أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق















المزيد.....

بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 473 - 2003 / 4 / 30 - 04:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

قام الرئيس الأمريكي الأكثر غرابة في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة بزيارة خاصة للمشاركة في لقاء مع أبناء الجالية العراقية في ميتشيغان حيث التجمع الرئيسي للجالية العربية في أمريكا. وقد أستقبله العراقيون من أبناء الجالية العربية هناك استقبال الأبطال، وقدموا له ولأمريكا الشكر على تحرير العراق من الديكتاتورية ونظام صدام. ولم يتحدث أيا منهم عن الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تسببت بها الحرية على الطريقة الأمريكية،تلك الطريقة التي قلبت الأمور والحكم في العراق رأسا على عقب،فغاب صدام حسين ومعه حزب البعث ونظام الحكم الحديدي ليحتل مكانه جيش الاحتلال الأنكلو -أمريكي ويقوم بتعيين جنرال متقاعد معروف بولائه لأعداء العرب حاكما جديدا على العراق مما جعله محمية أمريكية يديرها هذا الجنرال المتقاعد غارنر المعروف بتصهينه. وقد كان لافتا للعيان مدى سعادة بوش بتلك المودة الكبيرة والمميزة التي أحاطته بها جموع العراقيين الذين يرون في احتلال العراق من قبل الأمريكان حرية لبلدهم وانتصارا على ظلم ذوي القربى من جماعة البعث ونظام الحكم الحديدي أيام كان صدام لازال صداما والقمع سيد الأمور. لقد نسي الجمع الذي حرص على الظهور بمظهر الحر والديمقراطي في بلد الديمقراطية الأول، بأن هذا الرئيس الوبش بوش هو العدو الأول للمصلحة العربية وللقضايا العربية كذلك، من فلسطين حتى العراق، كما أنه لم يرسل جيشه للقضاء على نظام صدام حسين من أجل خاطر عيونهم بل لأن هناك خطة أمريكية معدة ومجهزة منذ زمن تقضي بالاستيلاء على نفط العراق واحتلاله إما مباشرة أو من خلال تنصيب حكومة عميلة تكون بمثابة حكومة الدمية علاء التي أسسها النظام العراقي يوم غزا الكويت وأحتلها.إذا كان هذا الحشد يرى في الاحتلال خلاصا من عهد الأجرام والظلم والإذلال، فأنه بذلك يعبر عن مذلة من نوعية مميزة تميزه أولا وأخيرا عن باقي شعوب المعمورة، وتجعله يغرد وحيدا خارج السرب العربي والإسلامي الذي لا يكن لحكومة بوش أي احترام أو مودة لأنها حكومة معادية وتؤكد كل يوم عداءها الكبير للعرب وللمسلمين، وكذلك هي حكومة كاذبة ورئيسها كاذب لأنهم كذبوا على الناخبين العرب ولحسوا تعهداتهم السابقة لهؤلاء الناخبين الذين يعود لهم وحدهم الفضل في حسم نجاح بوش على خصمه الاشتراكي آل غور. وقد قام السيد خالد ترعاني أحد النشطاء العرب الذين قاموا بالترويج لحملة بوش الانتخابية بتزعم  تظاهرة معادية لبوش ومنددة بسياسته في مكان قريب من مكان استقباله الذي أعدته الجالية العراقية في ميتشيغان، وقال الناشط خالد الترعاني أنه جاء ليكفر عن ذنبه بالترويج لانتخاب بوش لأن الأخير كاذب وأثبت أنه معادٍ للعرب والقضايا العربية. وما السياسة الأمريكية التي لا تحترم قوانين البلاد ولا تلتزم بالقانون الدولي وحتى المحلي في تعاملها مع العرب والمسلمين من مواطني الدولة الأمريكية ألا دليلا واضحا وجليا على مدى عنصرية الإدارة الأمريكية بقيادة بوش الابن. وهنا بالذات تغرد الجالية العراقية في ميتشيغان خارج سرب التلاحم العربي الإسلامي في مواجهة قوانين الغاب والعنصرية التي اتخذتها إدارة بوش خصيصا للتعامل مع المواطنين والمهاجرين من الأصول العربية والإسلامية والمشرقية. نقول أنه يحق لهؤلاء الناس أن يلتقوا ببوش ويعبروا عن شكرهم له لأنه أراحهم من صدام لكن ليس من اللائق بمكان وزمان أن يقولوا عنه أنه رجل سلام وهو الذي دمر العراق ومن قبلها أفغانستان بحجة ضرب الإرهاب،وهو الذي أمر قواته بقصف البلد قصفا مركزا لم يكن يفرق بين المدني والحربي، كما أن قواته التي تحتل العراق تمارس أعمالا غير إنسانية ولا قانونية في البلد، وكانت شرعت النهب والسلب والحرق وانتشار قانون الغاب في ظل غياب تام للوجود السلطوي العراقي الذي انهار بانهيار راس النظام عبر مقتله أو هربه. والمثير في الأمر أن العراقيين الذين استقبلوا بوش في ميتشيغان استقبال الأبطال، لم يذكروا أي شيء عن التجاوزات الأمريكية الحاصلة ليل ونهار في وطنهم العراقي الذي أرادوه حرا ،فوجدوه بعد الهزيمة والانهيار حرا من نظام صدام لكنه بنفس الوقت محتلا من جنود بوش. وهؤلاء قاموا بتجاوزات كثيرة جعلت الشعب العراقي يتوعدهم ويهددهم. فأين جماعة ميتشيغان من أهل بغداد والموصل والفالوجة حيث قامت القوات الأمريكية بإطلاق النار على المتظاهرين من أبناء المنطقة الذين تظاهروا مطالبين الأمريكان بالخروج من أحدى المدارس التي احتلوها وجعلوها مقرا لهم من أجل أن يستكمل طلاب المدرسة دراستهم، وتطورت الأمور خلال التظاهرة فقام جنود الإنقاذ والحرية الأمريكية بقتل وجرح العشرات من المتظاهرين وذلك عبر إطلاق الرصاص عليهم. وبهذه الفعلة الدموية الشنيعة يكون الأمريكان بدئوا العد العكسي لوجودهم غير المحبوب أو المرغوب في العراق، ونعتقد أن هذه المجزرة الشنيعة والتي تعيد للأذهان الطريقة الدموية التي اتبعها النظام الحاكم السابق في مواجهة التظاهرات الشعبية والانتفاضة العراقية بعد حرب الكويت. وما قول بوش أن الوجود الأمريكي في العراق لن يطول وسوف يقوم بسحب الجنود من هناك فور أحلال الأمن والسلام، ألا تعبيرا عن حتمية طول بقاء الاحتلال لأنه جزء من الخراب الذي نشأ ومن الفوضى وألا قانون الذي يسيطر على الحياة في بغداد والمدن الأخرى. فإذا كان بوش صادقا فعلا وهو ليس كذلك بالتأكيد فليتفضل ويأمر قواته بإخلاء المدارس والمواقع العامة الأخرى المحتلة ويقوم بتنظيم الحياة في العاصمة والمناطق المختلفة ويكف عن تشجيع الغوغاء واللصوص والغرباء والسفهاء عن العبث في البلد.

بين الذين صفقوا لبوش في ميتشيغان والذين يتغنون به في الصحافة ووسائل الإعلام الكثيرة وبين الذين يجتمعون تحت رئاسة وإمرة الجنرال الأمريكي المتقاعد من الخدمة والقاعد الآن في قصر صدام يدير بدفتي الميزان في عراق ما بعد الهيمنة والسيطرة والارتهان،يبقى الشك يحيط بمصير ومستقبل حرية العراق. على كل حال فأن ما جرى في ميتشيغان ليس نهاية المطاف وغدا سوف تفيق الفعاليات العراقية التي تقول بأن أمريكا حررت العراق ولم تحتله،سوف تفيق من نومتها أو سباتها وسوف تكتشف براءة بوش ورامسفيلد الذين استعملوهم مطية واستغلوا توقهم للحرية وإنهاء الظلم والديكتاتورية في العراق، وذلك من أجل العبور وتجسيد شرعية الاحتلال على ظهور وأكتاف وعذابات هؤلاء العراقيين. وما التصريحات والهتافات والأحاديث التي نسمعها ويقوم بالإدلاء بها أبناء الشعب العراقي القابعين مباشرة تحت نير الاحتلال "المحرر" إلا بداية لمرحلة جديدة ومنيرة من نضال الشعب العراقي لأجل الحرية الفعلية والحقيقية، بحيث يعود العراق أرضا وحكما وسيادة وطنية للشعب العراقي ويصبح حرا من الديكتاتورية والاحتلال وبقايا النظام السابق وما جلبته للعراقيين الدبابات الأمريكية البريطانية من دمى شكلية تسمى بعلم السياسة وبفعل الاحتلال وغياب البدائل مشروع حكومة جديدة للعراق الجديد، ونحن وأمريكا والزمن شهيد...

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟
- عجائب وغرائب نظام صدام
- شعب فلسطين مطالب بحسم الخلاف بين المهندس والختيار
- أين هي الحقيقة ؟
- يوم سمير القنطار،يوم الأسرى العرب..
- في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء
- أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان
- كذبة أول نيسان
- أيام فلسطين بأرضها ومخيماتها
- رامسفيلد يؤكد شمولية الحرب - المؤامرة
- لقد طار بيريل والبقية تتبع..
- أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق