أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)















المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 10:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بعدما تساءل العروي لماذا أثرت بعض الحضارات على البرابرة كما كان حال الحضارة الفينيقية البونية ولم تؤثر عليهم حضارات أخرى كالحضارة الرومانية، كتب في هذا الصدد يقول: "الأساسي هو أن ذلك يكشف عن جانب دائم من نفسية المغاربيين. يبدو أنهم يقبلون الثقافات الأجنبية بسهولة، لكنهم يختارون منها عنصرا يجعلونه رمزا لهويتهم. في هذا الاتجاه، بشرت الدوناتية Donatism (نسبة إلى القس Donat) بما كان يجب أن يكون عليه الخوارج". من الواضح أن الأمازيغ ظلوا منفتحين على الحضارات وهم الذين تبنوها و كيفوها مع حياتهم اليومية.
يسهب العروي في الحديث عن أسلمة وتعريب المنطقة. بحسبه، هاتان العمليتان لم تكونا ثمرة الفتح العربي، ولكن هذا الأخير كان، كما قال، "في الأساس اعترافا ... كان على الأسلمة أن تنتظر قرونا، وكانت من عمل الأمازيغ ... انتصار موسى بن نصير المانح لقادة الأمازيغ فرصة مشاركته أمجاد وغنائم الفتوحات، ألم يدل في النهاية على شكل معين شكل من أشكال الحكم الذاتي؟
"الأمازيغي يوثر الملموس على المجرد، ويفصل الاجتماعي - كما يقول العروي - على حساب الفردي. من الواضح أن الإسلام استقر على تقليد ديني متجذر بقوة في عقلية المجتمع الأمازيغي. كان مسار التعريب أكثر بطء من مسار الأسلمة. انتشر الإسلام بسرعة وتم تسييسه. سوف يستغله العرب أو المعربون في إطلاق حركات الحكم الذاتي الموجهة ضد السلطة المركزية (في الشرق). أنهي العروي مقاله بطرح سؤال مهم قال فيه: "لماذا لم ينجب شمال إفريقيا متصوفة كبارا مثل ابن عربي الأندلسي، أو ابن الفريد المصري، أو ابن الرومي الفارسي؟ لماذا شاهدنا ولادة علماء مثل ابن خلدون الذي اختار دراسة التاريخ وتطور المجتمعات؟
استنتج العروي من ذلك أن الإسلام ظهر وكأنه أقل فردانية وفكرانية في المغرب العربي، وأكثر جماعية وبرغماتية من أي مكان آخر ... في وعي شعوب (المغرب العربي)، ظل الإسلام قبل كل شيء شريعة تعبر عن التضامن بين المؤمنين".
والآن ما المعنى الذي يجب أن نعطيه للحداثة؟ هل تحتفظ دائما بنفس المعنى هنا وفي أي مكان آخر، بالأمس و اليوم؟ بالنسبة للعروي، وحده التفكير العميق و الجدي يجعل من الممكن فهم المعنى، بينما العكس لا يمكن إلا أن يزرع الالتباس الذي يستغله أعداء الحداثة لترسيخ الروح التقليدية. الحداثة عملية يخرجها المؤرخون من الواقع. لشرح هذه الفكرة، يستشهد العروي بسلسلة من الثورات التي أخرجها من التاريخ الأوروبي: ثورة اقتصادية، ثورة علمية على أساس الملاحظة والتجريب، ثورة دينية وقفت ضد الكنيسة واحتكارها تأويل المقدس. كما يتحدث عن الثورة السياسة التي تجلت في الحركة التي حاربت الإقطاع والكنيسة.
يجمع المؤرخون على سيرورة تعاقب هذه الثورات، لكنهم يختلفون تماما حول الثورة التي سبقت الأخريات ويتساءلون دائما عما هي تلك التي كانت هي المنطلق أو تلك التي كانت نتيجة لها.
انطلاقا من هذه الملاحظة، ثمة سؤال منهجي يفرض نفسه على أولئك الذين يسعون إلى فهم الحداثة. هل يجب أن نبدأ من الواقع وفي هذه الحالة من الضروري، بحسب العروي، الاستماع إلى ما يقترحه المؤرخون وأخذه بعين الاعتبار…. أو بالأحرى، يجب أن نبدأ من المفهوم ومن خلاله نقيم الواقع؟ بشكل أكثر تحديدا، هل يجب أن نحكم عليها من خلال معايير خارجية؟ هذا ما يقوم به أغلب الباحثين الذين ينطلقون من مفهوم الحداثة للحكم على المجتمعات سواء في الماضي أو في الحاضر .
هذه التمشي لا يأخذ أبدا في الاعتبار الفروق الدقيقة التي تميز عمل المؤرخ والتي تمنع الخلط والتعميم. يحذر العروي في هذه الحالة من عدم التمييز بين الحداثة كسيرورة تاريخية وبينها كأيديولوجيا. لا يستطيع المؤرخ القول بأن الحداثة حدثت فعليا. يقدمها كحدث وقع عبر عدة مراحل باعتبارها سيرورة، ثورة مستمرة
الحداثة سيرورة تدريجية. إنها دينامية لا تقع دائما موقع القبول. العقليات التقليدانية دائما تعبئ ضدها وتحذر منها. من الناحية التاريخية، يعتبر العروي الثورة الأمريكية والثورة الفرنسية حركتين عززتا الحداثة. هذا الأمل تلاشى في القرن التاسع عشر الذي كان قرن التصنيع والتوسع والحروب المتكررة.
قسمت هذه الصراعات أوروبا التي كان يهيمن عليها من المفاهيم اثنان هما العقل والعلم. وبدلا من استخدام هذين المفهومين في السلام والتعاون بين الشعوب، كانا في أصل المنافسة، العداء والعنف: الاستعمار كعنف ضد الآخر، والحروب كعنف ضد الجيران والثورات كعنف ضد الإخوة.
من الواضح، بحسب العروي، ان الحداثة مرتبطة بالتنافس والأزمات الداخلية والخارجية. في هذا الصدد كتب يقول: "من هذا المنظور، المشكل الأساسي هو أن التحديث ظهر على شكل استعمار، في العالم الثالث بالطبع ، ولكن أيضا وقبل ذلك بكثير داخل أوروبا. إنه مكر العقل الذي بدأنا نعرفه بشكل أفضل".
يتحدث العروي عن أوروبا باعتبارها تجسيدا لـلحداثة ولكنه يحاول إضفاء النسبية وتحديد الفوارق الدقيقة. يطلب من القارئ أن يأخذ الحداثة على أنها عولمة وتمايزا فيما يتعلق بالخارج. انطلاقا من هذه الملاحظة يطرح العروي هذا السؤال: "ما هي الحداثة بالنسبة لفرد ينتمي إلى مجتمع ينعت، عن خطإ أو صواب، بأنه تقليدي؟
يلاحظ وجود الخوف من الحداثة في مجتمع مثل المجتمع المغربي. بالنسبة له، هذا الموقف النفسي أمر طبيعي. إنه يتوافق بشكل أفضل مع التجربة السابقة، أي مع التطور التاريخي. التفاعل مع الجديد ومقاومته مؤكدان من قبل التاريخ وفي كل المجتمعات.
يستشهد العروي بعقلنة الاقتصاد خلال جميع مراحل تطوره من خلال الدعوات إلى اللاعقلانية. الإنسان بطبيعته محافظ. يجد صعوبة في قبول التغييرات التي يفرضها عليه التطور التاريخي.
حسب العروي، الحداثة هي شأن مجموعتين مختلفتين في المجتمع وحول هذه النقطة، كتب: "في النهاية، القول بأن مجتمعا يحدّث، معناه أنه أصبح واعيا بتاريخانيته. ليس المجتمع ككل هو الذي يصبح قادرا على تحليل نفسه وانتقاد نفسه، بل فقط مجموعة محدودة إلى حد ما هي التي تفي هذه الوظيفة"، حتى وإن كانت تجر الآخرين للسير في أثرها من خلال الفعل التي تقوم به".
يشدد المؤلف على البعد التاريخي ليقول إن التحديث عملية تحدث وتتحقق في مجتمع لا يكون بالضرورة متجانسا وأن التعارض بين الحداثيين والتقليدانيين ينتهي به الأمر دائما إلى التلاشي؛ "لأنه لا وجود لمجتمع يقبل الموت".
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلان باديو: اللحظة الفلسفية الفرنسية بالمقارنة مع اللحظة الي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)
- خريبكة: اللجنة الوطنية لدعم سعيد عمارة تنظم وقفة احتجاجية تز ...
- جوينيي باتريك - ميشيل فوكو ومفهوم الابستيمي..
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)
- متى يكف حميد المهدوي عن تناول الإشكاليات بنظرة سطحية؟ ازدراء ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الخامس)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الرابع)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء الثالث)
- حميد المهدوي يستشهد ببيت شعري لحافظ إبراهيم وينسبه لإليا أبي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الأول)
- من وحي الذاكرة.. سائحة في قبضة أحابيل لغة العيون
- الحدود بين الفيلسوف والفنان من من منظور جيل دولوز
- لجنة دعم تنظيم المهرجانات السينمائية.. كيف سمح رئيسها وأعضاؤ ...
- نبيلة منيب: المدرسة العمومية وجهت إليها أسلحة الدمار الشامل
- فرانسيس فوكوياما: حرب بوتين على النظام الليبرالي
- اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي
- تونس: انتهاك الخصوصية كسلاح سياسي
- الإعلام الرقمي في المغرب.. الواقع والآفاق


المزيد.....




- بعضها أوقف التصدير... ما هي الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة ...
- الآلاف يرفعون علم روسيا العملاق في قبرص احتفالا بيوم النصر
- لجنة فلسطينية تدعو أهالي الضفة والقدس والداخل للانتفاضة إسنا ...
- ساحة حرب.. مشاهد مروعة لهجوم نشطاء على مصنع -تسلا- في ألماني ...
- -كتائب القسام- تفجّر نفقا بقوة إسرائيلية في رفح
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 3 دبابات -ليوبارد- ألمانية ودبابتي ...
- تأهل المتسابقة الإسرائيلية في مسابقة -يوروفيجين- وسط تظاهرات ...
- السفارة الروسية في الإمارات تنظم أمسية احتفالية بمناسبة الذك ...
- إسرائيل تتحدث عن مغادرة مقاتلين من -حماس- رفح وتكشف عن استرا ...
- لسبب غريب.. صينيون يدهنون وجوههم باللون الأسود (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)