أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - فتحي أبو جبارة














المزيد.....

فتحي أبو جبارة


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 418 - 2003 / 3 / 7 - 01:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


http://home.chello.no/~hnidalm

 

كنت صباح أحد الأيام القليلة الماضية اجلس في بيتنا مع أطفالي هم مقابل التلفاز حيث كانوا يشاهدون فيلما للأطفال عن" سبايدرمان" أي الرجل العنكبوت, الذي يطير ويفعل كل شيء بطريقة أكثر إثارة و شدَاً للمشاهدة عند الأطفال من سوبرمان الرجل الطائر الذي لطالما احتل جزءا من تفكيرنا ونحن أطفالا صغار في مخيمنا الذي كانت طائرات إسرائيل تحتل سماءه وأجواءه وتقتل بناته وأبناءه, أما عند الكبار فلم يكن لرامبو بطل الأمريكان وقاهر الأعداء أي مكانة سوى الاحتقار والضحك عليه وعلى هبل الأمريكان. لأنهم يصنعون من لاشيء صرعات و أفلام بهلوانية تضج بها صالات السينما والعرض ثم مع الأيام تصبح موضة تجتاح أوروبا فالعالم التعبان ويصدقها الإنسان الفارغ من الأيمان والمعتاش على الخيال. هم مقابل تلفازهم وأنا مقابل حاسوبي لكن بانتظار نهاية فيلهم وبداية موجز الأخبار.

بعد أن انتهى أطفالي من مشاهدة فيلمهم المعقد, أدرت التلفاز على قناة الجزيرة كي أشاهد موجز أنباء هذا الصباح السعيد, وعند إذاعة النبأ عن استشهاد مواطن فلسطيني من مدينة قلقيلية متأثرا بجراح أصيب بها يوم عيد الأضحى, تذكرت صديقي حسام أبو جبارة  فور سماعي النبأ, وخطر على بالي هو بالذات, لا أعرف لماذا بالذات هو مع أن لي في قلقيلية صديق آخر أعرفه من 20 سنة مضت, ومعرفتي بحسام هي معرفة جديدة وقصيرة مقارنة بمعرفتي بالصديق الآخر, معرفة جديدة وعن بعد, وبدون أن نرى بعضنا البعض, فقط عبر الرسائل والإنترنت, فهو صاحب ورئيس تحرير موقع البوابة الصادر من فلسطين وإنكلترا معاً, حيث أقوم منذ البداية لنشر بعض مقالاتي في الموقع الجميل والفريد.

عندما سمعت الخبر فكرت بحسام وقلت اللهم استره من هذا البلاء وهذه الأحبار السيئة, وازددت قلقاً وحيرة بعدما لم أجد حسام كالعادة وكما عادته على الماسينجر, حيث أننا نتبادل قليلا من الكلام وحديثا مختصرا إثناء توقفنا عن العمل في صفحاتنا وهمومنا الأنترنتية المتعلقة بفلسطين والقضية. لم يعد حسام ولم أستطع الوصول إليه لعدة أيام, لكنني علمت بخبر وفاة والده متأثرا بالجراح التي أصيب بها من خلال صديق ثالث مشترك, وكم كانت المفاجئة حزينة ومؤلمة فالجريح الذي سمعت نبأ وفاته في الأخبار كان هو فعلا والد صديقي حسام وكأنني كنت أحس بأن شيئاً ما أصاب صديقي في قلقيلية.

قمت على الفور بكتابة برقية تعزية مختصرة وممزوجة بالحسرة والأسف على والد صديقي, هذا الرجل الذي كان برفقة ابنه حسام يقومان بزيارة الأهل والمعارف والجيران لإلقاء تحية العيد عليهم, فأوقفهما  جنود من جيش الراب والحاخامات والجنرالات على احد حواجز المدينة مع مجموعة من الموقوفين ضمت الكبار والصغار, وبعد لحظات مرت سيارة مسرعة من قربهم فقام الجنود بإطلاق النار عليها مما أدى لمصرع طفل عمره ثمانية سنوات وإصابة عشرة آخرين كانت إصابة فتحي أبو جبارة أخطرها.

 لا أستطيع الآن أن أفكر بحسام وبالزلزال الذي هزه وهو يرى والده مدرجا بدمه أمامه دون أن يتمكن من إسعافه لان جنود جيش الشعب المحتال منعوه من ذلك وتركوا والده ينزف أمامه لساعات.

أنه الإرهاب الذي لا يضاهيه أي إرهاب في هذا الزمان الحاضر, يقتل الابن في حضن والده والوالد بين يدي أبنه والطفلة في سريرها والأطفال في كل يوم بعيد وبدون عيد, أنها سوداوية ودموية الحاضر الإسرائيلي في فلسطين المحتلة.

بعد كل هذا الإذلال وهذه المهانة اليومية, يجب على ا للإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم عن الأخلاق والقيم الإنسانية التي انقرضت فيهم منذ بدء انبعاثهم من جديد بعد مذابح الحرب العالمية الثانية ومآسي المحارق والمعسكرات التي حاولت أبادتهم, والتي جلبوا نظرياتها معهم وهم أنفسهم ارتدوا ثوب الجزار ويحاولون تطبيق نفس سياسة تلك المعسكرات عبر ابادة الشعب الفلسطيني هذه الأيام بالتقسيط المريح, التقسيط الذي يريحهم, لكنه بنفس الوقت لا يزيد شعب فلسطين إلا صلابة وعنفوان ويجعله يغلي في جوفه كالبركان.

يا صديقي حسام !

أنها سنة الحياة وشعب فلسطين الأبي يدفع ضريبة الحرية والاستقلال , هذه الضريبة التي تكلف غالياً و تسلب الناس أعزاءهم وأحباءهم.

أن الحرية لا تعطى بل تنتزع والاستقلال لا يمنح من الاحتلال بل يتحقق بالعطاء والبذل والتضحيات و بالدماء والنضال الذي يسقطه ويزيله و يطرده.

وشعب فلسطين المتعالي حد الاقتراب من ملكوت الله  في عطاءه ونضاله, لن يتراجع عن الهدف الفلسطيني السامي, أما من يعتبرون أنفسهم ساميين ويعادون السامية الحقيقة , هؤلاء أتباع الصهيونية الدموية لا بد أنهم إلى زوال.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس
- ألله يهدي أبن هادي وغيره..
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - فتحي أبو جبارة