أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 01:20
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


باختصار،، اعتبر العروي الحداثة سيرورة تطورية للمجتمع ككل.إنها متعددة الأوجه. فضل الكاتب مفهوم التحديث على مفهوم الحداثة. حتى أنه نحت كلمة "تأريخانية" لإبراز تأثير التاريخ. ميز بين العمل والخطابة. فضل أولئك العاملين على أولئك الذين يتظاهرون بالعمل. من هذا المنظور تبنى العروي التاريخانية كمنهج مؤسس على العمل. وانطلاقا من الواقع، درس الوعي بالتخلف في المجتمعات العربية عامة والمجتمع المغربي خاصة وكذلك الحركة الوطنية.
يحتل الوعي بالتخلف التاريخي مكانة هامة في مشروع عبد الله العروي بحيث شكل الأطروحة المركزية في غالبية كتاباته. يدور مشروع هذا المفكر حول الحاجة إلى الانخراط في التفكير النقدي حول الفكر العربي المعاصر. هذا التحليل المتعمق ملزم باستخدام المنهج التاريخي والماركسية الإيجابية أو الموضوعية كمقاربة بيداغوجية وليست أيديولوجية.
في هذا الصدد، كتب: "العرب في حاجة محة إلى الماركسية التاريخية، لأنها تمثل بالنسبة لهم مدرسة الفكر التاريخي التي ستسمح لهم بالخلاص من الماضي". بالنسبة له، الماركسية هي الطريقة الإرشادية التي تساعد غير الأوروبيين على فهم الفكر الغربي ويسمح لهم باستيعاب الآليات الكامنة وراء تطور العالم الحديث.
لاحظ العروي أن التأخر الذي أثر على الفكر العربي وجد أولاً في وقائع التاريخ لكنه أثر أيضا على الرؤية وتوجه الفاعللين سواء كانوا ينتمون إلى السياسة أو الدين أو الثقافة. ناقش المؤلف هذا الإدراك للتخلف العربي استنادا أولا إلى الوقائع التاريخية بهدف تحديد أسباب الانحطاط الذي أدي إلى التأخر.
يربط هذا الانحطاط العربي الإسلامي بخسارة الأندلس. هذه الخسارة مثلت المرجع السلبي للإسلام، في حين أن فترة الرسول مثلت وجسدت في التأريخ الإسلامي مرجع العصر الذهبي. كانت الهزيمة في الأندلس، في صقلية وفي الشرق مؤشرات إلى تراجع العرب. كانت السيطرة على البحر الأبيض المتوسط رهان أساسيا. أبانت المعاينة العامة عن زخم ورغبة في التوسع لدى أوروبا الغربية وعن أزمة في العالم الإسلامي. التجارة عبر الصحراء تفككت وكانت في طريقها إلى الانحراف نحو المحيط الأطلسي، ما يؤيد تعبير بيير تشونو “المركب الشراعي ينتصر على القافلة".
عواقب هذه التغييرات كانت هائلة: تقسيم شامل لدول العالم العربي الإسلامي، اختلال البرتغاليين لأراض في المغرب والخليج. العزلة والإغلاق كان من شأنههما أن يضاعفا من عقم وجمود الفكر العربي. بدأ بالاعتقاد أن العالم لا يتغير بينما كل شيء يتطور حوله.
انطلاقا من هذه الملاحظة، طرح العروي على نفسه هذا السؤال المركزي في مشروعه: "كيف يمكن للفكر العربي استيعاب مكتسبات الليبرالية قبل وبدون المرور بمرحلة الليبرالية؟ هنا يشير مؤلف "الإيديولوجيا العربية المعاصرة" إلى التحديات التي واجهها المثقفون العرب. لا يتردد في التحدث عن مأساتهم طالما أنهم على علم بمطالب العصر الذي يعيشون فيه، لكنهم يبقون عاجزين وعزلا من السلاح في وجه الجمود التي ميز مجتمعاتهم. الفرد الغربي له خبرة ومعرفة بالليبرالية وبالتالي يستطيع قبولها أو ابتكارها. ولكن عندمآ يرفض المفكر العربي الليبرالية، فهو في الواقع يرفض أشياء لا يملكها. لم يعمل بهذه المبادرة، وفق قول العروي، سوى على تعزيز الفكر التقليدي الماضوي الذي يرتدي قناع الحداثة ليعطي الانطباع بأنه معاصر بينما هو بالفعل في تفاوت عن الواقع.
الأيديولوجيا التقليدية ترفض الفكر الليبرالي. في المقابل، إنها تعود إلى التراث لتصنع منه إيديولوجيا تنموية قادرة، كما يقول العروي، على أن تقدم للمسلمين حلولا للمشاكل التي يواجهونها والتي ستتم مواجهتها أثناء كل الفترات وفي جميع المناطق الإسلامية.
منذ القرن التاسع عشر، عاش العالم العربي الإسلامي في سراب مضلل لأن فكره ينقل أفكارا مفصولة عن الواقع. على هذا الأساس، رأى العروي في حركة النهضة العربية سيرورة فكرية دفعت العالم العربي ليعيش بجسده في قرن ويستمر في العيش بفكره في زمن ولى من أجل الاحتفاظ على روحه الأصيلة.
انتقد العروي المقاربة المجزأة التي استخدمها مفكرو النهضة لدراسة الفكر الغربي. أساليبهم، الانتقائية والمجزأة، تجعل هذا الفكر يفقد رؤيته الشمولية وفعاليته. لإظهار أخطاء هذه المقاربة يلتجئ العروي إلى المنهج التاريخي.
عندما يتحدث المؤرخ عن الآخر، فهو يتحدث في نفس الوقت عن نفسه. وعندما يستحضر الماضي يستحضر الحاضر والمستقبل. هكذا يصبح تاريخ الصين في العصور الوسطى جزء من تاريخ العالم العربي نظرا للتبادلات و الآليات التي كفلت وضمنت الاتصالات المثمرة بين الثقافتين. وغني عن القول إن تاريخ البرتغال في العصور الوسطى والحديثة أو تاريخ الحماية جزء من تاريخنا. شكل الاحتلال الاستعماري الصورة المعاكسة لصورة انحطاط وتخلف العالم العربي الإسلامي. من الواضح أن تاريخ الآخر هو في الحقيقة تاريخ الذات.
لعله جدير بنا أن نلاحظ مكانة التاريخ في الخطابات المصوغة عن الإسلام. ومع ذلك، اللافت للنظر غياب التاريخ كشعبة تدرس في المنظومة التربوية الإسلامية. كشف العروي عن هذا التهميش وأكد عليه لما كتب: "التاريخ كشعبة لم يكن له في العليم الإسلامية وضع اعتباري رسمي".
يمكن أن نتساءل عما إذا كان غياب هذه الشعبة لم يكن له بطريقة أو بأخرى دور في انعدام وجود هذا الوعي التاريخي الذي سطر عليه عبد الله العروي، الذي تناول المسألة من منظور أيديولوجي. بالنسبة له، التاريخ غائب كشعبة تدرس ولكنه حاضر بقوة كوقائع ولهذا السبب تم تهميشه لأنه "ربما يكون مرهقا للغاية".
لماذا ينظر إلى هذه الشعبة بعين السخط؟ لماذا يكون كتاب المقالات مجبرون على التسلح بالحجج عندما يكتبون في التاريخ؟ يقول العروي: "في مقدمة كل بحث تاريخي، نرى الكاتب يعتذر عن تعرضه لإغراء الشعبة التي قلما تكون جديرة بإنسان صادق ... لذلك سيكون التاريخ ثمرة فضول غير صحي كالعادة بين أناس عاطلين. "
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/1)
- ابن جرير: نعم لتشغيل حملة الشهادات المعطلين، لا للزج بهم في ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)
- آلان باديو: اللحظة الفلسفية الفرنسية بالمقارنة مع اللحظة الي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)
- خريبكة: اللجنة الوطنية لدعم سعيد عمارة تنظم وقفة احتجاجية تز ...
- جوينيي باتريك - ميشيل فوكو ومفهوم الابستيمي..
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)
- متى يكف حميد المهدوي عن تناول الإشكاليات بنظرة سطحية؟ ازدراء ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون


المزيد.....




- رئيس إيران يعلن موقف طهران من التفاوض بشأن برنامجها النووي
- سوريا: إيقاف وسيم الأسد المتهم بالضلوع في تجارة المخدرات خلا ...
- إسرائيل حاولت زعزعة إيران فساعدت في توحيدها
- بانون يعارض الانضمام للحرب على إيران ويوجه تحذيرات لترامب
- سي إن إن: السلطات تراقب التهديدات الإيرانية المحتملة داخل ال ...
- -حتى لو قتلوني-.. شاهد ما قاله الناشط الفلسطيني محمود خليل ب ...
- بعد انتقادات الصدر.. رئيس وزراء العراق يعلق على اختراق إسرائ ...
- فريق CNN يسمع دوي انفجارات قوية شرق طهران في إيران.. شاهد ما ...
- -سنعتبرها أهدافا مشروعة-.. جيش إيران يهدد باستهداف شحنات الأ ...
- الأزمة الدبلوماسية تتصاعد.. الهند تعلن تعليق معاهدة مياه الس ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)