أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حزب متسناع أصبح بلا ذراع















المزيد.....

حزب متسناع أصبح بلا ذراع


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 482 - 2003 / 5 / 9 - 04:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


http://home.chello.no/~hnidalm

 

قبل أن تحل ذكرى قيامة إسرائيل في الخامس عشر من الشهر الحالي، وهي أيضا ذكرى نكبة شعب فلسطين وبداية التشرد للملايين من أبناء الأرض التي صارت كما كلنا نعلم أرض تحمل اسم إسرائيل. قبل هذه الذكرى بأيام قليلة أعلن عمران متسناع استقالته من رئاسة حزب العمل احتجاجا على معاملته داخل الحزب من قبل القوى التي كانت ولازالت منذ البداية لا تريد لهذا الجنرال القادم من بلدية حيفا حيث المدينة المختلطة السكان بين العرب واليهود،أن يرتقي كرسي الرئاسة ولأن يحمل مفتاح باب القيادة في حزب صهيوني تاريخي قامت دولة إسرائيل تقريبا على أكتافه. جاء في بيان أو إعلان استقالة متسناع مساء يوم الرابع من أيار مايو الحالي أنه أتخذ قراره هذا بعدما ضاق ذرعا من المتآمرين عليه ومن قيادة الحزب التي كانت تحيك المؤامرات ضده. كما وأتهم متسناع تلك الجهات بأنها مازالت لم تقتنع بعد بانتخابه لرئاسة الحزب،مما يضطره كل صباح لمنافستهم من جديد على رئاسة الحزب. ووجه كذلك اتهاماته الشديدة اللهجة لهؤلاء القياديين،محملا إياهم مسئولية تدهور الحزب وذلك بسبب نهجهم الانتحاري. ومعروف أن متسناع  فاز على منافسه وزير دفاع حكومة شارون السابق" وشريكه في مجازر جنين ونابلس وحملة السور الواقي" بن اليعازر في الانتخابات التي جرت العام الماضي. وكان متسناع يعتبر ممثلا للاتجاه المسالم في حزب العمل بعدما أصبح الحزب في حكومات الوحدة الوطنية على يمين شارون. وكان هناك ما يشبه السباق على قمع الفلسطينيين وقتلهم بين شارون وبن اليعازر، حتى أن بيرس الحائز على جائزة نوبل للسلام أطلق عدة تصريحات كانت أكثر عدوانية اتجاه  الفلسطينيين من تصريحات شارون العدوانية والعنصرية. وبالطبع فأن النهج السياسي الانتحاري الذي ألتزمته قيادة العمل طيلة فترة الانتفاضة الحالية،جعلها تحصد في الانتخابات خيبة أمل كبيرة وجعل المجتمع الإسرائيلي يتجه بكثافة نحو اليمين والوسط فخسر العمل وخسر معسكر اليسار وخسرت الدول والأحزاب والجهات التي كانت تعول على وعي الشارع الإسرائيلي وخياراته السياسية واتجاهاته السلمية. فخسارة العمل وميريتس اعتبرت نهاية عهد اليسار وبداية عودة اليمين إلى الساحة بقوة،وصعود اليمين المتطرف الإسرائيلي بقيادة شارون الممثل الوفي لتلك الأصوات اليمينية التي لا ترى أي أمكانية للسلام مع الفلسطينيين والعرب. وأكثر ما يمكنهم فعله للسلام هو طرد الفلسطينيين إلى الأردن وقتل عرفات بعدما عجزوا عن تحقيق أي شيء يكسرهم أو يغير من نظرتهم لحقوقهم الوطنية المشروعة.

في ظل هكذا تفكير سيطر ولازال يهيمن على الشارع الإسرائيلي المكتوي بنار العمليات الفلسطينية في المدن والشوارع والمقاهي والباصات الإسرائيلية، ومع خسائر اقتصادية و مادية هائلة ألحقتها الانتفاضة بالدولة الإسرائيلية،وفي ظل غياب أفق أو بوادر حل سياسي أو حتى عسكري لمشكلة الانتفاضة الفلسطينية ومتطلباتها،هذا بعدما فشلت كافة الحملات والمحاولات العسكرية والسياسية في قهر الفلسطينيين وتطويعهم أو تركيعهم، مع إصرار إسرائيلي على عدم قبول أي حل سياسي يعطي الفلسطينيين حقوقهم. جاء متسناع ليصبح رئيسا لحزب العمل وليقف في مواجهة الصقور والعتاريس في قيادة الحزب. لكنه لم يستطع التحمل أكثر مما تحمل خاصة أن حزب العمل لم يعد حزبا يساريا كباقي الأحزاب اليسارية في العالم، وهو بالأصل لم يكن سوى حزب يساري على الطريقة الإسرائيلية،لأنه كان ينفذ سياسة يمينية مع الفلسطينيين وأخرى يسارية مع الإسرائيليين،ويوم اشتدت الشدائد وجد نفسه خارج إطار اليسار وفي وسط اليمين وبلا جماهير بما فيه الكفاية لا من اليسار ولا من اليمين،فسقط الحزب وسقطت الحمائم وأحتل الصقور صدارة الواجهة في الحزب المكسور.

استقالة عمران متسناع تعني فتح أبواب جديدة على مصراعيها في بيت حزب العمل المؤلف من غرف عديدة، وقد تؤدي هذه الاستقالة إلى خروج متسناع نفسه وبعض مؤيديه من الحزب كما كان فعل مؤخرا يوسي بيلين وأتباعه،حيث انضموا لميرتس وأسسوا معا حزبا جديدا،يعتبر من أحزاب اليسار ومعسكر السلام. وغذا صحت هذه التوقعات وحصلت انقسامات أخرى في الحزب فأن هذا سيعني أن الحزب القديم سوف يذوب ويتحول لحزب عمل جديد ينتقل من اليسار إلى الوسط أو اليمين وبهذا يكون معسكر العداء للسلام كسب مؤيدين جدد في إسرائيل الجديدة، إسرائيل شارون واليمين والتطرف والعنصرية.

بالنسبة للفلسطينيين لا نعتقد أن استقالة متسناع سوف تؤثر عليهم بأي شيء، لأن دور حزب العمل كحزب شريك في عملية السلام انتهى عمليا منذ أن أختار الحزب التحالف مع شارون سياسيا وعسكريا ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة،مما أسفر عن سقوط العمل وصعود الليكود. هذا بالإضافة إلى أن الحياة السياسية في إسرائيل لم تعد تخضع لتقاليد المنافسة بين الحزبين الكبيرين الليكود والعمل. فالعمل في أجازة طويلة أو أصبح كمن يبحث عن التقاعد في مؤسسة الضمان الاجتماعي الإسرائيلية.

إن استقالة متسناع وقوله " يخجلني كون غالبية القياديين في الحزب انشغلوا منذ انتخابي في الصراع ضدي أكثر من كفاحهم من اجل السلام والعدالة الاجتماعية،ولذلك سأستقيل لأنني أرفض أن أكون مجرد منظر داخل الحزب".  يجب على متسناع أن يعلم بأن هذه النهاية ليست نهاية المطاف له كشخص أو كرجل سياسة لكنها قد تكون بداية النهاية وأفول نجم حزب العمل الذي ارتبط تاريخ قيامة ووجود إسرائيل بتاريخه ووجوده وقيامته.

مع قرب ذكرى قيام إسرائيل ونكبة الفلسطينيين في الخامس عشر من أيار الحالي سوف تدخل إسرائيل عصر حزبي جديد  وعصر إسرائيلي أيضا جديد، يصوت فيه أعضاء الحزب ضد مسئوليهم ومؤسسات الحزب ضد رئيسها والشعب ضد مصلحته الوطنية والمصيرية. أما حزب العمل فأصبح أشبه بالإنسان المكسور الجناح، وحزب العمل بلا متسناع سيصبح كالحمامة الصورية أو الصقرية التي فقدت الذراع. ويرحل متسناع ويأتي غيره على راس حزب انتهى دوره لكن لا القضية الفلسطينية ترحل ولا الانتفاضة تخمد ولا المفاوضات تنتهي ولا المبادرات السلمية تنتفي، النار تبقى مشتعلة والصراع يبقى قائما ومستمرا لكن الحل يبقى رهينة العقل والحمائم الحقيقيين لا الصوريين والذين في دواخلهم وبين أضلعهم يحملون قلوب الصقور.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟
- يوم الصحافة العالمي
- سارس صيني وفيروس عراقو- أمريكي
- شريعة الغاب في زمن الإرهاب
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟
- عجائب وغرائب نظام صدام
- شعب فلسطين مطالب بحسم الخلاف بين المهندس والختيار
- أين هي الحقيقة ؟
- يوم سمير القنطار،يوم الأسرى العرب..
- في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء
- أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - حزب متسناع أصبح بلا ذراع