أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - قمة بوتين - شي في ميزان القمم والتحالفات الجديدة














المزيد.....

قمة بوتين - شي في ميزان القمم والتحالفات الجديدة


بسام ابوطوق
كانب

(Bassam Abutouk)


الحوار المتمدن-العدد: 7375 - 2022 / 9 / 18 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اختار الرئيسان الروسي والصيني أن يجتمعا منفردين بقمةٍ ثنائية قبل الاجتماع العام لمنظمة شانغهاي للتعاون بمدينة سمرقند الأوزبكية،
فأجندة الرئيسين المحلية والدولية لها بنودها الخاصة التي توجب الفصل بين هذه القمة وبين هذا الاجتماع٠

فمنظمة شنغهاي التي تضم إضافة إلى روسيا والصين، دولا إقليمية مثل الباكستان والهند وبعض جمهوريات آسيا الوسطى السوفيتية
سابقا وهي كازاخستان وقيرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان، عدا عن الدول المرشحة للعضوية مثل إيران، ودول بصفة مراقب وشريك
للحوار وعلى رأسها تركيا وأذربيجان، هذه المنظمة هي للتعاون السياسي والاقتصادي وليست حلفاً مثل الناتو وليست للتكامل السياسي
مثل الإتحاد الأوروبي، وتختلف طبيعة وأوزان التحالفات بينها وبين روسيا أو الصين من دولة إلى دولة.

تبدو إيران حليفاً قوياً لروسيا ولكن مجالات التعاون تقتصر على مناطق النفوذ الإيراني وخاصةً سوريا، وتعاني إيران من عزلةٍ وحصارٍ دوليين
وهي ليست في موقع الجدار الساند للجانب الروسي في معركته مع أوكرانيا، ولو أنها ذات منفعة في تقديم خبرتها العملية في التملص
من حصار العقوبات الدولية.

أما الهند، الدولة القارية الأعظم في جنوب آسيا، فعلاقاتها ليست على ما يرام تاريخياً مع الصين، وهي تحافظ على سياسة متوازنة بين
روسيا وأمريكا، وهي دولة وازنة مستقلة وتتمتع بالاكتفاء الذاتي٠

وفيما تميل باكستان إلى النفوذ الأميركي وخاصةً بعد التغيرات الأخيرة في السلطة من إسقاط عمران خان وصعود شاهبور شريف،
فهي على صراع ٍحاد ووجودي مع الهند يحرق أصابع من يحاول التدخل فيه.

أما تركيا وهي في وضع المراقب والشريك بالحوار فهي عضو في الناتو ولها منازعات مع إيران في آسيا الوسطى ذات طابع عرقي
ومضمون اقتصادي، وعلاقاتها مع روسيا غير مستقرة وتتغير أوزان التحالفات لديه حسب المصالح الآنية٠

وبالعموم تعاني جمهوريات وسط آسيا السوفيتية – سابقاً – من نزاعات حدودية ضارية منذ انهيار الإتحاد السوفيتي وأقرب مثال
على ذلك اشتباكات الحدود بين قيرغيزيا وطاجكستان رغم تواجد رئيسي البلدين في القمة ذاتها٠

لهذه الاعتبارات تم الفصل بين قمة بوتين – شي وبين اجتماع منظمة شنغهاي. فرغم محاولة خلط الأوراق والإيحاء بتشكل حلف
إقليمي معادٍ للغرب وضمن المجال الصيني الروسي فإن من المبكر الحديث عن ذلك وربما لاصحة له على الإطلاق٠

يسعى بوتين لتحويل الموقف المتوازن الصيني تجاه الأزمة الأوكرانية وشده على استقامته للانحياز إلى روسيا، وهو يلوح بجزرة
دعم الصين في خلافها مع أمريكا تجاه دعم واشنطن المعلن لاستقلال تايوان، وهو يرفع راية رفض سياسة القطب الواحد
والدعوة لعالم متعدد الأقطاب وهوما تطمح إليه بكينز

يبحث الرئيس الروسي جاهداًعن أي تقدم يؤكد صحة مغامرته العسكرية المحدودة النتائج في أوكرانيا وذلك لأسباب داخلية
وخارجية، فبعد الهجوم المعاكس للقوات الأوكرانية وتراجع القوات الروسية تعالت وتزايدت الأصوات منتقدةً ما سوّق إليه
بوتين على أنه عملية عسكرية خاصة بل هناك من تشجع وطالب بعزله٠

وأما الزعماء الذين يقفون ضمنياً مع روسيا فهم يتخوفون من الانزياح عن موقف الحياد الذي اتبعوه، وهم الآن أكثر حذراً وريبةً
من أن يدوسوا الخطوة الناقصة ويجرهم بوتين في مغامرة فاشلة. وعلى رأس هؤلاء الزعماء الرئيس الصيني الذي يسعى إلى
تجديد ولاية ثالثة على رأس الحزب الشيوعي الصيني في مؤتمره الذي سينعقد قريباً ولا يريد أن يظهر بمظهر السياسي الذي
راهن على رئيس أجنبي وخسر. وهو ايضاً لابد له من تقديم اختراقات للضغط الأميركي الثقيل والمتصاعد على بلاده ولكن من
دون التفريط بالخيط الرفيع الذي يحافظ عليه مع واشنطن نظراً للمصالح الاقتصادية والتجارية بين البلدين٠

تبدو الصين حالياً في حال أقوى من روسيا ومصالحها أشمل وأكثر تنوعاً ولذلك فإن هدف بكين هو الحفاظ على تفاهمها مع
موسكو استراتيجياً لمواجهة القوة الأمريكية ولكن دون التورط بتقديم دعم على المستوى التكتيكي٠

وفيما اعتبرت قمة بوتين – شي قمة تحدي لأمريكا، فإن الأخيرة وجهت تحذيراً إلى بكين بأنها تراقب مدى دعم الرئيس الصيني
لروسيا، وأن الوقت الحالي غير مناسب لإقامة أي علاقات تجارية أو بيزنس مع موسكو، وهذا يعني أن هناك مساحات ضيقة
يمكن أن تلعب فيها الصين في علاقتها مع روسيا ولكنها لها حدود، فعبارات شكلية إنشائية يمكن تمريرها ولكن العم سام يراقب٠

وفي المقابل تحرص الإدارة الأمريكية على عدم تجاوز الخطوط الحمراء في استفزاز العملاقين الروسي والصيني، فلن تحصل
أوكرانيا على صواريخ هجومية ولن تحصل تايوان على دعم مباشر، فهناك حدود مرسومة بعناية فائقة ويتم تحريكها بدقة بالغة.
فليس مقبولاً دفع الدب الروسي المثخن بالجراح إلى الحائط، ولا استنهاض التنين الصين الرابض حالياً٠

اللقاء الصيني الروسي تم عقده على أرض محايدة وهذا له دلالاته. ورغم التصريحات من كل طرف والإشادة بمواقف الطرف الثاني،
لم يتم الحديث عن أي خطوات عملية لتعاون عسكري واقتصادي أقوى وأمتن. ولكن وفي التحليل الأخير ننتظر مخرجات اجتماع
منظمة شنغهاي لتلمّس إذا كان هناك تطورات جديدة أم يبقى عض الأصابع على حاله٠

وإن غداً لناظره لقريب.



#بسام_ابوطوق (هاشتاغ)       Bassam__Abutouk#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاش الملك .!
- الاتفاق النووي : كلّ يغني على ليلاه
- نيلسون مانديلا.. ذلك الحكيم الأسمر الذي علمنا معنى الحياة وا ...
- يوم أعلن الآباء المؤسسون نخبة الوطن السوري عن الاستقلال السو ...
- لا نملك سوى أرضٍ واحدة.. ونوع بشري واحد
- قمتا بافاريا ومدريد تبشران بالديموقراطية
- من حقل كاريش اللبناني إلى اتفاقية العار المصرية .. تخاذل عرب ...
- عندما يصرح نائب لبنان التغييري : انا امثل الوطن
- ايمانويل ماكرون متنقلاًبين القمم
- بذور الديمقراطية التونسية بين رحى الإستبداد وجرن الإسلام الس ...
- جليات الفلسطيني لم يُسقط النعش !
- كوندوليزا رايس ..ونظرية الحرب الإستباقية
- لا بد من فلسطين
- هكذا كتب السوريون دستورهم في العام 1950
- عن الحروب غير المشروعة ولزوم مالايلزم
- تتسع الرؤية وتضيق العبارة..اين حقوقنا الإنسانية؟
- عن كييف والتاريخ الذي لا يرحم
- قراءة في مقال
- اعادة الاعمار في سوريا هي اعادة اعمار للمجتمع
- لحراك السياسي الإلكتروني، أو حتى التحركات المؤيدة للثورة الس ...


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بسام ابوطوق - قمة بوتين - شي في ميزان القمم والتحالفات الجديدة