أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟















المزيد.....

لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 405 - 2003 / 2 / 22 - 03:21
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

http://home.chello.no/~hnidalm

 

منذ أن خضعت القيادة الفلسطينية لحملات الضغط الهائلة والمضنية التي تعرضت لها بدون توقف على مدار الفترة الأخيرة , قامت بالنهاية بإعطاء موافقتها على أقرار منصب رئيس الوزراء الذي ظلت أمريكا ومعها إسرائيل أو العكس كذلك تطالبان به علنا وجهرا وسرا وخفاء , وقد جاء القرار الذي صدر عن نفس الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المعني الأول بقضية التغيير واستحداث منصب رئيس الوزراء المنتظر ليعبر عن تلك الموافقة الفلسطينية بشكل علني لا يترك أي مجال للشك في صحة موافقة الرئيس عرفات على بداية عصر سلطوي فلسطيني جديد.

 لكن من هو الشخص الأكثر حظا لنيل تلك الوظيفة التي تعتبر عمليا أعلى مرجع سياسي في السلطة ولدى الشعب الفلسطيني على الأقل من الناحية الرسمية , ناحية التعامل الدولي مع السلطة الفلسطينية, لأن الهدف من استحداث ذاك المنصب كان ولازال قص أجنحة الرئيس عرفات وتحديد مهماته ومسئولياته ومن ثم جعلها شكلية ونقل السلطة الفعلية لرئيس الوزراء المنتظر والذي تفضله إسرائيل وأمريكا من الشخصيات المحسوبة عليهما أو التي تهادنهما وتقبل بشروط التسوية ضمن المنطق الشاروني.

هذا الشخص مازال غير معروف تماما مع أن إسرائيل أشاعت أخبارا حول إمكانية تعيين وزير المالية الحالي سلام فياض للمنصب المذكور, كما تقوم الإدارة الأمريكية بممارسة ضغوطات على عرفات والسلطة من أجل تعيين فياض فعلا رئيسا للوزراء, بينما هناك أقوال من داخل أروقة السلطة تقر بأن الأكثر حظا لتولي رئاسة الوزراء هو محمود عباس أبو مازن مهندس عملية أوسلو الفاشلة,هذا عن الجانب الفلسطيني و هو الشخص المفضل سلطويا لاستلام تلك المهمة. وعلى الصعيد نفسه علق أحد وزراء السلطة المعروف بتحمسه لنهج أوسلو وهو زياد أبو زياد فقال أنه يفضل شخصيا أبو مازن على سلام فياض, لكنه أكد بأن المجلس التشريعي الفلسطيني هو الذي سيحدد من الشخص الذي سيتولى تلك الرئاسة, وهنا من الطبيعي الإشارة إلى أن حظوظ أبو مازن سوف تكون أوفر لأنه سيحظى بدعم أعضاء حركة فتح وأعضاء آخرين سوف يصوتون له نكاية بالطلب الأمريكي والإسرائيلي الذي يريد فياض في تلك المهمة المعقدة, والغريب في هذا كله عدم ورود أشارات أو علامات أخرى على ترشيح آخرين غير عباس وفياض لهذا المنصب الحساس والهام جدا.

 

 نعتقد أنه لا أبو مازن ولا سلام فياض يستحقان تولي تلك المهمة الكبيرة لأن الأول أثبت فشله الذريع في عملية أوسلو التي أباحت للاحتلال كل ما كان محرما عليه وحللت له نهب الأرض والتحكم بحياة الشعب عبر اتفاقيات أوسلو وأخواتها وما تبعهن من اتفاقيات سيئة لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الوزراء والقادة الذي امتصوا دمه وخيراته وتركوه يتخبط وينزف وحده عندما حدثت المواجهة الكبرى. وبما أن أبو مازن يعتبر العقل المدبر لمهزلة سلام أوسلو من الجانب الفلسطيني المتنفذ والمتحكم بمؤسسات شعبنا, فأنه من الطبيعي أن يرحل الفاشل ويترك المجال لغيره من القادة وبالأخص من الجيل الشاب الذي توجد بينه كفاءات وطنية تستطيع تكملة المشوار الفلسطيني وقيادة السفينة الوطنية نحو بر الأمان وبنفس الوقت تؤكد وتعمل على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية. هذا أضعف الأيمان ونحن هنا لا نطالب بمحاكمة المسئولين عن نهج أوسلو وما آلت إليه أمور الفلسطينيين بفضلهم وبفضل جهلهم وقيادتهم الفاشلة, وهذه المهمة نتركها للمستقبل الذي سوف يحدد من كان على خطأ ومن كان على صواب من الجانب الفلسطيني.

 

أما الوزير سلام فياض والذي شخصيا لا أعرف عنه الكثير فهو شخصية مستقلة وذات تعليم وتجربة اقتصادية ومالية لكني أعتقد أنه لا يملك التجربة العملية في صفوف المؤسسات والأحزاب والمنظمات الفلسطينية أو حتى ضمن المجلس الوطني أو غيره وهذا ما يعتبر سلاحه القوي والضعيف في آن , لكنه سلاح ذو حدين له وعليه. ثم أنه ليس من المعقول ولا من المقبول أن يفرض على شعبنا رئيس وزراء من قبل أعداء شعبنا,لأننا لا نقبل بالإملاءات ونرفض الذين يقبلون بها أو الذين يجارونها طمعا برضا الوحش الأمريكي أو خوفا منه, ويجب أن لا يفهم من كلامنا أننا نلمح ضد شخص الوزير فياض لكننا نقصد أمريكا وإسرائيل وخيارهما الذي سيكون رفضه طبيعيا من الجانب الفلسطيني بكل تلويناته لأنه بكل بساطة يأتي من معسكر الأعداء وهنا تكمن الحنكة الوطنية في التعامل مع الشخصيتين المرشحتين للمنصب ومن يدعمهما. هذا الشعب لازال شعب فلسطين الذي لا يقبل بالإملاءات ولا يرضى بأشباه القيادات وعبيد السلطان والجاه والمال وبالذين أساءوا للقضية الوطنية أو تم جلبهم على دبابة معادية ليتولوا القيادة والسلطة وفرض الاستسلام على المشروع الوطني المعمد بالدماء الذي تقوده الانتفاضة الفلسطينية المجيدة .

 

 في هذه الأرض الفلسطينية المحررة والتي أعاد الاحتلال احتلالها لا مكان للذين يريدون شطب الحقوق الوطنية الفلسطينية ولا مكان أيضا للذين يوافقون على التفاوض والمساومة على الانتفاضة من أجل العودة لما قبل اندلاع الانتفاضة. لا عودة عن الانتفاضة ولا عودة عن تحقيق شعارات الانتفاضة كاملة, لأن الحرية والاستقلال والسيادة  أصبحت مطالب فلسطينية ملحة وغير قابلة للتفاوض مع عدو لا يريد أن يسلمنا ما سلبنا إياه بالقوة أو عبر سلام أوسلو الميت. الطريق الوحيد لتحقيق أمنيات شعبنا الوطنية الممكنة والمقدسة والمعقولة يكون عبر تصعيد نهج الكفاح الفلسطيني العادل سياسيا وميدانيا وعسكريا ودبلوماسيا وجماهيريا ومن ثم عبر اختيار شخصية وطنية نظيفة وشريفة لمنصب رئيس وزراء, عندها يعرف الشعب الفلسطيني أن هذا الشخص وطني ولا غبار عليه, وطني حقيقي سيكون همه فلسطين وناسها وأهلها وشعبها في الداخل والخارج وكذلك الإصلاح الحقيقي ورفض التدخلات والأملاءات الصهيونية والأمريكية.

 

إذا ما توفر لشعبنا رئيس وزراء بهذه الصفات يكون شعبنا حقق خطوة هامة نحو تأسيس مفهوم جديد لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل المؤسسات وتوزيع المهام, فيجد الشخص المناسب مكانه المناسب بحيث تكون عملية الخدمة الوطنية عملية سهلة وممتنعة, سهلة لأن الشخص الذي يعمل لن يحسب حساب الخوف من رب عمله الذي يهدده بلقمة عيشه وحياته ومستقبله وكذلك يجب أن تكون الشفافية موجودة وحاضرة بقوة لأنه لا مجال لنجاح التجربة الجديدة بدون وجوه جديدة تؤمن بالعملية الديمقراطية وبالكفاءات والمحاسبة والبذل الوطني الحقيقي من أجل مستقبل فلسطيني مشرق ومشرف وحقيقي, ثم ممتنعة وتمتنع عن الخضوع لأملاءات وضغوطات الآخرين لأنها تعلم أن خلفها شعب يحميها ويقف بالمرصاد لمن يريد النيل منها.

* نشرت كاملة في الميديل إيست أونلاين / لندن

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس
- ألله يهدي أبن هادي وغيره..
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير
- سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد
- من وحي المخيم ..
- الحرب على العراق تبدأ من غزة


المزيد.....




- السعودية.. الشرطة تتدخل لمنع شخص بسلاح أبيض من إيذاء نفسه في ...
- فيضان يجتاح مناطق واسعة في تكساس وسط توقعات بمزيد من الأمطار ...
- إدانات ألمانية وأوروبية بعد تعرض نائب برلماني للضرب
- مقتل مراهق بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوماً بسكين
- مجتمع الميم بالعراق يخسر آخر ملاذاته العلنية: مواقع التواصل ...
- هايتي.. فرار عدد من السجناء ومقتل 4 بأيدي الشرطة
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل أحد حراس القنصل اليوناني أثناء مراس ...
- قتيلان في هجوم استهدف مرشحا لانتخابات محلية في المكسيك
- محلل سياسي مصري يعلن سقوط السردية الغربية حول الديمقراطية ال ...
- بيلاروس تتهم ليتوانيا بإعداد مسلحين للإطاحة بالحكومة في مينس ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟