أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي















المزيد.....

رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 437 - 2003 / 3 / 27 - 03:56
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

http://home.chello.no/~hnidalm

 

بينما كانت مجموعات المارينز الأمريكي تتهاوى تحت وابل الضربات العراقية، وتتعلم دروسا في أساليب القتال على طرقات الناصرية وبالقرب من ميناء أم قصر وفي الفاو والنجف وكربلاء والزبير وأطراف البصرة, كان وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد الذي يتحدث وكأنه رامبو الجديد الذي لا يقهر ولا يعرف سوى النجاح والانتصار, كانت بنفس الوقت التلفزة العراقية تعرض صورا  لجثث الجنود الأمريكان وهي ملقاة على شوارع وطرقات الناصرية. وكان الأسرى من زملاء رامبو وجنوده الذين تفتخر بهم العنجهية الأمريكية يرتعشون خوفا وهم يظهرون أمام عدسات الكاميرا على الرغم من معاملتهم معاملة عادية تليق بأسرى الحرب, لكن خوفهم يعود  لكونهم خضعوا لتضليل مبرمج وعملية غسيل دماغ وتعبئة جعلت من الجنود العراقيين بمثابة وحوش مفترسة عليهم الحذر منها وتجنبها، لكن أسطورة رامبو التي دوخت شباب العالم وجعلتهم يصدقون الدعاية الهوليودية التي تبنتها السياسة الإعلامية الأمريكية،تهاوت وسقطت في عراق اليوم.

كل تلك الأمور تدل وتؤشر على أن جنود المارينز والتحالف لا يتمتعوا في هذه الحرب بمعنويات عالية أو قوية والسبب في ذلك يعود للمقاومة العراقية الرسمية والشعبية التي فاجأتهم بقوة, فقد كانوا يتوقعون أن يتم استقبالهم بالزهور والأرز والورود من قبل المدن العراقية الجنوبية،لأن تلك المدن بغالبيتها مدنا ذات أغلبية شيعية معارضة ويوجد فيها أيضا تاريخ طويل للعصيان وللنفوذ المعارض  للفصائل العراقية، فالناصرية مثلا كانت دائما أم الثورات والانتفاضات العراقية ضد الظلم والعدوان والحكم الاستبدادي والاستعمار والطغيان. واليوم نجد أن للناصرية يعود الدور الأساسي في تلقين المارينز الأمريكان والبريطانيين درسا تاريخيا سيعيد لأذهانهم دروس التجربة الفيتنامية والبيروتية والصومالية.

كل هذا يحدث على الرغم من أن النظام العراقي كان في السابق قد تعامل مع تلك المدن بشكل قمعي ولم يبدي أية رحمة مع المعارضين ومع الذين انتفضوا ضده في الانتفاضة الشهيرة أيام هزيمة الجيش العراقي في أم المعارك وعاصفة الصحراء. وهذا بالذات يجعل المرء يعيد التفكير بطبيعة الإنسان العراقي الذي لا يقبل بالغزاة ويؤكد اليوم من جديد بأنه لا يرضى بالأجنبي على أرض بلاده وبالذات بالأمريكان والبريطانيين. كما أنه من الضروري هنا الحديث عن دور المعارضة العراقية واستخباراتها في تضليل القادة الأمريكان وتشجيعهم على مهاجمة العراق لأنهم  أغروا حلفاءهم من الأمريكان بأن الشعب العراقي والمدن العراقية في الجنوب والشمال بالذات سيقفون مع القوات الأمريكية الغازية. وهذا ما لم يحدث بتاتا وهذا أيضا ما جعل الغزاة يعيدون التفكير بأدائهم وطرق عمل قواتهم الغازية التي تكبدت خسائر فادحة وجسيمة في بداية الحرب, فكانت الأباتشي الأمريكية التي قتلت وجرحت في فلسطين المئات من أبناء الشعب الفلسطيني العُزَلْ أثناء الانتفاضة المجيدة، تتهاوى وتسقط مثل الطيور المكسورة الأجنحة بفعل المقاومة العراقية الجريئة وبفعل إرادة التصدي والمجابهة لدى الشعب العراقي, هذا الشعب الذي تشهد له الأيام والتواريخ كفاحه الطويل ضد الغزاة والظالمين وسيشهد له كذلك أسراه من الغزاة الجُُددْ.

ومن الجدير ذكره أيضا هنا والآن أن دور المخابرات الإسرائيلية في تضليل الأمريكان كان ولازال كبيرا, لأن الإسرائيليين الذين يعتبرون المستفيد الوحيد من كل ما يدور في العراق، أن كان سياسيا أو عسكريا أو حتى على المدى القريب والآخر البعيد،كانوا دائما يستعجلون اندلاع الحرب وتوريط أمريكا في حروبهم بالمنطقة, لكي تقاتل نيابة عنهم. والقادة في اسرائيل سوف يستغلون انشغال العالم بالحرب ليقوموا بممارسة قمع شديد على الفلسطينيين في مدنهم وقراهم ومخيماتهم المحاصرة والمحتلة, كما أنهم سوف يحاولون تطبيق خططهم على الأرض من خلال تعزيز مصادرة الأراضي وتهويدها وكذلك ترحيل وتسفير الفلسطينيين وتغيير ديموغرافيا بعض المناطق. وهذا كله سيتم من خلال سياسة عملية ترتكز على الضغط الحربي والابتزاز السياسي والتفاوضي من خلال تقديم أشباه حلول, مثل دولة فلسطينية مسخ تكون تكلفة موافقة إسرائيل عليها تنازل الفلسطينيين عن ثوابتهم الوطنية الأساسية وأهمها أم الثوابت الوطنية وهي حق العودة للاجئين الفلسطينيين. هنا فقط تكمن التعقيدات الأصعب فمن من الفلسطينيين قد يتجرأ ويقوم بتوقيع صك التنازل عن حق العودة,  فالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قال في كمب ديفيد أنه لن يقبل بالتنازل عن حق العودة ولم يفعل ذلك فأستقبله شعل فلسطين اثر عودته استقبال القدس لصلاح الدين. أما الذي سيوقع على صفقة التنازل هذه سوف لن يلقى من الشعب الفلسطيني أي ترحيب أو موافقة, لأنه لا يمكن  ولا يحق قانونيا وشرعا لأي قائد فلسطيني  التنازل عن حق أي إنسان فلسطيني بالعودة إلى بيته ودياره التي شرد منها بالقوة، فهذا الحق هو حق فردي لكل لاجئ مع ذريته ولا يجوز لأي كائن كان التنازل عنه. لذا لا نصدق بأن هناك مِنَا من يجرؤ على فعل ذلك.

وبين حق العودة الفلسطيني وشريعة الغاب التي تطبقها إسرائيل في المناطق الفلسطينية وأمريكا وحلفائها في العراق الذي يتعرض لغزو صليبي جديد, تكمن المسألة ويكمن الحل الذي سيتحدد بعدما ينجلي غبار المعارك الدائرة هناك. لأن المعركة واحدة وتلتقي في الأهداف والمصالح والنتائج في حال سارت الأمور كما يريد كل من شارون وبوش.

بعد هذا السرد البسيط وغير المعقد للحقائق التي لا يمكن تبديلها وتغييرها بسهولة, وبعد أن تأكد بأن سير المعركة على الأرض في العراق الصامد ليس كما تشتهي إدارة بوش وحكومة شارون, وقد أصبح واضحا الآن أن حصار بغداد يزداد صعوبة رغم الدعاية الأمريكية التي تقول بأن المارينز أصبحوا على بعد 60 كلم من المدينة التاريخية والتي كانت عاصمة الخلافة الإسلامية، فكيف الحال مع احتلالها بقوات أمريكية وبريطانية مطعمة ببعض المرتزقة وكلاب الأثر الآدميين. نعتقد أن احتلال بغداد بسهولة وبسرعة يتم في حال استعملت أمريكا سياسة التدمير الشامل لأحياء العاصمة, والتدمير الشامل يعني تدمير أحياء كاملة من المدينة توجد فيها مواقع الدفاعات العراقية, كما كان  فعل الجيش الأحمر عندما استطاع تحرير مدينة فروتسلاف البولندية من النازيين أبان الحرب العالمية الثانية.

فهل يرتدي بوش ثياب هتلر ويتكلم بلسانه أم أنه سوف يدمر بغداد كما دمر الإنكليز بقيادة تشرشل المدن الألمانية في الحرب مثل هامبورغ ودريسدن ومدن ألمانية أخرى 

ايلاف



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي


المزيد.....




- بالأسماء والتهم.. السعودية نفذت 3 إعدامات السبت بحق يمني ومو ...
- -أمام إسرائيل خياران: إما رفح أو الرياض- - نيويورك تايمز
- صدمتها مئات الاتصالات -الصعبة- في 7 أكتوبر.. انتحار موظفة إس ...
- مفاوضات -الفرصة الأخيرة-.. اتفاق بشأن الرهائن أم اجتياح رفح! ...
- مذكرة أمريكية تؤكد انتهاك إسرائيل القانون الدولي في غزة
- زيلينسكي يخفي الحقيقية لكي لا يخيف الشعب
- الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع -حماس-
- ميزات جديدة تظهر في -تليغرام-
- كيف يمكن للسلالم درء خطر الموت المبكر؟
- كازاخستان تنفي بيعها مقاتلات خارجة عن الخدمة لأوكرانيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي