أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7354 - 2022 / 8 / 28 - 01:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


.
يسهب العروي في الحديث عن الخوف من الحداثة من قبل الدين والسلطة في بلد ما كالمغرب. رجال الدين يعارضونها طالما تخيلوا أنها تخاطر بإيذاء الإسلام. رجال السياسة يجادلون بأن الحداثة تقلل الخوف وتحفز الجرأة في الفرد.
اوضح العروي، قبل تأليف كتابه ،"الإيديولوجيا العربية المعاصرة: أنه أجرى مقابلات مع علماء على تكوين تقليدي وإيمان راسخ. استشهد بعلال الفاسي، أبي بكر القادري أو عبد الله كنون. خرج من هذه اللقاءت بقناعة مفادها أن لا داعي لدى الإسلام للخوف من الحداثة.
أجري العروي مقارنة ذات مغزى قائلاً: "من يعتقد أن الحداثة يمكن أن تضر بالإيمان لا يعرف شيئًا لا عن الحداثة ولا عن الإيمان". كما لاحظ أن عدد المؤمنين هو أكبر بكثير في البلدان التي تسود فيها الحداثة منه عندنا. الحداثة تقوي الإيمان وكان ابن رشد خائفا على مستقبل الإسلام على وجه التحديد بسبب تراجع الفكر الحداثي لدى المسلمين.
من ناحية أخرى، يتم تعزيز السلطة بواسطة الحداثة وليس بالخوف أو بالتربية الميتافيزيقية الاي تدفع الناس إلى الاعتناء بالدنيا الآخرة حتى لا يهتموا بالدنيا الحاضرة. وكلما كان الفرد حرا وواعيا، كلما كان الإيمان والسلطة قويين وحصينين. جعل الفرد مسؤولا، كما يقول العروي، لا يعني إضعافه، بل تلك على العكس إرادة معلنة لتقوية الإيمان والدولة في المجتمع. لتحقيق ذلك، يرى العروي أن الحل يكمن في التربية ويكتب بهذا المعنى: "البعض سيسألون أنفسهم ما هو دور الدولة؟ الحل في التربية يتم في إطار الدولة، فيالأسرة، في الهيئات الحزبية، في الفريق، في الجمعية وحتى في المصنع ".
الحداثة بالنسبة للعروي هي دينامية تتطلب مساهمة واعية من جميع مكونات المجتنع. كيف نفهم موقفنا السلبي تجاه الحداثة؟ هل نحن المسؤولون الوحيدون؟ يجيب على هذا السؤال بإبراز دور ضغط وظلم الأجنبي في (تشكيل) وعينا. "هذا لا يعني أن الأعداء أخذوا أرضنا وأخضعوا شعوبنا للعبودية، ولكن الأخطر من ذلك أنهم لا يزالون يربطوننا بالسلاسل".
يلاحظ العروي أن النهج التاريخي يجعل من الممكن إضفاء الطابع النسبي على مفاهيم ومحتوى الحداثة التي ليست قيمة في حد ذاتها، لا أحد اكتسبها بشكل نهائي ولا أحد ممنوع منها.
كيف نتصور بلدا متقدما كإنجلترا أو بلدا آخر يقول إنه في طور التحدّيث. من الواضح أنه لا يوجد على الإطلاق بلد حديث بالكامل.
بهذا المعنى يجب أن نفهم أولئك الذين يقولون أن الحداثة هي أيديولوجية تغيير دائم. يدرك العروي ذلك ولا يسعى بأي شكل من الأشكال إلى لدفاع عن الحداثة. قال من موقعه كمؤرخ: "ليست الحداثة ولا الثقافة، ولا معاني الهوية مطلقة، قيما يجب الدفاع عنها حتى الموت". يرفض استبعاد الحداثة وهو غير مستعد لإنكار ثقافته لأنه يعلم أن لغته وثقافته ستتأقلمان مع الوقت وهما يتغيران وأنهما لن تبقيا ثابتين. باعتبلره مؤرخا، يوثر العروي مفهوم التحديث على مفهوم الحداثة. بين أن هذا الأخير نحته ماكس فيبر انطلاقا من أفكار متباينة مأخوذة عن مؤرخين واقتصاديين، فلاسفة ولغويين. لقد كان - كما قال - رائعا وملتبسا في نفس الوقت. يبدو أن التحديث يطرح مشاكل أقل من التطور الذي يفترض الانتقال من مرحلة إلى أ أخرى، من الأقل إلى الأكثر. يفضل الحديث عن التحديث ويبسط مقترحه في التاريخانية.
أنجز العروي دراسة حالة عن التأريخانية. درس المغرب في القرن التاسع عشر. لاحظ منذ البداية أن مشكل الحداثة قد استنفد ادإمكانية التعريف. البحث عن معنى أو محتوى مفهوم ما هو عمل فريق اجتماعي محدد جيدا. إنه فريق من المثقفين. لاحظ أن الإنسان العملي بشكل عام، الشخص الحاكم والملزم باتخاذ القرارات، التقني، الميكانيكي، بمعنى آخر كل أولئك المضطرين يوميا لمواجهة مشاكل التدبير و صعوبات في التنظيم أو الإنتاج او التوزيع، هذه الفئة، كما يقول العروي، ليس لها قط مشاكل مع التعاريف، وبوصفها كذلك لا تشارك في المناقشات الهادفة إلى تحديد الفرق بين الحداثة والتحديث. في هذه الحالة يقترح العروي التمييز بين رجل العمل، الذي منحه المركز الأول، ورجل الخطابة..
هذا هو المعنى الكامل الذي يعطيه الكاتب للتاريخانية التي تبناها، لا يهمه ما يفعله الناس، ولا ما يدعون فعله. بل ما يهمه ويتحدث عنه هو المنطق العملي.
حاول المغرب إجراء إصلاحات في القرن التاسع عشر. واعتبر العروي الإصلاحات على أنها محرد إجراءات تندرج في إطار النظام الطبيعي لـسياسة السلطان. العمل الحكومي يلزمه بأن يقوم بالإصلاحات شاء أم أبى. الذي - هذا جزء من النظام الطبيعي للحكم. وكان السؤال الذي طرحه العروي على نفسه كالتالي: "تحت أي شروط تصبح النزعة الإصلاحية الطبيعية للمسؤول نزعة حداثية؟
واجه المغرب خلال القرن التاسع عشر أزمات داخلية وضغوطا خارجية. لأسباب متعددة، بدأ السلاطين في تقديم الإصلاحات. وهو الموقف الذي اعتبره العروي انعكاسا وعلاجا لهذا الوضع. ذهب في تقديره إلى أبعد من ذلك ليقول: "في العمل، المفاهيم الثلاثة- حكم، إصلاح ، تحديث - لا يمكن ان تكون مفصولة". الضغط الأوروبي لا يني يتعاظم. المجتمع منقسم إلى حداثيين: سلطان، تجار، كتاب من جهة ومناهضون للحداثة، علماء مدافعون عن الإيمان مبعدون عن إدارة شؤون الدولة من جهة أخرى.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)
- آلان باديو: اللحظة الفلسفية الفرنسية بالمقارنة مع اللحظة الي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)
- خريبكة: اللجنة الوطنية لدعم سعيد عمارة تنظم وقفة احتجاجية تز ...
- جوينيي باتريك - ميشيل فوكو ومفهوم الابستيمي..
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)
- متى يكف حميد المهدوي عن تناول الإشكاليات بنظرة سطحية؟ ازدراء ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)