أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال حمد - يزول الإرهاب بزوال أسبابه















المزيد.....

يزول الإرهاب بزوال أسبابه


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 487 - 2003 / 5 / 14 - 04:40
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


 

http://home.chello.no/~hnidalm

- خاص بالحوار المتمدن

في السعودية أرض الإسلام التي تقبع في شبه الجزيرة العربية،الأرض التي تحتضن قبر الرسول العربي الأعظم ، وتحتضن كذلك الحجر الأسود والكعبة وقبور الصحابة والخلفاء والأئمة، أرض الحرمين الشريفين، أرض الديانة الإسلامية،هناك نشأت أساسات تنظيم القاعدة وهناك ولد زعيم القاعدة الشيخ أسامة بن لادن.وهناك كانت عملية الخبر ضد الأمريكان كبداية لعمل تنظيم القاعدة ضد الوجود الغربي والأمريكي بالذات في السعودية والخليج العربي،ثم تمددت القاعدة لتصل إلى اليمن وغيرها من بلاد العرب وأصبحت فيما بعد تنظيما غير مرغوبا به في تلك البلاد ومعاديا للأمريكان،بعدما كانت تجمع قيادته من المجاهدين العرب في أفغانستان بالأمريكيين علاقات مميزة،كانت موجودة بالأساس ضد الإتحاد السوفيتي والجيش الأحمر في أفغانستان المحتلة.

 وفي السعودية، في العاصمة الرياض بالذات حدثت ليلة أمس أربعة تفجيرات ضخمة استهدفت المصالح الأمريكية في الرياض. النتيجة عشرات القتلى والجرحى،معظمهم من الأمريكيين،والنتيجة الأخرى فشل مساعي ترميم العلاقة الأمريكية السعودية،وإعادة تسليكها وتسييرها على سكة جديدة بعد احتلال العراق وسقوط نظام صدام ومحاصرة سوريا وإيران.

هذا وكانت أجهزة الأمن السعودية قد ألقت القبض قبل أيام قليلة على نشطاء من تنظيم لقاعدة أو من المتعاطفين معه. ومنهم أعضاء تتهمهم السعودية بالانتماء للقاعدة أو تنظيمات تتبع لتنظيم القاعدة،وكذلك عثرت السلطات السعودية على كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات وغير ذلك من العتاد والتجهيزات التي كانت معدة لعمليات ضد مصالح أمريكية في البلاد.

وأعتبر هذا العمل إنجازا ضخما للأمن السعودي في مواجهة الحركات الأصولية الإسلامية وتنظيم القاعدة الذي يحظى بشعبية واضحة بين الشباب في الدول الخليجية. لكن عمليات الأمس التي تشبه الزلزال الحقيقي جاءت استقبالا وترحيبا دمويا وناريا بالوزير الأمريكي الذي وصل اليوم إلى السعودية قادما من المملكة الهاشمية الأردنية.وإن دلت هذه العملية على شيء فهي تدل على استعراض قوة غير مسبوق قامت به التنظيمات المحظورة والقاعدة بالذات. وهناك من يقول أن هذه العمليات هي من تدبير تنظيم القاعدة 2 ،المهم أن العمليات أتت كرد صاعق وقوي من تلك التنظيمات على الإنجاز السعودي الهام المتمثل باعتقال واكتشاف خلايا من تلك المنظمات. هذا وتأتي أيضا لتكون بمثابة رسالة قوية للوزير الأمريكي تذكره بعملية الخبر قبل سنوات، وتؤكد له أن شيئا لم يتغير في السعودية وأن ما قامت به أمريكا من سحب لجنودها وبعض معداتها ليس كافيا،وأن القاعدة وقواعدها الأخرى لن يتوقفوا عن عملياتهم ألا بعد أن يحققوا أهدافهم وبالمقام الأول منها طرد الأمريكان من السعودية والبلاد الخليجية والأخرى العربية.

 

كيف ستتعامل السلطات السعودية مع هذا الحادث الذي يعتبر بمثابة ضربة موجعة وقاصمة للمجهودات السعودية الكبيرة،التي كانت تبدل من أجل تعزيز ورأب الصدأ في العلاقة السعودية الأمريكية التي تدهورت كثيرا بعد حوادث 11 أيلول و التي شارك فيها مواطنون سعوديون من أتباع الشيخ أسامة بن لادن.لا أحد يدري كيف ستكون ردة فعل السلطات السعودية،لأن الحرب على هذه التنظيمات هي كالحرب على المجهول.هناك طريقة أفضل من الحرب لجعل هذه الجماعات تتوقف عن هجماتها وهي بأن تقوم أمريكا بسحب قواتها من البلاد العربية التي تحتلها تلك القوات بشكل غير رسمي منذ أن تم تحرير الكويت من قبضة صدام حسين وجيشه الغازي. وما على أمريكا سوى الرحيل عن هذه الأرض وترك سكانها بحالهم، فهم ليسوا في عداء مع أمريكا طالما هي ظلت بعيدة عنهم وتركتهم بحالهم. أما الجماعات التي تنتهج نهج القاعدة فهذه ستفقد مبررات الهجوم على الأمريكان أو غيرهم من القوات المتواجدة في البلاد العربية يوم تقوم تلك القوات بالانسحاب من هذه البلاد. وستصبح أمريكا صديقة الشعوب العربية يوم تقوم باتخاذ مواقف متوازنة وغير منحازة في قضية الصراع العربي الصهيوني وبعد أن تبدأ تتعامل مع العرب كبشر لا كقطط أو كبقر.

 إذ كيف يأتي باول إلى المنطقة ويلقي النفايات الأمريكية على العرب والفلسطينيين مبتسما،بينما يقف كالأرنب الجفلان بالقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون؟ وهل تظن أمريكا بأنها ستبقى تسرح وتمرح في بلاد العرب بدون محاسبة ومراقبة من الضمير العربي أو من الجماعات العربية التي لا تقبل بالإهانة والارتماء في أحضان أمريكا؟ وهل تعتقد أمريكا أن وجودها في بلاد العرب وسياستها المعادية لهم ستكون بلا ثمن؟. على أمريكا أن تفهم أنه ليس كل العرب من نفس نوعية حكامهم الذين يشرعون لأمريكا كل ما تريده،ففي هذه الأمة العربية لازال هناك من يقول لا لأمريكا ولا للاحتلال الأمريكي للعراق ولدول الخليج العربي.وفي هذه البلاد وبين ظهراني هذه الأمة التي عززت الثقافة والعلوم والمعرفة والعدالة والفقه والسلام والتسامح في العالم سوف لن يكون هناك مكان للإرهاب بمعانيه الحقيقية وسوف لن تسمح الأمة العربية للإرهابيين الحقيقيين بإلصاق تهمة الإرهاب بهم. خاصة أن الجميع يعرفون ويعلمون أن تلك التهمة معدة خصيصا للعرب. الإرهاب الحقيقي بدأ من الغرب و حضر إلى بلاد العرب بالذات مع مجيء الاستعمار الغربي لتلك البلاد،وتعزز بشكل كبير مع نشوء فكرة الوطن القومي اليهودي في فلسطين وكذلك مع بداية الهجرات الصهيونية المنظمة إلى الشرق العربي وبروز المشروع الصهيوني الأستئصالي الاستعماري الاستيطاني الأجتثاتي،الذي يسلب الأرض ويحرس النفط المستباح والثروة المنهوبة. فقد أقيم مشروع الاستعمار الصهيوني بالمساعدة والدعم والحيلة والنفاق ولغة الدجل وسياسة النصب والنهب وقوة السيف والنار، فكان شعب فلسطين ضحية أكبر مشروع تآمر دولي قادته الحركة الصهيونية العالمية ونفذته بمباركة ومشاركة أمريكية وأوروبية غربية وشرقية.ومنذ 55 عاما مضت وحتى يومنا هذا لا زالت نفس تلك الدول تتآمر على نفس الشعب ونفس القضية.فأين معايير السلام والأمانة والعدالة في عالم الدول الحديثة؟

 

عندما يعيد الإنسان العربي قراءة التاريخ أو سرده أو حتى تذكره عبر قراءته من جديد، قد يصاب هذا الإنسان، المواطن الفلسطيني أو العربي بجلطة تودي بحياته نتيجة ما سيقرئه عن التآمر الدولي على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. أو أن هذا الإنسان سيخرج من تلك القراءة وكأنه مشروع قنبلة تقتله وتقتل الآخرين رحمة للعقل وطلبا لحياة أفضل للآخرين من المعذبين في فلسطين وغير فلسطين.

 هؤلاء الذين مارسوا ولازالوا يمارسون الظلم والقهر والنفاق وسياسة الكيل بمكيالين في وضح النهار والأمريكان أولهم،هم السبب الحقيقي في الإرهاب والعنف وتصاعد لغة الدم والثأر والانتقام.وعندما تستوعب أمريكا وتفهم المرارة العربية من سياستها ومواقفها المنحازة والظالمة والعنجهية،المستهترة بالقضايا العربية وبحق الشعب الفلسطيني في الحرية والحياة،وبحق الشعوب العربية بالعيش كيفما تريد وحسبما تريد،عندها لن تجد أمريكا عربيا واحدا يعاديها أو يقول أي كلمة ضدها ولا نقول هنا أن يستعمل العنف أو الإرهاب ضدها أو ضد غيرها. فعندما تزول أسباب وجود الإرهاب يزول الإرهاب كذلك ويحل مكانه السلام.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لغة قطر العجيبة والغريبة
- خارطة الطريق بلا طرق
- شواكيش عراقية وعربية
- الغريب والعجيب في زمن بوش الحبيب
- من أخبار الدنيا الأخرى
- الزمن العراقي بالتوقيت الأسرائيلي
- بين السلام و شالوم يقف شارون
- لا عجائب ولا غرائب
- من المسئول عن السلب والنهب في العراق؟
- حزب متسناع أصبح بلا ذراع
- لا أخشى سوى صدام حسين وهذا الأخير لم يعد هنا
- لماذا يا تيري رود لارسن؟
- يوم الصحافة العالمي
- سارس صيني وفيروس عراقو- أمريكي
- شريعة الغاب في زمن الإرهاب
- خارطة الطريق تبدأ ميتة في حي الشجاعية
- حكومة فلسطينية جديدة
- بين ميتشيغان والفالوجة تكمن حرية العراق
- عجائب وغرائب عربية وغربية
- كاظم الساهر يرفض أن يغمض عينيه


المزيد.....




- -عُثر عليه مقيد اليدين والقدمين ورصاصة برأسه-.. مقتل طبيب أس ...
- السلطات المكسيكية تعثر على 3 جثث خلال البحث عن سياح مفقودين ...
- شكري وعبد اللهيان يبحثان الأوضاع في غزة (فيديو)
- الصين تطلق مهمة لجلب عينات من -الجانب الخفي- للقمر
- تحذيرات ومخاوف من تنظيم احتجاجات ضد إسرائيل في جامعات ألماني ...
- نتنياهو سيبقى زعيما لإسرائيل والصفقة السعودية آخر همه!
- بلينكن : واشنطن تريد أن تمنح جزر المحيط الهادئ -خيارا أفضل- ...
- القدس.. فيض النور في كنيسة القيامة بحضور عدد كبير من المؤمني ...
- لوحة -ولادة بدون حمل- تثير ضجة كبيرة في مصر
- سلطات دونيتسك: قوات أوكرانيا لا تملك عمليا إمكانية نقل الاحت ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال حمد - يزول الإرهاب بزوال أسبابه