلب ونهب تاريخه، هم سلبوا ونهبوا وحرقوا ودمروا والآخرين صفقوا وطربوا وهللوا وبرروا.هؤلاء الذين يبررون لأمريكا كل شيء عما قريب سيفقدون كل شيء. سوف يفقدوا مبرر وجودهم وانتماءهم ودواعي الكتابة بأسماء عربية وعراقية،لأن التاريخ لا يرحم من يصفق للأيدي التي تغتاله الآن في العراق. فالذي يصفق لبوش هو كمن يصفق للمقصلة وكمن يودع السفاح ويستقبل بالأحضان دراكولا ويفتح بيته ومكتبته وقلبه لهولاكو. إنها نهاية حقبة في التاريخ العراقي الحديث، لكنها أيضا نهاية مؤلمة لكل ما تم تدميره في العراق من الناس والحجر والذكريات والوجود والقيم والآثار والكرامة والشهامة ومسلكية الفرد والحزب والجماعة والعشيرة والقبيلة والإمارة.
كيف يصفق بعض الناس للجنود الذين مقابل تخليصهم من براثن الحكم البعثي الظالم،قاموا بقتلهم أفرادا وجماعات، نساء ورجال أطفالا ومشايخ، كيف يصفق هؤلاء للذين دمروا البلاد لكي يجيئوا بحريتهم للعباد؟؟
إنه فعلا زمن التصفيق للصوص أو التقاء اللصوص باللصوص في بلد نهبه اللصوص ويتاجر به التيوس.
وهو أيضا زمان التعري من كل شيء فاللعب على المكشوف وبيع الوطن وشراء الخيانة بالمفضوح وبلا ساتر أو سواتر وبلا غطاء أو خمار أو خجل، فيا ساتر أستر أمتي من هذه الظلمات ومن تلك البيعات التي يقودها أكثر من مسيلمة واحد وأكثر من مسيلمة كذاب. واستر أمتي من عذاب الحياة وعذاب الموت، ومن عذاب الضمير وعذاب القلب، فلا راحة للإنسان يوم يكتشف أنه كان جبان أو باع ذمته لأجل حصة مما نهب في أرض الله والإنسان،ولا نسيان لأن الذكرى ناقوس سيبقى يدق ويدق حتى ينفجر البركان.
هل ستتم معاقبة ومحاسبة الجنود الأمريكيين الأربعة الذين سرقوا مليون دولار أمريكي من بنك عراقي في بغداد؟
هل سيحاسب الجنود الأمريكيين الذين سرقوا الوثائق الأثرية والتاريخية العراقية من الوزارات والمتاحف ومن اللصوص في بغداد؟
لصوص يسرقون وطنهم ولصوص آخرين يسرقون من الذين سرقوا وطنهم الوطن والمسروقات،فيا عار الحياة في هكذا عراق، ويا عار البنادق والرجال الذين يقبلون ببقاء الاحتلال بقاء العار كصخرة على ظهر الإنسان وشرفه المثقل بعاهات القبول بوجوده كما هو،لأن للاحتلال تسمية واحدة ولا يمكن تسميته بغير اسمه الحقيقي المعروف.
من سيحاسب الذين دمروا المتاحف والأمكنة الأثرية في تكريت وبغداد والمناطق الأخرى عبر قصفها بالطائرات والصواريخ الموجهة بذكاء الأغبياء في حاملات الطائرات والبوارج الأمريكية.
من سيحاسب جورج وتوني بلير على جرائمهما في العراق؟؟
إن الذي يريد محاسبة صدام حسين ونظامه الظالم عليه أيضا محاسبة الذين استباحوا دماء الناس وحياتهم وممتلكاتهم في العراق،دونما أي شعور بالمسئولية عما سيحل بالمدنيين. يوم يوافق العالم على محاكمة كل مرتكبي الأجرام بحق المدنيين في العالم ومنهم أرييل شارون ،الجنرال البلدوزر الذي ارتكب سلسلة من المذابح والمجازر بحق المدنيين الفلسطينيين والعرب منذ 1948 وحتى هذه الأيام،حيث كانت آخر مذابحه في حي الشجاعية في قطاع غزة. وهذا المجرم بالمناسبة استقبله بوش في البيت الأبيض ووصفه برجل السلام وصديق الولايات المتحدة. طبعا لأن الطيور على أشكلها تقع والمجرم يستقبل المجرم في بيته ويصفه برجل السلام حتى يعود الآخر بنفس الوصف على نفس نوعية المجرم. وللأجرام وجوه منوعة لكن وجه شارون لا يمكن تبيضه بأي بياض لأنه أسود ويداه ملطخة بالدماء الحمراء وبوش الصغير تعلم منه واستفاد فقام بتجاربه الحديثة في العراق،ليصبح الشعب العراقي ضحية لنهجين مجرمين تسببا في دمار العراق.يوم يحاسب العالم هؤلاء يحق له محاسبة غيرهم من الظالمين والمجرمين.وعندها يصبح الكيل بمكيال واحد لا باثنين واحد لمعارضي أمريكا وآخر لأمريكا ومن معها.
يجب على العالم وضع حد لغطرسة أمريكا،كيف ؟ لا نعلم ذلك لكن العالم مجتمعا يستطيع وقف التهور والتدهور والخلل القائم في ميزان التعامل مع الدول والأنظمة والشعوب. فكيف يحق لأمريكا ما لا يحق لغيرها؟ وكيف تجبر أمريكا العالم على غض النظر عن الجرائم والويلات التي تحصل وحصلت في العراق؟
اليوم الأربعاء السابع من شهر مايو أيار الحالي أكدت معلومات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية،أن الجيش الأمريكي (الذي يحتل العراق) قام بتمشيط مبنى المخابرات العراقي والسبب هو البحث عن نسخة قديمة ونفيسة من كتاب التلمود،تعود إلى القرن السابع،لكنهم لم يعثروا عليها بل عثروا على نسخة لكتاب تلمود توراتي يعود أصله إلى فيلنا(ما مصير هذا الكتاب؟ لا احد يعلم، والجواب عند الأمريكان..). وكانت الصحافة الأمريكية في السابق ذكرت أن صحافيين أمريكان كانوا يرافقون القوات الغازية سرقوا مقتنيات وآثار وتحف ووثائق عراقية أحضروها معهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك فعل بعض الجنود والضباط من الجيش الأمريكي. لكن القصة ليست مقتصرة على هؤلاء لأن كل الآثار والوثائق والمخطوطات والكتب النفيسة والثمينة سرقت أو أحرقت أو نهبت وكان ذلك كله يتم بموافقة وعلم ومعرفة الغزاة وبدون أي تدخل من جانبهم لمنع ما يحصل وكأنهم متفقون مع الذين يسرقون على تقاسم الغنائم.ونفس الأمريكان تركوا الناس تنهب وتسلب حتى الأماكن التي كانت تضم مختبرات أو معامل ومراكز لتصنيع أسلحة الدمار الشامل. وها هي الآن تبرز نتائج تلك المصائب عبر أنتشار الأمراض والوباء مثل الكوليرا في البصرة.
نعتقد أنه يجب تشكيل محكمة عالمية تقوم بمحاكمة الرئيس الأمريكي وأركان أدارته وجيشه والذين برروا لهم الحرب بلا إجماع أو قرار دولي من الأمم المتحدة. وكذلك على خلفية سرقة ونهب وسلب العراق، أو السماح بكل تلك الأشياء في بلد هم غزوه واحتلوه وكانوا ولازالوا السبب في كل ما حدث له منذ بداية الحرب الأمريكية على العراق وحتى يومنا هذا. فهل سيأتي يوم الحساب؟ هذا صعب لكنه ليس بالمستحيل..