أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7344 - 2022 / 8 / 18 - 16:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من أجل التعريف على نحو أحسن بمفكري العالم العربي، اتخذ معهد العالم العربي قرار إطلاق مشروع طموح للفوز بهذا الرهان. تم إذن انتخاب المثقفين الذين أبانوا عن أصالة وغزارة إنتاجاتهم.
سعى هذا المشروع كذلك إلى جعل أعمالهم وأفكارهم في متناول عامة الناس. كيف أمكن العمل على الاستجابة لهذا التحدي الذي رفعته هذه المؤسسة عندما اختارت المؤرخ المغربي عبد الله العروي؟ هذا ما سنقف عليه في ما كتبه قدوري عبد المجيد لنفس الغرض.
يعتبر هذا المفكر بحق رمزا للفكر العربي المعاصر بشكل عام والمغربي على وجه الخصوص، لا يزال من الصعب تصنيفه في تخصص محدد: هل هو فيلسوف أم مؤرخ أم باحث أم روائي؟ لا يمكن لقارئ أعماله إلا أن يصاب بالارتباك بهذا الخصوص. إنه يتجاوز التخصصات طالما أنه يدرس الإنسان ككائن معقد ومتعدد الأوجه. يأتي عمق أفكار العروي من صرامته العلمية وتكوينه المفتوح. معرفته العميقة بتاريخ مجتمعه، بتاريخ العالم العربي الإسلامي وبتاريخ الغرب، قوت حدوسه وشحذتها.
الفيلسوف هو الذي يصوغ المفاهيم ويطرح الأسئلة. يصبح روائيا عندما يريد تحرير نفسه من الصرامة العلمية للغوص في الخيال والإبداع. اما المؤرخ فهو الذي برغب في البقاء مرتبطا في مقاربته.
تجدر الإشارة للوهلة الأولى إلى أن هذا المثقف أحسن صنيعا عندما حاول شرح وتوضيح وتبسيط الأفكار والأطروحات التي طورها في كتاباته دون ان ينجح أبدا في تبديد سوء الفهم وردود الفعل السلبية في بعض الأحيان، والتي يتم تداولها عن وحول أعماله.
البعض يحكم عليه بكونه مثقفا يدافع عن المخزن، ويصفه آخرون بأنه مثقف النخبة. ومع ذلك، كل الذين يتناولون فكر العروي يفعلون ذلك انطلافا من منظوراتهم. يختارون من كتاباته الإشكالية التي تهمهم (الدولة، الحداثة، الإيديولوجيا، العقل، الإسلام...)، ثم يختارون الزاوية التي تناسبهم. وفاء لنهجهم، يختارون من متون كاتبنا العناصر التي من شأنها أن تشرح، تبرر أو تعزز إشكالياتهم. من البديهي في حالة الاختيار أن نجد دائما الجواب أو الأجوبة المبحوث عنها.
لقراءة العروي، من الضروري الإلمام بالأساس والركيزة اللذين تقوم عليهما أطروحته. أسس مشروعه متجذرة في التاريخ عامة، وفي تاريخ العالم العربي الإسلامي، وتاريخ المغرب على وجه الخصوص. بدون هذا الشرط، كما هو الحال بالنسبة لمعظم أولئك الذين اهتموا بكتابات مثقفنا، يبقى فهم جميع ملامح أفكاره وتبايناتها الدقيقة بعيد المنال.
بالإضافة إلى الأساس التاريخي، يجب مقاربة كتابات العروي كمشروع شامل ومتطور. لكن، إذا ظلت اطروحته الأصلية ثابتة، يدفعه تحول السياقات إلى تحيين فكره وتوضيحه أكثر كلما استدعى الموقف ذلك. ربما هذا ما يفسر هذه التكرارات العديدة التي تميزت بها كتاباته العديدة.
تساعد عناصر محددة من سيرته الذاتية، التي تجاهلها الجمهور، على فهم شخصيته. أحيانا يكون صارما مع نفسه ومع الآخرين، ويتميز بالصرامة والعقلانية، سواء في سلوكه أو في كتاباته.
تهدف هذه المتوالية من الحلقات إلى تحديد الأفكار الأساسية التي تنطوي عليها كتابات هذا المفكر الذي يعتبر مشاكل المجتمع العربي نابعة من الإيديولوجيا. تتجسد هذه الأخيرة وتتجلى بثلاث طرق: الطريقة الأولى تنحصر في الدين كما يدعي البعض. سبب ضعفنا مرتبط بعدم إيمامنا بالرسالة الإلهية. والطريقة الثانية تتجذر، وفقا لآخرين، في تنظيمنا السياسي. الحل يتطلب العودة إلى "الإجماع"؛ لأن الإسلام لم يفرض أي تنظيم للسلطة في الوقت الذي يتكيف فيه مع أي نظام.
أما البعد أو الرؤية الأخيرة، التي يعتبرها المؤلف غير مناسبة، هي المقاربة المتحمسة للتكنولوجيا والتي تقول إن الغرب لم يستمد قوته من وجود دولة مستبدة، ولا من دين، وإنما من القوة المادية التي تكتسب بواسطة العمل والعلوم التطبيقية. هذا ما يضمن للغرب الثروة والتنمية.
إذن، يأتي تخلف المجتمع العربي من ارتباطه بنموذج ثقافي موروث من الماضي ورافض للواقع الراهن. يطور المؤلف كذلك الوعي القومي باعتباره بناء يتأسس على الثقافة كإحالة إلى الماضي وعنصر يشكل رمزا موحدا.
لتوضيح هذه الأطروحات، تقترح هذه السلسلة من المقالات اختيارا دالا لنصوص مقتطفة من كتابات العروي، ولنصوص أخرى كتبت عنه.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق
- ما بعد تشريعيات 2022 بفرنسا: إيمانويل ماكرون يواصل مشاوراته ...
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.. تقييم العلاقة التي أقامها أ ...
- الفلسفة والسينما أو عندما تعثر أسئلة فلسفية في السينما على أ ...
- الرباط: كيف يمكن الانتقال بالمغرب إلى مجتمع المعرفة؟
- الجنس، المظهر، الحيض … لدى الفتيات، عندما يصبح الأكثر حميمية ...
- ابن باجة.. أول فلاسفة الأندلس والمغرب
- ابن طفيل.. نبذة عن حياته وإسهاماته في مجال الحكمة
- من هم جنود كتيبة آزوف المتهمين بـكونهم -النازيين الجدد- في ا ...
- ميتافيزيقا مالبرانش بين تأييد أفلاطون والخروج من مأزق ديكارت
- الاشتراكي الموحد بإلصخيرات تمارة .. كفى من ظلم وإقصاء كيشيات ...
- جون لانجشو أوستن.. نظرية ألأفعال اللغوية وامتداداتها
- الإشهار.. تطفلاته، ميكانزماته ورهاناته


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)