أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - صرخة باردو العنصري














المزيد.....

صرخة باردو العنصري


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 488 - 2003 / 5 / 15 - 04:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

http://home.chello.no/~hnidalm

 

صدر حديثا في فرنسا كتاب لبرجييت باردو بعنوان " صرخة في الصمت" وهذه السيدة التي أصبحت على أعتاب السبعين من عمرها،هي الممثلة الجميلة والمعروفة،الشقراء التي دوخت الشباب وجعلت قسما كبيرا منهم ينام ويحلم بها ليلا،ثم يذهب نهارا إلى دار السينما لمشاهدة أحد أفلامها، من جديد،وكنا نجمع المال قرشا بعد قرش كي نشتري بطاقة لحضور فيلم من بطولة باردو،لكن هذا كان أيام زمان، أيام كانت الحسناء لم تزل فاتنة الشاشة ولم تدخل عالم العنصرية الأوروبية المتصاعدة ضد المهاجرين المسلمين والأجانب من العرب وغيرهم.

 وأفكار برجييت باردو اليوم تصلح لتكون ضمن التوجه السياسي لحزب الجبهة الوطنية اليمينية الفرنسية بزعامة لوبن.وأذكر يوم كنت لازلت ولدا جاهلا ويانعا كيف كنت وأصدقائي الجهال نصف تلك الحسناء الفرنسية بسيدة الجمال والأغراء، وكان لعابنا يسيل حين كنا نرى بعضا من جسدها المجبول بذهب الخريف والمحروق بأشعة شمس الصيف. وكنا نحبها ونريدها ونكن لها مثلما كننا لجسدها كذلك المحبة والاحترام والإعجاب.أما الآن وهذه الممثلة أصبحت عجوزا جميلة البشرة والمظهر، لكن قبيحة الرؤية والأفكار، وبعدما مر على أيام جهلنا و ولدنتنا وصبانا سنوات، صارت فيها برجييت باردو عنصرية, وضعت نفسها في خدمة الحيوانات والدفاع عنها،وبنفس الوقت في معاداة العرب والمسلمين والإساءة لهم وتحريك وتأليب مشاعر العنصرية والحقد والتفرقة البغيضة ضدهم في فرنسا خاصة وأوروبا والعالم عامة. ومنذ فترة طويلة وهذه الممثلة المتقاعدة تقوم بشن حملة عنصرية ضد المسلمين وتتهمهم باحتلال فرنسا وبذبح الخراف بطريقة غير رحيمة وغير إنسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك. ففرنسا بنظرها محتلة من قبل المسلمين ولمجرد وصول الكاتب الجزائري للمسرح الكوميدي فرانسيز بمرافقة الألحان الإسلامية واللهجة المحلية. والغريب أن كتاب باردو مليء بالتوجهات والشعارات التي لا تخفي عداءها للمسلمين وفي بعض فصوله يدل عن لا عقلانية وعدوانية باردو اتجاه المسلمين لأنهم برأيها يحتلون بلدها فرنسا.

والمشكلة أن مثل هذا الكتاب يرى النور في وقت قامت فيه فرنسا بمنع كتب أخرى تطرقت لليهود وإسرائيل بلغة علمية وثقافية وأقيمت الدنيا ولم تقعد ضد كتاب المفكر الفرنسي الكبير روجيه غارودي" الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية" لمجرد أنه حلل ودرس قضية الهولوكوست من زاوية غير الزاوية المعروفة التي يتحدث منها كل الذين يدرسون المحرقة. كما قوبل كتاب لشابة مصرية يحكي عن معاناة الأطفال الفلسطينيين نشر في ايطاليا وفرنسا بحملة قوية تعارضه وتتهمه بالعنصرية وألا سامية ومعاداة اليهود،لأنه يروي بشجاعة ولغة جميلة وصادقة وحشية التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين وخاصة الأطفال منهم. لكن هناك في فرنسا أيضا من يقف ضد توجهات باردو العنصرية،فقد أكدت الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب عزمها على تقديم شكوى بحق باردو ودار النشر التي نشرت كتابها وهي دار المنشورات "أيديسون دو روشيه". ورأى رئيس الحركة  المذكورة في الكتاب أنه دعوى صريحة وحقيقية للتمييز والى العنصرية والعنف.لذا لا يمكن قبوله لأن العنصرية في فرنسا ليست رأيا بل جرما. ولم تخفِ برجيت باردو إعجابها واحترامها بزعيم العنصريين الفرنسيين جان ماري لوبن وأفكاره العنصرية.وكانت باردو أهدت كتابها المذكور لجميع الذين يحافظون على الحيوانات في السر وفي العلن. أما نحن فنهديك يا سيدة باردو مظالم حيواناتنا الناطقة في بلادنا العربية المستباحة، في العراق الذي عومل شعبه معاملة أصعب من معاملة الخراف التي يذبحها المسلمون في عيد الأضحى، فكانت الحيوانات المعدنية الأمريكية والبريطانية لا تفرق في نحرها وذبحها وحرقها وقتلها بين الطفل والشيخ والمرأة والديك والحصان والقطة،كانوا كلهم مشاريع لموت وطن وقمع شعب عاش سنوات طويلة في ظلم وبظل قمع أشخاص يفكرون بأنفسهم فقط ولا يراعون حياة الشهب ومصير الوطن،أشخاص مثل حيوانات متوحشة ومخيفة مع أنهم ينطقون مثلك تماما بلهجة محلية.

 هؤلاء ذهبوا لكن ثمن ذهابهم كان كبيرا جدا. وعندنا ايتها السيدة الفرنسية مثالا آخرا لحسن معاملة الحيوانات في بلادنا، فقد أصبح الفلسطيني بلا بيت أو سكن أو سقف ينام تحته بفعل الهمجية الصهيونية الفالتة من عقالها، بينما حيونات فلسطين لا زالت تملك أمكنة تأويها وتحميها من الشتاء والمطر وكذلك من حر الشمس والصيف القادم مسرعا. كما أن الفلسطيني يتقاسم الطعام مع حيوانات داره من القطط والكلاب والدواجن والخيول والطيور و حتى الحمير. فمتى ستتطورين يا سيدتي الجميلة وتحترمين العرب والمسلمين وتحترمي مشاعرهم وعاداتهم وتقاليدهم ووجودهم في فرنسا كما وجود الآخرين من اليهود وغير اليهود. فالعرب وهم جزء من هذا الدين الكبير والعظيم، دين المسلمين الذي يعد بالملايين في فرنسا اليوم،أصبحوا جزءً من المجتمع لا يمكن محاربته بكلمات فارغة هي بالأصل بضعة شعارات عنصرية مستهلكة ومقيتة.إن الخطر الحقيقي على نسيج المجتمع الفرنسي يأتي من الذين يفكرون بنفس طريقتك المؤسفة والمخجلة.



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرد جماعات السلام جزء من عملية اغتيال السلام
- يزول الإرهاب بزوال أسبابه
- لغة قطر العجيبة والغريبة
- خارطة الطريق بلا طرق
- شواكيش عراقية وعربية
- الغريب والعجيب في زمن بوش الحبيب
- من أخبار الدنيا الأخرى
- الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي
- بين السلام و شالوم يقف شارون
- لا عجائب ولا غرائب
- من المسئول عن السلب والنهب في العراق؟
- حزب متسناع أصبح بلا ذراع
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟
- يوم الصحافة العالمي
- سارس صيني وفيروس عراقو- أمريكي
- شريعة الغاب في زمن الإرهاب
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق


المزيد.....




- -لكلماته علاقة بأيام الأسبوع-.. زاخاروفا تعلق على تصريحات ما ...
- سيارة وجمال.. هدايا مقدمة لسعودي أنقذ مواطنيه من سيل جارف (ف ...
- -المسيرة-: 5 غارات تستهدف مطار الحديدة الدولي غرب اليمن
- وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية
- وثيقة سرية تكشف عن أن قوات الأمن الإيرانية تحرشت جنسيا بفتاة ...
- تقارير مصرية تتحدث عن تقدم بمفاوضات الهدنة في غزة و-صفقة وشي ...
- الكرملين يعلق على الضربة المحتملة ضد جسر القرم
- مشاهد جديدة من موقع انهيار طريق سريع في الصين أدى إلى مقتل ا ...
- سموتريتش يشيد بترامب في رفض حل الدولتين
- -وفا-: إسرائيل تحتجز 500 جثمان فلسطيني بينهم 58 منذ مطلع الع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - صرخة باردو العنصري