أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)














المزيد.....

عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7358 - 2022 / 9 / 1 - 02:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بالنسبة لعبد الله العروي، يجب تناول الوعي بالتأخر التاريخي، معرفة الذات ومعرفة الآخر في الفكر العربي في إطار واحد وشامل. سعى العروي إلى مقلربة مشاكل الفكر العربي انطلاقا من كتابات إيديولوجية. تشكل الإيديولوجيا انعكاسا منحرفا للواقع، وتخفي الأخير نظرا لأنه من المستحيل أو من الصعب تحليله في العالم العربي. الأخطر هو أن الإيديولوجيا تبني مننظومة نظرية تستعيرها من مجتمعات أخرى في سياقات أخرى.
لتوضيح نهجه، يركز العروي تحليله مستخدما ثلاثة ممثلين إيديولوجيين يجسدون بشكل مثالي، كل على طريقته وتبعا لمنطقه الخاص، هذا الوعي بتأخر هذه المحتمعات.
من هذه المنظور، يقول العروي: "يمكن التمييز في الإيديولوجيا العربية المعاصرة بين ثلاث طرق رئيسية لاستيعاب المشكل الأساسي في المجتمع العربي: الأولى تتموقع في العقيدة الدينية، والثانية في التنظيم السياسي، والثالثة في النشاط العلمي والتقني".
يستخدم العروي كلمة "كليرك" (clerc) عندما يتحدث عن الشيخ. وأعتقد أن هذا الاستخدام ليس بريئا طالما أن المؤلف يحيل قارءه إلى الأجواء السجالية بين المسلمين والمسيحيين. يريد أيضا أن يظهر استخدام العلماء المسلمين لانتقادات المناهضين للإكليروس. بالنسبة للمسلم، أوروبا هي وريثة الحروب الصليبية. التعارض بين المسيحية والإسلام تقليد يأتي من بعيد. الذاكرة الإسلامية مشحونة بالعداء والكراهية والحروب. انتصارات تليها هزائم، والعكس صحيح. كانت الحروب سريعة. الجديد هذه المرة هو أن الهزيمة لازمت المعسكر المسلم. العدو يستقر وينظم نفسه بطريقة جديدة.
لا يزال المتدين يعتقد أن المواجهة القديمة لا تزال مستمرة. لا يأخذ بعين الاعتبار التغييرات الحادثة وعدم التوازن الطارئ. إنه لا يصدق ما يحدث للعالم الإسلامي ويبدأ في البحث عن مبررات في القرآن. العدو ليس سوى جند من جنود الله. يعيد قراءة النص ويجد السبب ويؤمن بأن كل شيء يتم حله في إطار علاقة المجتمع بالله.
يستخدم الديني الحجج المناهضة للإكليروس. يكتشف التعقل إلى جانب الإسلام، التعصب إلى جانب المسيحية. يصطدم بتناقض: كيف يفسر انحطاط العالم الإسلامي؟ الجواب بسيط ما دام يرتبط ارتباطا وثيقا بـ "عدم وفاء المسلمين تجاه الرسالة الإلهية".
إنه يميز بين العقيدة التي تجسد النقاء في رأيه والتاريخ الذي ما هو إلا دنس. المتدين يحبس نفسه في الرؤية السماوية وينفصل عن الواقع. يشرح التخلف والانحطاط بانحراف المسلمين عن الرسالة الإلهية وكفرهم بها. كيف يكون إذن رد فعل رجل السياسة على المشاكل التي تواجه المجتمع؟
التبادلات بين الشرق والغرب تتكاثر وتنوّع وتتكثّف. المسلمون يتعرف على الغرب بشكل أفضل. لم يعد تاريخه يتناول بشكل انتقائي فقط من منظور سجالي بين الإسلام والمسيحية أو دار الإسلام ودار الحرب.
أدرك المسلمون أنه إذا لم يكن العقل جزء من المسيحية، ومع ذلك فهي موجودة في أوروبا وتجد في الغرب تربة خصبة لخلق دينامية من التغيير حتى لو جاءت من مكان آخر. نجح المسلمون في إجراء هذه الاستباطات السياسية لأنهم اكتشفوا وقرأو فلاسفة عصر الأنوار.
أعاد رجل السياسة رويدا رويدا السياسة إلى الأرض وأدرك أن المسؤولية تقع على الشطط في استعمال السلطة.
"القارئ الشرق أوسطي - يكتب العروي - شعر بالخزي من صعود الترك الغاصب ... يقر بلطف أن الخليفة ... كان يحكم حسب هوه .. أن الدولة ليس لها هدف آخر سوى استغلال السكان المقهورين… الإدارة فاسدة والعدالة ذاتية ... كانت سلطة غير محدودة من واحد وعبودية من الجميع".
رجل السياسة، الرجل الجديد الذي حل محل رجل الدين وأخذ زمام المبادرة في المجتمع ، يعتقد أن انحطاط العالم الإسلامي يرتبط بطبيعة السلطة. يعتقد أن الأتراك مغتصبون. أنهم اقاموا سلطة مستبدة يمارسها دائما شخص واحد.
يصل رجل السياسة إلى هذه الاستنتاجات بفضل انفتاحه ومعرفته بالغرب و فلاسفة عصر التنوير. تم تشخيص المرض، وتم إيجاد العلاج، كما يقول العروي، محيلا على علي عبد الرازق عندما كتب: "العقيدة الإسلامية لم تترك بصمة شاهدة على تنظيم صارم للسلطات العامة، ويمكن لها، بالتالي، أن تتميف مع أي نظام سياسي اختارها المسلمون".
تخلى رجل الدين عن مركز الصدارة لفائدة رجل السياسة. هذا الأخير يدرك أنه يتضاءل و لاحول ولا قوة له ولا يستطيع تغيير أي شيء. منهكا وغاضبا، يصمت ويفسح المجال لصوت آخر و لصرخة أخرى تعتقد أنها قادرة على إيجاد الحلول التي تتناسب مع مشاكل هذا المجتمع الذي يعيش التراجع والجمود. الحل الذي تقترحه وجدته في التكنولوجيا. هل ينجح حيث فشل الاثنان الآخران؟

(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتسامات كاتب وجدلية الماقبلي والمابعدي
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/3)
- نبيلة منيب: يسعون إلى تدمير كل ما هو جميل وتونس لا تزن شيئا ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الحادي عشر)
- الطيب الباكوش يدعو إلى عقد خلوة خماسية بحضوره لأجل حل المشاك ...
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/2)
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر ،(الجزء العاشر)
- جون كوبر.. سقراط والفلسفة كأسلوب في الحياة (3/1)
- ابن جرير: نعم لتشغيل حملة الشهادات المعطلين، لا للزج بهم في ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء التاسع)
- خريبكة: -لجنة دعم عمارة- تدعو إلى حضور جلسة المحاكمة المقررة ...
- التوتر بين التطلعات العقلانية والمتطلبات التجريبية في فلسفة ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثامن)
- آلان باديو: اللحظة الفلسفية الفرنسية بالمقارنة مع اللحظة الي ...
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السابع)
- خريبكة: اللجنة الوطنية لدعم سعيد عمارة تنظم وقفة احتجاجية تز ...
- جوينيي باتريك - ميشيل فوكو ومفهوم الابستيمي..
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء السادس)
- متى يكف حميد المهدوي عن تناول الإشكاليات بنظرة سطحية؟ ازدراء ...


المزيد.....




- خبير: الكرملين لا يسعى لإسقاط النظام الإيراني بل يراهن على ج ...
- في ملجأ محصن.. خامنئي يعزل نفسه ويحدّد خليفته تحسبًا لاغتيال ...
- القبض على أول شخص من عائلة بشار الأسد في سابقة أمنية لافتة ب ...
- تل أبيب تصعّد حملتها ضدّ المنشآت النووية ال?إيران?ية وتلوّح ...
- مساعدات التنمية: ألمانيا تقلص الإنفاق على الناس الأكثر فقراً ...
- فرنسا: المنطاد الأولمبي سيعود للتحليق في سماء باريس بعد تحول ...
- بالأرقام.. هكذا يضيّق الاحتلال الخناق على خان يونس
- عبر الخارطة التفاعلية.. آخر التطورات في المواجهة الإيرانية ا ...
- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر (الجزء الثاني عشر)