أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مقهى














المزيد.....

مقهى


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7370 - 2022 / 9 / 13 - 00:42
المحور: الادب والفن
    


ان تقصد مقهى لترقب حركة السوق..فيصادفك خمسة مجانين..يستقرون قربك او يمرون...لكنه ليس مقهى بالمعنى الاصطلاحي ..انه مدخل لدربونة تتفرع من سوق صاخب ..رصفت كراسي تقابلها ادوات الشاي وفحم..هنالك من يطلب القدح بهدوء ربما باشارة ..اخرون يمسرحون مشيرين الى حداثة نعمة او يعكسون انتفاخ الذوات او التفاهة.. او ليقولوا للناظرين عيونكم علينا فنحن نتحلى بمحابس ثمينة ودشداشات ثمينة...او ان لنا استعدادا لتمزيق اي سكون وتحويل السوق لمجزرة..
كبار السن يجلسون مثقلين بالسعال والرشح يعالجون حالهم..كبار اخرون قانطين ..يرمون نظرات خارج التوقعات...صاحب المقهى لا يستقر.. وسيم بالعشرينات تتمركز حركاته بيديه وابتساماته ,يوزعها مجانا..
سإله من هذه الشاب الذي علقتم صورته اهو قريبك..( انه صديق) .. ( ربما رإيته من قبل ) ..( نعم لقد اعطاك قداحة في العام الماضي )..صورة طولية لانيق..شهيد.. مآذن تقطعها لافتة كربلائية [ يا مظلوم كربلاء].. انه يبتسم لي..هل تعرف عليّ ؟!!.. لكنه يستقر واقفاعلى بساط ..اي عقيدة تتخلى فيها عن احلامك لتواجه الرصاص..وستظل على الساتر للابد..ويواصل اهلك ملحمة الدموع والوقوف طويلا امام دوائر التقاعد..والحياة تجري هنا ..فتيات على محال الحلوى ..وكبار يعالجون سعالهم..ومدّعون ..شربة قدح مسرحية للظهور لديهم..صورتان لنفس المرجع الديني بكفن وبلا كفن...علماء بقي طقسهم وفقدت كلماتهم تإثيرها..الان الجميع في مجزرة اليإس غاطسون..اياك ان تسإل احدهم عن الغضون فقد حجرتهم النكبات... كبار السن تهدلت اكتافهم..كم ارتفعت زهوا او حملت اثقالا..العيون مطفإة لم تعد تثيرهم الاشياء..بعضهم لم يستسلم من طعنة فإس بل مئات...قاوموا كثيرا قبل ان يشغلهم كيانهم العميق فقط..
رفع احد المجانين يمناه قليلا وقال متوترا:( الزعيم عبد الكريم قاسم) وصمت فاجابه جالس...هل احد يبيع الموز بالمفرد..يمر اشخاص متفرقون يمضغون اصبع موز واحدا ..فلما غادر المقهى رإى صينية موز توزع للمارين..ثواب... اسماها وصاحبه ( مقهى العگال).. كان يرتدي دشداشة جوزية وكوفية يثبتها عكال..كثير الحركة غريب السلوك...خيل اليهما انه ببشرتة السمراء الحادة يهتم بالجمال الذكري..الشهيد يواصل ابتسامته ..حلق بعناية تاركا الذقن...انه يتقدم ...تحرسه آيات رسمت ودعاء..واسمه ولقبه..ترى هل اصابته بالراس او الظهر او الخاصرة..كيف رفت عيونه في اللحظات الاخيرة..ملحمة السعال وترشيد الرشح تتواصل..
من خلال النظرات والمظهر والسلوك هل تملك مجهرا لاعادة تصنيفهم وارجاعهم اليهم في الشباب..هذا شيخ بقاط ورباط محاولا ان يتشبث باناقة مظهره قبل ستين وذاك ينظر العجيزات بشغف..اخر يغض الطرف والبعض يحاول فتح عيون مطفإة.. ويمر كبير بالسن لا يقر بعجلات الزمن ..فهو يحتفظ بما تبقى من حيوية الشباب وروحه...هل تستطيع كشف الشيوخ ..ذلك المتهدلة سترته هل كان مهملا مظهره منذ مراهقته..!!؟؟
الاسنان المتساقطة والشيب..والحزن المتجذر بالعيون لن يعيدهم لشباب وان حاولوا وقاوموا...مستطيلات متناظرة ..ومربعات رسمت بخطوط متنوعة لتضم حكما او تعكس ايات وادعية الصقت جوار لوحة الشهيد الذي ما يزال مبتسما واقفا على بساط مزخرف تتقدمه الورود ..وملحمة السعال والرشح لا تتوقف..فيما تمر المراهقات يحلمن ويتذوقن الاشياء ..قبل ان تجهز على طموحهن والمشاعر عجلات الزمن.



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدتان : طحن الارواح
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج7
- نظرة الى الامام مذكرات ج13
- في انتظار الطبيب
- قدح شاي
- ( خيمة الحركة ) قصيدة
- نهاية فاجعة لشاشة سينما محمود البريكان
- من شظايا الزجاج
- 3 قصائدوجوم
- فناجين قهوة من الورق المقوى
- مأتم وسوق
- الصيد( بيك اخطيتك )
- قصيدتان:التلال المستطرقة والقديس
- (ليقنعها بالزواج باحدهم ) قصة
- غربال ( قصيدتان )
- نظرة الى الامام مذكرات ج12
- اخيرا تفتت الوحدة
- الشاي و منديل ابو الحيلين قصة قصيرة
- العريف حمة
- اغتصاب الموتى وقصائد اخرى


المزيد.....




- قوات الاحتلال تحتجز وزير الثقافة الفلسطيني في كفر نعمة غربي ...
- الاحتلال يحتجز وزير الثقافة في قرية الشباب بكفر نعمة غرب رام ...
- ورشة تونسية تكافح للإبقاء على حرفة تجليد الكتب
- وزارة الثقافة الفلسطينية: -فلسطين 36- يمثل فلسطين في -أوسكار ...
- صنع الله إبراهيم أديب شيوعي سخر الصحافة للرواية
- -الجدة الصغيرة-.. ملكة الطرب وموسيقى الأونياغو الزنجبارية
- الدار السودانية للكتب تفتح أبوابها بعد توقفها لأكثر من عامين ...
- موسيقى -الراي-.. جسر عابر للحواجز والخلافات بين الجزائر والم ...
- -الولايات المتحدة والصين والهند يمكن أن توضع داخل إفريقيا-.. ...
- وفاة تيرينس ستامب -شرير- أفلام سوبرمان عن 87 عاماً


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - مقهى