أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية














المزيد.....

خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 476 - 2003 / 5 / 3 - 05:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

هل كان يحلم أبو مازن بهكذا بداية؟

هل كان شارون يبيتها لأبي مازن وحكومته الجديدة؟

وهل كان أحد منا يتوقع غير هذه الوسائل الشارونية لفرض الحلول التصفوية؟

لا أبو مازن كان يحلم ولا هو كان على علم مسبق بما يخبأه شارون من هدايا لحكومته التي طالبها شارون بتقديم الهدايا من قبل أن تأخذ الشرعية من المجلس التشريعي الذي صوت لصالحها بأكثرية 51 عضوا معظمهم من نفس اللون  السياسي ومن نفس التابعية الحركية. لكن الوعي السياسي والحدس الأمني عند أي مسئول خاض تجارب عديدة مع إسرائيل يفرض عليه أن يكون في موقع المتوقع.فشارون أثبت خلال التجارب أنه ماكر وغادر وأنه لا يرحم حتى الذين لا يرحمون شعبهم أو أخوتهم أو حتى رفاق مسيرتهم لأجل أرضاء طموحهم الشخصي الذي جعل شعب فلسطين بأكمله حقلا لتجاربهم الشخصية والحركية.

لقد وجد هناك في المجلس التشريعي من عارض تلك الحكومة وصوت ضدها حتى من نفس جماعة الطيف السياسي الواحد.وإذا ما استثنينا بعض وزراء فتح في الحكومة العباسية وهم أكثرية فأنها تكون حكومة فتح زائد الفصائل أو شبه التنظيمات التي تتبع عمليا سياسة السلطة الفلسطينية كما جماعة عبد ربه وسمير غوشة وحزب الشعب "الشيوعي سابقا" والمشتقات الفصائلية الأخرى، ومعظمها غير ذات وزن سياسي كبير في الساحة الفلسطينية. هذا بالإضافة لعدد من الوزراء المستقلين مثل سليم فياض وغيره من الذين يعتبرون جددا على عالم السياسة الفلسطينية لكنهم أخصائيون في مجال عملهم،مثلا وزير المالية فياض وهو من القلائل الذين لا غبار عليهم وكفهم أبيض،يعتبر حالة فريدة في بحر العمل السياسي الفلسطيني. نتمنى له الصمود والمثابرة واثبات نزاهته و أن يكون عمله أيضا بالأبيض والأسود وبدون اللون الرمادي، وهذا نتمناه لكل الوزراء الجدد مع علمنا المسبق بأن هناك من هم ليسوا أهلا لذلك والتجارب السابقة في المنظمة والسلطة أثبتت ذلك. ولأن هذه الحكومة كانت أخذت بتشكيلتها الجديدة أبعادا تخطت فلسطين ورئيسها ومنظمتها التي تعتبر الكيان الشرعي للبيت الفلسطيني وفرضت على الشعب الفلسطيني وقيادته بالإكراه، وأستطاع أبو مازن أن يفرض العقيد محمد دحلان وزيرا مع أن الأخير كان من الذين وجب طي صفحتهم ووضعهم في المنزل بعدما ظهرت بطولتهم وتفانيهم في خدمة القضية الوطنية أمنيا وسياسيا من خلال التصريحات العنترية والأعمال الأمنية التي لم ترتق لأكثر من التنسيق مع الاحتلال والأمريكان وجباية المال على الحواجز والمعابر واعتقال وتسليم المناضلين الفلسطينيين لسلطات الاحتلال.هذا من ناحية رجال الأمن وقادة المصادفة في السلطة، أما قادة المصادفة في المنظمة سابقا وفي السلطة حاليا فهؤلاء يجب أن يريحوا الشعب الفلسطيني من خدماتهم التي عادت على هذا الشعب بالكوارث والمآسي والأنكسارات...

في ظل هكذا تركيبة حكومية بائسة وشعارات سياسية أكثر بؤسا عبر عنها إصرار رئيس الوزراء الجديد على توجيه رسائل التهديد والوعيد والترغيب والترهيب للمقاومة الفلسطينية وأجنحتها المسلحة، قام شارون بإرسال جيشه إلى الخليل و رفح  ومدينة غزة، بالتحديد إلى حي الشجاعية حيث دارت معارك غير متكافئة أثبت فيها الفلسطينيون أنهم لازالوا شعبا حيا ويمكن الاعتماد عليه لإعادة الروح المعنوية ورفع شأنها في الأمة العربية التي هالها وهدها ما حدث من خيانات وتسليم في العراق الذي أصبح محتلا منذ الثامن نيسان الحالي. فشعب فلسطين يدفع الشهداء والجرحى بالعشرات في يوم واحد بينما أتباع  الأحتلالين الأمريكي والصهيوني في العراق وفلسطين يبررون الجرائم هنا وهناك، ويصمتون عن همجية القتلة،حتى أن أحدهم كتب متهما عن المتظاهرين في الفلوجة قرب بغداد وأعتبر أنهم  قد يكونوا من أتباع صدام، لذا يصح إطلاق النار عليهم وقتلهم. وهناك آخرين يقولون يحق لشارون قتل أتباع المقاومة في حي الشجاعية ورفح ويطا والخليل وكل مناطق فلسطين، لكي يريحهم هذا الأخير من كشف الأقنعة و من عناء المواجهة المباشرة مع شعبهم، فخطة الطريق بحاجة لتطبيق وها هو شارون يبدأ بتطبيقها من غزة وعبر كتابة فصلها الأول الدامي بدماء أطفال غزة وأبرياءها وأبطالها. لكن لا يمكن لمثل هذه الخطط أن تنجح في فلسطين لأن للبيت الفلسطيني ربا يحميه وملائكة مقاومة تحرسه من الغزاة والاحتلال وكل من يصف في صف العدوان. والمقاومة الفلسطينية هي الجهة التي سترد على العدوان ومذبحة الشجاعية بكل جرأة وبشكل علمي وعملي مدروس لا يدع للأعداء مجالا لاستغلال أي عمل مقاوم في الدعاية ضد المقاومة المشروعة. ومن هنا تبرز أهمية الدقة في الرد وفي اختيار الأهداف وبالذات العسكرية منها لكي يكون الرد موجعا وبحجم الجريمة الكبيرة التي ارتكبها الغزاة بعدما أخذوا الضوء الأخضر من شارون الذي بدوره لا يخفي ما يريده، وهو يريد تسليما فلسطينيا تاما بلاءا ته التي أعلنها ويكررها دائما وأقلها وقف الانتفاضة وضرب المقاومة وسحب السلاح والتسليم بالحل الشاروني كما حرص الأخير على طرحه طيلة شهور حكمه الممتد من مجزرة إلى مجزرة ومن مذبحة إلى مذبحة.  

إذا كانت خريطة الطريق بدأت في يوم عيد العمال العالمي وهو يوم عطلة في معظم بلدان العالم،فأن نهاية خارطة الطريق سوف لن تكون في يوم عمل كامل،لأنها انتهت من حيث بدأت،في غزة والخليل. أما حساب القتلة فهو قادم. وعليهم دفع ثمن الدماء الفلسطينية في الشجاعية. فليجهزوا أنفسهم لأن أيام العمل القادمة ستكون بدورها مضنية ومتعبة لشارون ولجيشه ولكل الذين يتغاضون عن الجرائم الإسرائيلية ويبررونها بلا أي سبب مقنع.

أما الحكومة الفلسطينية الجديدة فهي مطالبة ومنذ البداية بالوقوف مع شعبها أو تركه وحده يدافع عن نفسه دون أن تقوم بالتعرض لمقاومته وإزعاجه.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟
- عجائب وغرائب نظام صدام
- شعب فلسطين مطالب بحسم الخلاف بين المهندس والختيار
- أين هي الحقيقة ؟
- يوم سمير القنطار،يوم الأسرى العرب..
- في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء
- أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..


المزيد.....




- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...
- ضجة كاريكاتور -أردوغان على السرير- نشره وزير خارجية إسرائيل ...
- مصر.. فيديو طفل -عاد من الموت- في شبرا يشعل تفاعلا والداخلية ...
- الهولنديون يحتفلون بعيد ميلاد ملكهم عبر الإبحار في قنوات أمس ...
- البابا فرنسيس يزور البندقية بعد 7 أشهر من تجنب السفر
- قادة حماس.. بين بذل المهج وحملات التشهير!
- لواء فاطميون بأفغانستان.. مقاتلون ولاؤهم لإيران ويثيرون حفيظ ...
- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية