أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس عشر)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس عشر)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7363 - 2022 / 9 / 6 - 02:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لقاء الكاتب عبد الرحيم بوعبيد وعلال الفاسي جعله يدرك أنه من الصعب القيام بدراسة علمية وموضوعية حول الوطنية السياسية نظرا لكونها ترتبط بعلاقات مرئية أو غير مرئية مع اللحظة الراهنة. لذلك قرر مقاربة القومية المغربية من منظور طويل الأمد. بعبارة أخرى، كانت المسالة بالنسبة إليه دراسة القومية التاريخية.
من خلال المقابلات، لاحظ أن هؤلاء الفاعلين شجعوا ودعموا بوعي عودة ظهور الماضي والتقليدانية اللذين عاما فسادا في المغرب منذ 1960. فرض التقليد على المجتمع المغربي وتعلقه بالماضي يبرر اختيار العروي لإشكاليته، وهي بناء الوعي الوطني وتجذره في تاريخ المغرب. تم تناول المفهوم على أنه دينامي (متحرك). إنه يشير إلى الذات الثقافية وإلى المرجع الغربي.
خضع المجتمع المغربي لضغوطات خارجية منذ القرن الخامس عشر، لكن الوضع أصبح أكثر ضغطا خلال القرن التاسع عشر ليؤدي إلى إعلان الحماية على البلاد في بداية القرن العشرين.
كيف تم التوصل إلى هذا الإعلان؟ للإجابة عن هذا السؤال، تموقع العروي في المدى الطويل. عاد إلى التاريخ لاكتشاف العوامل التي كانت في أصل معاهدة فاس وأظهر بنفس المناسبة تعلق المغاربة بماضيهم وتقاليدهم. أدرج القومية المغربية ضمن البنيات السوسيوثقافية للدولة و المجتمع.
في حديثه عن هذه المقاربة، وضع العروي هذه الإشكالية ضمن ما أسماه المصفوفة التاريخية حيث ولدت القومية قبل فترة طويلة من عهد الحماية.
التاريخ هو المكان الذي يبنى فيه الوعي القومي الذي يذهب أبعد من القومية السياسية. إن التاريخ والثقافة هما اللذان يجعلان من الممكن استيعاب أصالة وخصوصية الأمة المغربية. هذه المصفوفة، حسب العروي، هي "الأسمنت الحقيقي للمجتمع، هذه المصفوفة من خلال تلك الحقيقة بالذات عابرة للمجتمع. هي اللغة المشتركة التي تتحدثها جميع المجموعات، حتى عندما بالأحرى تتناحر في ما بينها؛ والتي تختلف عن تلك التي تستخدمها القومية التكتيكية في تعاملها مع الإدارة الكونوليانية".
اعتبر العروي هذه المصفوفة على أنها أساس الثقافة المحلية. يتجلى ذلك بالتأكيد على المستوى الفكري، ولكن أيضا وقبل كل شيء على مستوى السلوكيات التي تمس جميع مستويات المجتمع. الثقافة كعامل في هذه المصفوفة ضروري للوحدة. سوف تسمح للمغرب بأن يعارض بلا هوادة التأثيرات الأوروبية.
تعكس الثقافة المغربية البنية الاجتماعية. إنها توحد المغاربة من خلال ضمان استدامة المرجعيات الأساسية. "إنها - كما يقول العروي - رمز الهوية ومحرك المقاومة". لا تعد الثقافة في كتابات العروي وسيلة عمل في يد المغاربة إلا أنه يتناولها كعلامة تميزهم عن الثقافات الأخرى، سواء كانت أوروبية أو غير أوربية.
يعي العروي مدى تعقيد إشكالية الوعي القومي والصعوبات ذات الطبيعة المنهجية التي تطرحها لمن يريد دراستها بالنظر للروابط الموجودة بين هذا الموضوع والبنية الاجتماعية والدولة.
أعلن العروي أنه يريد القيام بدراسة علمية ورام إنجاز اركيولوجيا حول المسألة. واعتبر أن السجال بين مختلف التقاليد الإسطوغرافية التي تناولت المشكلة هي فرصة لتنمية وتقدم البحث في هذا الموضوع.
أعلن العروي لقارئه، وكأنه يشركه في تمشيه، أنه سيستخدم تجربته، قائلا: "كل ما أستطيع القيام به على نحو أفضل استخدام تجربتي الخاصة كمثال. لدراسة الوعي الوطني المغربي، كان علي العودة إلى القرن التاسع عشر، متخليا عن وجهة نظر عالم النفس الاجتماعي التي كانت وجهة نظري لأتبنى وجهة نظر المؤرخ".
قرر العروي الشروع في مناقشة إشكاليته انطلاقا من سنة 1830، وهي لحظة تاريخية مهمة جدا تمثلت في احتلال الجزائر من قبل فرنسا، وأكتمل عمله سنة 1912 التي تزامنت مع معاهدة فاس أو فرض الحماية على المملكة المغربية. اتخذ هذا الاختيار عمدا وقصدا لمقاربة الإشكالية من المنبع لمعرفة و تتبع مفهوم الواقعة الوطنية. كيف تبلور هذا الوعي الوطني؟
حول هذا الموضوع كتب العروي: "فضلت ان أشاهد تكون جنين الحركة بدلاً من ولادتها عام 1912، رأيت القوميين كأدوات للتاريخ المغربي بينما ظنوا أنهم خالقوه من جديد إن لم يكونوا فاعلوه".
بعد تثبيت هذا الإطار النظري على الوعي القومي ولتوضيح أطروحته، بدأ العروي في تحليل الوقائع التاريخية التي جسدت بشكل ملموس هذا الوعي الوطني. إذن ما هي العناصر المعنية التي تسمح بفهم عملية بناء هذا الوعي؟
تجسد البناء الوطني لأول مرة في فضاء محدد ومعروف ومعترف به. كيف نرد على أولئك الذين يدعون أن المغرب لا وجود له كمنطقة ذات حدود تميزها عن المناطق الأخرى في شمال أفريقيا؟ سعى العروي لإثبات العكس. استخدم العلماء الذين يعرفون دواليب الدولة المغربية والذين كانوا على علم بـالتنظيم الإداري للمخزن. كان لديهم معرفة حقيقية باحتياجات المغرب كدولة تربطها علاقات مع الكيانات السياسية الأخرى. هؤلاء الكتاب ساعدوا المخزن على تدبير شؤون البلاد في الداخل او في الخارج سواء بسواء.
تم هذه التدبير في منطقة ذات تسمية محددة. وأعلن العروي ان هذا التقليد موروث من الأندلس. كتب بهذا الصدد يقول: "هؤلاء المشرعون ورثوا تقاليد الدولة الأندلسية… كان لديهم برنامج إقليمي… كانوا يعرفون بالضبط ما يعنونه بكلمة المغرب الذي كانوا مصممين على الدفاع عنه بكل الوسائل ضد الأعداء الخارجيين.

(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس عشر)
- وجهات نظر اشتراكية حول الحرب الروسية على أوكرانيا
- لايبنيز ينتقد نظرية مالبرانش حول وحدة الروح والجسد (2/2,)
- لايبنيز ينتقد نظرية مالبرانش حول وحدة الروح والجسد (2/1)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الحزء الرابع عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثالث عشر)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)
- ارتسامات كاتب وجدلية الماقبلي والمابعدي
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/3)
- نبيلة منيب: يسعون إلى تدمير كل ما هو جميل وتونس لا تزن شيئا ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الحادي عشر)
- الطيب الباكوش يدعو إلى عقد خلوة خماسية بحضوره لأجل حل المشاك ...
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/2)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/1)
- ابن جرير: نعم لتشغيل حملة الشهادات المعطلين، لا للزج بهم في ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...


المزيد.....




- رغم الهدنة.. الحوثيون يهددون باستهداف بوارج وسفن أمريكا في ه ...
- الحرب بين إيران وإسرائيل.. هجمات جديدة وتداعيات وردود فعل
- غزة: 12 قتيلا بنيران إسرائيلية معظمهم قرب مراكز توزيع مساعدا ...
- صور للجزيرة تظهر تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
- مختص بالشأن الإسرائيلي: تذمر من الحرب وبوادر مساءلة يتوقع ات ...
- مدير مكتب الجزيرة بطهران: حراك إسطنبول مهم لإيران ويؤسس لمظل ...
- عاجل| المتحدث باسم أنصار الله: في حال تورط أميركا في العدوان ...
- الاحتلال يهدم عشرات المباني بمخيم جنين وتصاعد اعتداءات المست ...
- رئيس وزراء قطر يبحث مع عراقجي العدوان الإسرائيلي ويشدد على ا ...
- زيلينسكي يتهم موسكو بتسليم جثامين 20 جنديا روسيا بدلا من الأ ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس عشر)