أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7346 - 2022 / 8 / 20 - 23:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في الحقيقة، قرأ العروي أثناء دراسته الثانوية الكثير من نصوص نيتشه، وأندريه جيد. في ما بعد، اهتم بديكارت وأرسطو وهيغل. حول المنظومة التعليمية التي تكون في إطارها مفكرنا في عهد الحماية، قام بمقارنة دالة مع الوضع الحالي وكتب في هذا الشأن يقول إننا نلاحظ اليوم أن مستوى التعليم أو بالأحرى الدراسات مندمح مع المناخ الثقافي العام، وأن الوضع في ما قبل كان عكس ذلك، حيث الأمية كانت متفشية جدا، وكانت ثقافة الناس غير مهمة، لكن لم يكن لذلك أي تأثير على المدرسة في ذلك الوقت حيث كان مستوى التعليم مرتفعا، وبدا وكأنه واحة معزولة عن بيئتها.
مسار عبد الله العروي غني ولكنه صعب التحديد. في عام 1953، غادر المغرب لمتابعة تعليمه العالي في باريس، تردد بين الطب والعلوم السياسية، واختار الأخيرة.
تحدث عن التحاقه بكلية العلوم السياسية، أثار انتباه قارئه للمتاهة الفكرية لفرنسا في ذلك الوقت. توقف عند خصوصية المدرسة الحرة للعلوم السياسية التي أسسها البروتستانت وتميزت ابلانضباط والعمل الجماعي. كانت الدروس تقدم على شكل ندوات وليس على شكل محاضرات. كانت البرامج التي تقدمها المدرسة تسعى لتحديد وتحليل ديناميات وبنيات الدولة الحديثة.
كانت برامجها تستخدم العلوم التي تمكن الطلبة من فهم هذه الدينامية التي تميز بنيات الدولة الحديثة. وأدرك عبد الله العروي أن التكوين الذي توفره هذه المدرسة كان مخصصا للطلبة الغربيين بشكل والفرنسيين بشكل خاص. هذه الملاحظة التي دفعته إلى أن يكتب أنه في ما كان يتعلمه هو الطالب المغربي مع أحكامه المسبقة وتطلعاته..إلخ، كان عليه أن يميز بين ما هو خاص بفرنسا في ذلك الوقت وما هو قابل للتعميم، وما كان يمكن أن يطبق بطريقة أو بأخرى على الوضع الذي كانت عليه بلاده.
كما أدلى عبد الله العروي بملاحظة ثانية حول هذا التكوين. لقد أكد على تهميش، أو بالاحرى غياب التاريخ في هذا المنهاج الدراسي. في هذا الصدد، تساءل: كيف نعرف ما هي الدولة الحديثة لأجل بنائها أو إعادة بنائها إذا لم نسائل التاريخ؟ذلك ما لم يقع ذكره. لكنه الاستنتاج المنطقي الذي يمكن لطالب يقظ أن يستخلصه، كما كان يقول.
عندما أكمل العروي دراسته في مدرسة العلوم السياسية عام 1956، أراد الالتحاق بالمدرسة الوطنية للإدارة. تزامنت هذه الرغبة مع استقلال المغرب ولم تعد الإدارة الفرنسية تسمح للمغاربة باجتياز امتحان الولوج إلى هذه المدرسة التي كانت آنذاك تعتبرهم غرباء. ادى هذا الوضع الجديد إلى تغيير عميق في مسار مفكرنا والذي جعله يقول: "لذلك انقلبت خطتي في الحياة رأسا على عقب، اعتقدت أنني اخترت بالتأكيد مصيري وها انا ذا في حالة من عدم اليقين". بعد خيبة الأمل هذه، التفت إلى تاريخ العالم الإسلامي.
أمضى سنة في قراءة الكتب العربية التي تتحدث عن الفكر العربي المعاصر. وسع نطاق أبحاثه من خلال قراءة الدراسات بالفرنسية وبالإنجليزية في كل من الفكر والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والفلسفة، ما دفعه إلى القول: "كونت نفسي بنفسي من خلال قراءات الخاصة".
كانت إقامته في باريس مفيدة له؛ إذ سمحت له باكتساب ثقافة جديدة وتعميق نطاق معرفته بالعالم العربي والعالم الغربي وبتحقيق الانفتاح على العالم.
اختار العروي دراسة التاريخ في جامعة السوربون لأجل الحصول على دبلوم في العلاقات التجارية بين المغرب والمدن الإيطالية من البدايات إلى القرن الخامس عشر. سمح له هذا البحث بمقاربة تاريخ المغرب لفهم الآليات التي أعاقت التطور الطبيعي لبلادنا وأجبرتها على الانعزال والانحطاط والتقهقر بدلا من اتباع ديناميات التغيير التي كانت تحدث في اوربا في نفس الوقت.
ولما كان غير قادر على نيل شهادة التبريز في التاريخ بسبب جهله باللاتينية، قرر عبد الله العروي إعداد دبلوم في اللغة العربية، ما دفعه إلى أن يقول بقناعة معينة: "ها أنا ذا مدفوع لأصولي".
بعد حصوله على إجازة في اللغة العربية، قام بإعداد دبلوم الدراسات العليا في نفس التخصص سنة 1961. أطره روبرت برونشفيج، المؤرخ المختص في الحفصيين،. هذا الأخير كلف العروي بترجمة نص لابن خلدون: "شفاء السائل وتهذيب المسائل".
في عام 1963، حصل مفكرنا على شهادة التبريز في الإسلاميات، ثم في علم المعلومات. وفي 1976، حصل على شهاده دكتوراه الدولة في التاريخ من جامعة السوربون.
تركز مسار العروي الفكري على العالم العربي بشكل عام والمغرب بشكل خاص، كما أدرك هو نفسه عندما كتب أنه متى يعكف على الوضع المحدد للمغرب يمارس عمل مؤرخ وعندما ينتقل إلى الثقافة العربية الإسلامية يتحول إلى باحث في علم الاجتماع. ولكن عندمآ يركز انتباهه على المفاهيم يستخدم الفلسفة. يرفض العروي التخصص ويشجع على الانفتاح على التفكير النقدي.
مكنه اهتمامه بابن خلدون من الكشف عن التناقض بين العقلانية اللازمة للدولة وظهور التصوف، سواء كان فرديا أو جماعيا، الذي يشهد - وفقا له - على اليأس العام ويدفع الفرد والجماعة عن العالم للسقوط في "انتظار الموت والأمل الراسخ في أن يتذوق مباهج الآخرة".



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق
- ما بعد تشريعيات 2022 بفرنسا: إيمانويل ماكرون يواصل مشاوراته ...
- بمناسبة اليوم العالمي للموسيقى.. تقييم العلاقة التي أقامها أ ...
- الفلسفة والسينما أو عندما تعثر أسئلة فلسفية في السينما على أ ...
- الرباط: كيف يمكن الانتقال بالمغرب إلى مجتمع المعرفة؟
- الجنس، المظهر، الحيض … لدى الفتيات، عندما يصبح الأكثر حميمية ...
- ابن باجة.. أول فلاسفة الأندلس والمغرب
- ابن طفيل.. نبذة عن حياته وإسهاماته في مجال الحكمة
- من هم جنود كتيبة آزوف المتهمين بـكونهم -النازيين الجدد- في ا ...
- ميتافيزيقا مالبرانش بين تأييد أفلاطون والخروج من مأزق ديكارت


المزيد.....




- بالصور.. سيارة تصطدم بمبنى مطار مانيلا في الفلبين وتقتل طفلة ...
- فيديو لكلب يلاحق موظفة توصيل في شارع بكاليفورنيا ينتهي بمأسا ...
- الجيش السوداني: طائرات مسيّرة انتحارية تستهدف منشآت في بورتس ...
- المعركة ضد الحوثيين .. لماذا هي الأكثر تكلفة لأمريكا حاليا؟ ...
- هل سيتمكن الذكاء الاصطناعي من علاج جميع الأمراض؟
- مصرع شخصين في حادث مروع بمطار مانيلا (صور+فيديو)
- الجيش السوداني: قوات الدعم السريع تنفذ أول هجوم بالمسيرات عل ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد صاروخ أطلق من اليمن وصفارات الإنذار تد ...
- الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته ف ...
- هجوم روسي على كييف وأوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة بزورق مسيّر


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)