أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح















المزيد.....

عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 407 - 2003 / 2 / 24 - 03:12
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لا أحد يعلم لماذا تواصل السلطة الفلسطينية منذ أعادة انتخاب شارون ومعسكره اليميني لقاءاتها بالسر وفي العلن مع الذين يقتلون أبناء فلسطين في وضح النهار وفي الليل أيضا؟

ولو فكر المرء قليلا بتلك السياسة لوجدها سخيفة وغير عفيفة ولا تليق برئيسها المحاصر, بالرئيس الذي صمد ويصمد في حصاره منذ العام الماضي , بلا تعب وبدون وهن وكلل, لقد حقق أبو عمار عبر حصاره في مقر المقاطعة شعبية لم يكن يحلم بها من قبل  بعد أن كانت تدهورت شعبيته بشكل كبير في مرحلة ما قبل الانتفاضة الثانية. لذا فالمطلوب من أبي عمار أن لا يهادن وأن لا يستسلم للضغط الدولي والإقليمي والمحلي وأن يرتكز على شعبه المعطاء الذي يبذل الغالي والنفيس في سبيل حرية الوطن واستقلاله وطرد الاحتلال وإزالة الاستيطان. ونحن نفهم مدى حجم الضغط الهائل الذي يتعرض له شخص الرئيس الفلسطيني, لكن كل هذا لا يبرر أي تنازل يمكن اللجوء إليه كصفقة للخروج من الجمود الحالي. المعركة صعبة ومعقدة وسوف تزداد صعوبة وتعقيدا مع اضطراب وأضطرار الجانب الفلسطيني وقبوله الغير مبرر والغير مفهوم بعقد لقاءات سرية وعلنية مع مبعوثي شارون وحكومته.

 

أن الشعب الفلسطيني الذي يتم ذبح أبناءه كل يوم تقريبا وفي بعض الأيام بالعشرات وهذا ما يعتبر بالحسابات الإنسانية مذابح يومية, لأن كل واقعة تحصد حياة أكثر من أربعة أشخاص تعتبر مجزرة بالقانون الإنساني وقانون مكافحة الجرائم, يتعرض لمذبحتين سياسية وإنسانية, ورغم هذا نجد بعض أعضاء قيادة السلطة يتبجحون بصوت عال ويقولون أن في اللقاءات منفعة, أية منفعة غير منافعهم الذاتية التي لا تنتهي؟ لقد طفح الكيل من وعاء الهزائم والنكسات والطعنات التي صارت كنبع لا ينضب, ولن تنتهي تلك التدفقات ألا بالعودة للينابيع وبتحديد الهدف.

بما أن الجيش الإسرائيلي أصبح جيش جرائم ومذابح ومجازر يترجم أقوال قيادته السياسية لأفعال ميدانية على الإنسان والأرض الفلسطينية, فأن الحساب القادم يجب أن يطول الجيش وقياداته أن كان عبر جلبهم لمحاكم جرائم الحرب المحلية أو الدولية. وهذه الإمكانية واردة في حال تكاتفت الجهود وتم جمع الدلائل والشهود من أجل توفير كل ما تتطلبه شروط المحاكمة بانتظار العثور على محكمة دولية تعطي المظلومين حقهم وتحاسب المجرمين بناء على القانون الدولي والإنساني.

 لكن كيف لنا أن نحاسب هؤلاء مادام هناك نفر من القيادة الفلسطينية المنتفعة يواصل سياساته الغيبية والغبية ويجسدها عبر اللقاءات السرية والعلنية مع الذين يمارسون الجرائم في الوطن الفلسطيني المحتل. هؤلاء لم يستفيدوا من التجربة السابقة ولم يتعلموا من خيبتهم المريرة التي تعممت على الشعب والقضية والوطن, وهؤلاء الذين يتحملون مسئولية تاريخية وأخلاقية فيما آلت إليه أمور شعبنا ووطنا, لازالوا يمارسون نهجهم التفاوضي وطريقة عملهم السياسية وكأن شيئا لم يحدث خلال زلزال الانتفاضة التي اندلعت قبل أكثر من عامين.

ثم من الذي خول هؤلاء فعلا التحدث والالتقاء مع وفود شارون وحكومته بأسم الشعب الفلسطيني والتحدث والتحاور والتلاقي والتنسيق وكل ما في ذلك والى ذلك من أعمال وتسميات. هؤلاء الذين يديرون الظهر لكل النداءات الوطنية الصادقة بوقف سياستهم العقيمة وبالتوقف عن لقاء الجانب المعادي, عليهم التوقف فعلا عن ذلك أو تحمل مسئولية ما يقدمون عليه أمام الشعب ومحاكمه المستقبلية. لأنه لم يعد هناك ما يمكن تسميته مصلحة وطنية يفاوضون شارون عليها ولا أية قضية وطنية يمكن بحثها مع الجانب الإسرائيلي الذي لا زال يواصل البطش والعربدة في نابلس وجنين وغزة وبيت لحم وكل فلسطين. في هذا الشهر- شباط / فبراير 2003- فقط وقبل نهايته بأسبوع واحد فقط بلغ مجموع الشهداء أكثر من 60 شهيدا, منهم 13 شهيدا في مجزرة حي الشجاعية في قطاع غزة. أكل هذا الدم الفلسطيني الحار لا يستدعي التوقف عن السير بعناد كما يفعل الحمار عندما يركب رأسه وعناده؟!..

 

نقول بكل صراحة أن أية لقاءات أخرى مع الجانب الإسرائيلي تعتبر خيانة للمصالح الوطنية ووقاحة سياسية يجب أن يعاقب عليها كل من يقدم على فعلها, فلم يعد مقبولا أن تطعن المقاومة بظهرها والانتفاضة بقلبها, المعقول المطلوب والوحيد المرغوب هو تعزيز جبهة الصمود الفلسطيني على كافة الأصعدة, وأولها جبهة الوحدة الوطنية التي توقفت لقاءاتها  الأخيرة في القاهرة عند نقطة البداية ولم  تخرج بموقف وطني وحدوي يحفظ الشعارات الفلسطينية ويوحدها على أساس التمسك بالثوابت الفلسطينية الحقيقية ومنها حق المقاومة والمجابهة طالما بقي جندي محتل أو مستوطن واحد في فلسطين المحتلة. ومن الحقوق الفلسطينية التي لا يمكن التنازل عنها أبدا حق الحرية والاستقلال والدولة والعودة لكل فلسطيني تشرد  من بيته بفعل النكبة أو النكسة ليأتي ويحتل مكانه يهودي من شتى أصقاع الأرض متسلح بقانون غاب يهودي يسمى قانون العودة الإسرائيلي.

 

نقول بكل صراحة أنه لا يوجد ما يبرر اللقاءات الأخيرة بين المسئولين الفلسطينيين ونظرائهم الإسرائيليين, ولا يوجد أي فلسطيني على وجه الأرض يفهم سر تلك اللقاءات وسر المصلحة الوطنية الموجودة فيها, كما أن الشعب الفلسطيني يطالب قيادة السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها كقيادة وقعت على "سلام الشجعان" وأوقعت شعبنا بين أنياب هذا الوحش السلامي المخيف والمقزز, وعلى تلك القيادة أن تعي حقيقة أنها أخذت الوقت الكافي لتحل القيود التي كانت تكبلها باسم سلام صنعته هي ولم يرض به شعبنا ولم يكن هو الذي صنعه.

 كلما مر الوقت وكلما ازدادت أعداد الضحايا والشهداء وانعدمت البوادر الوطنية المعقولة من جانب السلطة وغيرها, بينما على الصعيد الآخر تتكاثر وتتواصل المهمات السرية والعلنية التي تجمع قيادات السلطة مع قيادات الاحتلال, كلما تأكد للشعب الفلسطيني خلو هذه القيادة من أي برنامج عمل وطني وحدوي أو حقيقي بقصد لم الشمل الفلسطيني, لقد أصبحت القناعة تزداد بضرورة تبديل تلك الوجوه بأخرى أكثر نقاء وأصغر سنا وامتن عودا. كما أن الوحدة لن تأتي بالطبع من خلال التصرفات الفردية والمزاجية لقيادة السلطة وأعضاءها الذين يلتقون بالاحتلال بلا سبب وبلا داعٍ, فالوحدة الوطنية تأتي بالتفاهم وبالوعي والحرص عليها وعلى المشروع الوطني الفلسطيني المهدد بالأنقراض.

أيها السادة الوزراء في السلطة العتيدة!

هل تظنون أن الشعب الفلسطيني غافل أو أبله لهذا الحد الذي تتجرؤون عبره إدارة ظهوركم لشعبكم والتمسك برضا قاتلكم وأسياده في بيت أمريكا الأبيض, إذا كنتم تعتقدون ذلك فأنتم واهمون ومخطئون وسوف يكون الثمن غاليا ولم يعد من الوقت أكثر مما مضى, فألحقوا أنفسكم وأنقذوا جلدكم قبل أن تقوم القيامة الفلسطينية فتحرقكم جميعا.

 

* تفضلوا بزيارة موقعي الشخصي على الوصلة التالية : 

http://home.chello.no/~hnidalm

 

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس
- ألله يهدي أبن هادي وغيره..
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير
- سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح