أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لماذا يا تيري رود لارسن؟















المزيد.....

لماذا يا تيري رود لارسن؟


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 479 - 2003 / 5 / 6 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالة للموفد الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط  تيريه رود  لارسن  بعنوان " شباك فرص خارطة الطرق".

انسابت كلمات لارسن في مقالته بشكل معقول ومقبول حتى وصل إلى الفقرة التالية: "وتحتم هذه العملية توفر النوايا الحسنة في الجانبين". وهذه امنية ومتوازنة ومقبولة، جعلت لارسن يتابع: "يتحتم على إسرائيل العمل بشجاعة لإخلاء المستوطنات".

هذه كلمات مسؤولة، لأن المستوطنات كانت ولا زالت وستبقى عقدة في وجه أي حل سلمي لا يأخذ تفكيكها وإزالتها بعين الاعتبار ويضعها في سلم أولويات السلام. وعندما يذكر لارسن المستوطنات إنما يذكّر إسرائيل بأن الحل مستحيل بدون إزالتها. وهذا من أهم ما تحدث عنه موفد الأمم المتحدة في مقالته.

في نفس الفقرة كتب لارسن ما يلي: "كما أن قضايا الحدود ومكانة القدس والحل العادل لأزمة اللاجئين منوطة باتخاذ قرارات صعبة"، في تأكيد واضح على أن هذه الأمور تقع في صميم عملية السلام ولا يمكن أن يكون هناك حل عملي وفعلي لمشكلة الشرق الأوسط بدون أخذ هذه القضايا على مجمل الجد، والعمل المخلص والحقيقي من أجل حلها حلا جذريا، يضمن نظافة ونزاهة الحل.

 

وما قضية اللاجئين الفلسطينيين إلا واحدة من القضايا العالقة التي تتحمل مسئوليتها الأولى والأساسية السلطات الإسرائيلية، التي استولت على بيوت وأرض هؤلاء اللاجئين، فكانت السبب في نكبتهم وتشردهم ولجوئهم الذي لازال مستمرًا وحاضراً منذ أكثر من 55 عاماً.

 

في هذه القضية لا يوجد لدى الفلسطينيين ما يتنازلون عنه، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أماكن سكن هؤلاء الفلسطينيين لا زالت بمعظمها فارغة وتنتظر عودة أصحابها الحقيقيين الذين طالت غربتهم وطال تشردهم وكبرت معاناتهم، فهؤلاء ذاقوا ويذوقون الأمرين في لجوئهم المستمر في دول الجوار، حيث عوملوا معاملة لا تليق بالبشر، ولا زالت بعض الدول العربية تحجم عن الاعتراف بحقوقهم الإنسانية والطبيعية، كما أنهم لا زالوا منذ أن لجأوا من فلسطين - التي احتلت وتحولت بالقوة لإسرائيل - يعيشون على نفس المساحة التي خصصت لهم ولمخيماتهم بعد النكبة.

 

لا أحد يلتفت إلى اللاجئين أو حاجتهم للعيش كباقي الناس، بانتظار حل مأساتهم الإنسانية، التي هي سياسية بالدرجة الأولى. فالمعونات التي تقدمها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أصبحت - منذ اتفاقية أوسلو التي كان للارسن بصفته وسيطًا نرويجيًا دور مهم فيها - شحيحة وضئيلة ولا تكفي لسد حاجات اللاجئين في مخيماتهم. كما أن هناك قرارات دولية صادرة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي التابع لها. وهذه الهيئة الدولية تتحمل المسئولية التاريخية والقانونية أيضًا عن مصير ومستقبل وحياة اللاجئين وتطبيق حقهم بالعودة والتعويض، لأنها هي الجهة التي أخذت على عاتقها تشريع اقامة إسرائيل على الأرض الفلسطينية بعد ان قسمتها بين اليهود والعرب.

 

وإذا كانت حجة إسرائيل أن المساحة ضيقة والدولة صغيرة فلماذا تواصل إسرائيل نفسها تجميع اليهود وتشجيعهم على الهجرة والاستيطان، بينما هي نفسها ترفض فكرة عودة اللاجئين بادعاء أنه لا يوجد مكان لهم في أراضيهم التي استولت عليها بالقوة.

 

في دراسة مميزة وهامة أعدها الباحث الفلسطيني سلمان أبو ستة نتبين أن إمكانية عودة اللاجئين إلى ديارهم ممكنة لأن معظم مناطقهم لا زالت تنتظر عودتهم ولم يتم استعمالها من قبل السكان اليهود، هذا بالإضافة لكونها عودة قانونية ومقدسة.

في مقالته يورد تيريه رود لارسن كلاما أتسم منذ البداية بالانحياز والانحراف عن لغة الحياد، فقد كتب لارسن مضيفا: "يمكن لمن يعارضون الخطة القيام بعمليات مسلحة - وقد شاهدنا بألم العملية الانتحارية القاتلة التي وقعت في تل أبيب بعد ساعات من قليلة من منح الثقة لحكومة أبو مازن. يتحتم على السلطة الفلسطينية استخلاص القانون مع أمثال هؤلاء المجرمين وبذل كل ما يمكنها لمنع تكرار مثل هذه العملية".

 

طبعا كلنا نعلم أن موضوع العمليات الفلسطينية معقد ولا يمكن للسلطة الفلسطينية وحدها أن تجد له حلا سحريا، فالسلطة مفتقدة للبنى التحتية وهي محاصرة، بعدما قامت إسرائيل – "المسالمة جدا" حسب تقييمات لارسن في مقالته - بتدمير البنية التحتية الفلسطينية واغتيال واعتقال وتصفية وشرذمة كل أجهزة السلطة الفلسطينية التي كانت تستطيع فعل شيء ما لمنع العمليات.

 

هذا من جهة، ومن الجهة الأخرى فأن إسرائيل نفسها تمارس أعمالا إجرامية مسلحة تفوق بكثير بعض العمليات الفلسطينية والتي لم تكن كلها ضد المدنيين الإسرائيليين، فهناك عمليات إستشهادية أو انتحارية حصلت في المدن الكبيرة واستهدفت تجمعات للجنود أو مجموعات للجنود كانت في المقاهي والباصات والأماكن الأخرى. والفلسطيني لا يملك الطائرات ولا الأباتشي حتى يقوم بعمليات خاصة تستطيع الوصول للجنود والعسكريين الإسرائيليين، ورغم هذا فأن إسرائيل قامت بعشرات أو بمئات العمليات التي استهدفت مدنيين وعسكريين فلسطينيين في بيوتهم أو مكاتبهم أو على الشوارع وبين البيوت وفي الأحياء السكنية، متسببة في قتل المئات من المدنيين الفلسطينيين في سلسلة من المجازر والمذابح، منها على صعيد المثال لا الحصر مذبحة مخيم جنين التي وصفها لارسن نفسه بعد وصوله للمخيم المنكوب، وكأنها زلزال أو هزة أرضية ضربت المنطقة، لكنه عاد وسحب تصريحاته بعدما أدانته إسرائيل إدانة شديدة وقاطعته حكومتها وتعاملت معه معاملة القطيعة.

 

على لارسن وغيره من المبعوثين الدوليين احترام مشاعر الضحايا الفلسطينيين والمعاملة بالمثل وتسمية الطرف الآخر الذي يمارس الأجرام والإرهاب وسياسة  تدمير البيوت واغتيال وتصفية البشر وضرب المدنيين وقتلهم بالعشرات من اجل اصطياد مطلوب أو ناشط فلسطيني، على الأقل بنفس الأوصاف والتسميات التي يطلقونها على الفلسطينيين بعد كل عملية تحصل ضد الإسرائيليين.

 

وأخيرا نتساءل: لماذا لم يكتب لارسن مقالة جديدة يحكي فيها عن المجرمين الذين ذبحوا الناس في حي الشجاعية ومن بينهم ثلاثة أطفال صغار بين أحضان أمهاتهم. لماذا يا تيري رود لارسن لا تجرؤ على الكلام حين يتعلق الأمر بإسرائيل التي ترفض كل حلول و خطط السلام؟

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الصحافة العالمي
- سارس صيني وفيروس عراقو- أمريكي
- شريعة الغاب في زمن الإرهاب
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه
- كيف سيخرج عرفات من هذه العلقة ؟
- عجائب وغرائب نظام صدام
- شعب فلسطين مطالب بحسم الخلاف بين المهندس والختيار
- أين هي الحقيقة ؟
- يوم سمير القنطار،يوم الأسرى العرب..
- في ذكري يوم قانا المعمد بالدماء
- أيها العرب خذوا العبرة من آرثر ميلر..
- ماذا بعد سقوط النظام واحتلال العراق؟
- 17 أبريل،يوم الأسرى
- سقوط النظام وانتشار الجرائم بتشجيع من الاحتلال ..
- مبروك هولاكو الجديد
- كذبة الثاني من نيسان


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - لماذا يا تيري رود لارسن؟