أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار















المزيد.....

أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 437 - 2003 / 3 / 27 - 03:58
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

أصبح الآن واضحًا أن الهدف الأمريكي في الحرب على العراق يتفق ويلتقي بشكل كبير مع الهدف الإسرائيلي الذي بدوره يفعل ويقوم بعمل كل ما يمنع تقرير المصير للشعب الفلسطيني المكافح من أجل الحرية والاستقلال والحياة بلا استيطان واحتلال. فقد جربت إسرائيل المدعومة أمريكياً خلال فترة وجودها المقرونة بزوال فلسطين من الخارطة السياسية للمنطقة، كافة أنواع الحروب من أجل منع الفلسطينيين من إعادة تأسيس أنفسهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والتمسك بحقهم في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الحرة والمستقلة بناءً على قرارات الشرعية الدولية. وناضل الشعب الفلسطيني مدعوماً من الشعوب العربية بكل قوة وبلا هوادة من أجل تحقيق الحلم الفلسطيني الذي ليس كما كل الأحلام العادية، فهو ليس حلمًا عادياً بل حقيقة فعلية موجودة، وليس الكفاح الفلسطيني الطويل والمديد والمرير سوى تعبير عن تلك الحقيقة التي قدّم شعب فلسطين على مذبحها وقربانًا لها عشرات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمعتقلين. ومن المهم الإشارة هنا إلى الدور البريطاني - الأمريكي الكبير في ضياع فلسطين ومحاربة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني. ومنذ أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية على لسان رئيسها هاري ترومن تأييدها للهجرة اليهودية إلى فلسطين الانتدابية ومطالبتها الحكومة البريطانية الانتدابية السماح لمائة ألف لاجئ يهودي بالدخول إلى فلسطين، حافظت السياسة الأمريكية على ثباتها في هذا الموقف الداعم لإسرائيل بدون قيد او شرط.

 

منذ ذلك الوقت أتبعت أمريكا بكل إداراتها المتعاقبة سياسة معادية للشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي والعادل في الحياة حرًا وسيدًا في وطنه المسلوب فلسطين. وتفانت الإدارات الأمريكية في الدفاع عن إسرائيل ودعمها بكل الوسائل والسبل والإمكانيات، لا بل خاضت أمريكا حروبًا عديدة صغيرة وكبيرة من اجل ضمان تفوق إسرائيل على جيرانها العرب وعدم تعرض ميزان تفوقها العسكري والحربي لأي خلل. فشاركت في حروب إسرائيل الستة السابقة عبر مدها بالدعم والإسناد والسلاح والمال والجسور الجوية والبحرية المفتوحة التي كانت تنقل العدة والعتاد والسلاح مباشرة من القواعد والمصانع الأمريكية إلى أرض المواجهة والمعركة. والتاريخ لازال يذكر كيف تدخلت أمريكا بأساطيلها ضد العرب ونصرةً لإسرائيل. كما أن تاريخ الفيتو في مجلس الأمن الدولي شاهد عيان على عدد المرات التي استعمل فيها من قبل الأمريكان خدمة ونصرة لإسرائيل ومنعاً لإلزامها بأي قرار دولي. وقد فضلت أمريكا الالتزام بتفوق وأمن بإسرائيل والحفاظ عليها كضابط متقدم في سبيل خدمة الأهداف التوسعية والاستعلائية الأمريكية في المنطقة، وكانت تفعل ذلك بتنسيق منظم ومسبق وثابت مع الحكومات البريطانية التي لازالت تمارس دورًا ذيلياً وتابعاً للسياسة الأمريكية المعادية للعرب.

كان من الطبيعي والمنطقي لأمريكا أن تتحالف مع الدول العربية التي تشكل بالنسبة لها سوقاً اقتصادية واسعة وهامة ومنبعًا نفطيًا لا يمكن تعويضه بأي منبع آخر. كل هذا وذاك لم يقنع أمريكا بالانحياز للعرب، والعرب أصحاب حق في قضية لا يمكن تغيير الحقائق فيها عبر الكذب والدجل والتزييف وسرقة التاريخ وصناعته من جديد.

حروب المنطقة كلها كانت تصب في خدمة السياسة الإسرائيلية وفي منبع التآمر الأمريكي على الشعوب العربية وتطورها، فحرب العراق وإيران جاءت لتخدم المشروع الإسرائيلي الأمريكي في الإنفراد بالمنطقة، ودكذلك يمومة التفوق الإسرائيلي على جميع أنظمة الحكم في الشرق الأوسط. ونتائج الحرب العراقية - الإيرانية وبدايتها كما نهايتها كانت مؤسفة ومخجلة، وكانت تعبر عن جهل وقلة تفكير الذين فرضوها على شعوبهم وعلى المنطقة وعلى العالم.

وبالرغم ويلات تلك الحرب كان لكل من أمريكا وبريطانيا والغرب بشكل عام دورًا هاماً وأساسياً في دعم طرفي النزاع من أجل انهاكهما معا وتكسير وتحطيم قوتهما واقتصادهما ومستقبلهما، على ما يبدو كخطوة مدروسة لتمهيد الطريق نحو الحرب الثانية ومن ثم الحرب الجارية الآن والتي تعرف بالثالثة.

جاء الغزو العراقي لدولة الكويت والذي نتج عنه تقسيم الأمة العربية وخراب الجامعة العربية وجلب الاحتلال الأمريكي لدول الخليج، هذا الاحتلال الذي يسميه البعض بالوجود والذي يعتبر احتلالاً غير معلن لتلك الدول وبرضى حكامها الذين أعلنوا تخليهم حتى عن ورقة التوت التي كانت تستر عورتهم. أما الآن في الحرب الخليجية الثالثة والإسرائيلية السابعة فقد بان في مؤتمر القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ الخيط الأبيض من الخيط الأسود، كما كان بانَ من قبل في قمة بيروت مدى حالة الإنهاك والتردي التي تعم الحكومات والأنظمة العربية، إذ أنهم لم يستطيعوا فعل أي شيء للشعب الفلسطيني المنتفض منذ أكثر من عامين، وأكثر من ذلك رفضوا قطع علاقاتهم السياسية والدبلوماسية والاقتصادية مع اسرائيل كتعبير رمزي عن دعمهم ومساندتهم للفلسطينيين، وقد اخترعوا لذلك أسباباً عديدة منها المضحك ومنها المبكي، كما أسباب البعض الذي برر العلاقات بما فيه من خدمة ومصلحة للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية.

أما الآن والحرب في العراق على أشدها والصواريخ الإسرائيلية الصنع تنهمر مع غيرها من صواريخ كروز وتوماهوك والأخرى التي لا زالت مجهولة بالنسبة لنا، نرى أن  في الحرب مصلحة أساسية لإسرائيل وأقل ما فيها أن إسرائيل ستقوم بالتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية بدون إزعاج ومن دون تغطية إعلامية وقد تقدم حكومة شارون على تنفيذ ترانسفير من والى المناطق الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية أو عبر ترحيل بعض الناس إلى الأردن أو بعض الدول العربية الأخرى المجاورة. وذكرت الانباء أن السلطات الإسرائيلية أبلغت 24 معتقلاً فلسطينياً في سجن عوفر بأنها سوف تقوم بترحيلهم إلى الأردن. فهل هذه بداية الترانسفير الحقيقي في خضم الحرب الدائرة في العراق حيث ينشغل العالم بتلك الحرب؟ هذه الأنباء سوف تظهر على حقيقتها قريبا جدًا.

هذه الحرب الممتدة من العراق إلى فلسطين ليست سوى مؤامرة واحدة لعدو مشترك وواحد يستهدف الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة عبر شطب القضية الوطنية الفلسطينية وضرب الأنتفاضة والمقاومة وإجبار القيادة الفلسطينية على الموافقة على مشاريع التصفية المسماة سلاماً. وكذلك لإضعاف الأمة العربية عبر كسر إرادة المقاومة والعزة والكرامة الوطنية والقومية لدى الشعوب العربية وفي المقدمة منها قوة العراق شعبًا وجيشًا عربيًا أصيلاً كان له في حروب فلسطين والأمة العربية تاريخاً منيرًا ومضيئاً.

فهل ستسمح الأمة العربية بالاحتلال الأمريكي للعراق وبالترانسفير البغيض للشعب الفلسطيني؟

هذا سؤال الفلسطيني الآن، فهل سنجد من الحكام العرب من ينكره؟

( أوسلو)

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رامبو الأمريكي والمقاوم العراقي
- عراقنا و عراقهم
- للنرويج دور لم ينته بعد
- أود كارستين تفييت
- ليس دفاعا عن محمود درويش
- الأعلام الإسرائيلي في بلاد العرب
- هل تغير شارون ؟
- فتحي أبو جبارة
- مصائب شعب العراق فوائد لأهل النفاق
- جنون رعاة البقر ونقص المناعة
- كلابهم وكلابنا..
- شارون قريباً في شرم الشيخ..
- ماء الوجه .. ماء الحياة
- اللهم اجعلني من المخطئين
- سلاح أمريكا السري وفانوس العرب السحري
- حيرة الناس مع الأمريكان
- عودة إلى اللقاءات في ظل المذابح
- عن أية هدنة يتحدثون؟
- الدروع البشرية وعبيد الفاشية
- لمن ستذهب رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية؟


المزيد.....




- -يعلم ما يقوله-.. إيلون ماسك يعلق على -تصريح قوي- لوزير خارج ...
- ما الذي سيحدث بعد حظر الولايات المتحدة تطبيق -تيك توك-؟
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في -عدوان الإم ...
- -عار عليكم-.. بايدن يحضر عشاء مراسلي البيت الأبيض وسط احتجاج ...
- حماس تبحث مع فصائل فلسطينية مستجدات الحرب على غزة
- بيع ساعة جيب أغنى رجل في سفينة تايتانيك بمبلغ قياسي (صورة)
- ظاهرة غير مألوفة بعد المنخفض الجوي المطير تصدم مواطنا عمانيا ...
- بالصور.. رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -الم ...
- -إصابة بشكل مباشر-.. -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف مقر قي ...
- واشنطن تعرب عن قلقها من إقرار قانون مكافحة البغاء والشذوذ ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أمريكا تحارب وإسرائيل تجني الثمار